[231]

قد التفت إلى علي عليه السلام وهي تقول : يا أميرالمؤمنين إنه ركبني يوما وهو يريد زيارة ابن عم له ، وواقعني فأنا حامل منه ؟ فقال الاعرابي : ويحكم النبي هذا أم هذا ؟ فقيل : هذا النبي وهذا أخوه وابن عمه ، فقال الاعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وسأل النبي صلى الله عليه واله أن يسأل الله تعالى عز وعلا أن يكفيه ما في بطن ناقته ، فكفاه وحسن إسلامه .
قال الراوندي : ليس في العادة أن تحمل الناقة من الانسان ، ولكن الله جل ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيه صلى الله عليه واله على أنه يجوز أن يكون نطفة الرجل على هيئتها في بطن الناقة حينئذ ولم تصر علقة بعد وإنما أنطقها الله تعالى عز وعلا ليعلم به صدق رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
2 - يج : روي عن الحارث الاعور قال : بينما أمير المؤمنين عليه السلام يخطب بالكوفة على المنبر إذ نظر إلى زاوية المسجد فقال : يا قنبر ائتني بما في ذلك الجحر فاذا هو بأرقط حية بأحسن ما يكون ، فأقبل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فجعل يساره ثم انصرف إلى الجحر ، فتعجب الناس قالوا : وما لنا لانعجب ؟ قال : ترون هذه الحية بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله على السمع والطاعة فمنكم من يسمع ومنكم من لايسمع ولايطيع .
قال الحارث : فكنا مع أمير المؤمنين عليه السلام في كناسة إذ أقبل أسد تهوي من البر ، فتقضقضنا من حوله ، وجاء الاسد حتى قام بين يديد ووضع يديه على ( بين خ ل ) اذنيه ، فقال له علي عليه السلام : ارجع بإذن الله ولا تدخل الهجرة بعد اليوم وأبلغ السباع عني ( 2 ) .

-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 231 سطر 19 الى ص 239 سطر 18 بيان : الرقطة : سواد يشوبه نقط بيض .
والكناسة بالضم : موضع بالكوفة والتقضقض : التفرق .
والهحرة دار الهجرة ، فإن الكوفة كانت دار هجرته صلوات الله عليه .
3 - يج : روي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن بعض الكوفيين قال : دخل *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مخلوط .
( 2 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
( * )

[232]

أسد الكوفة فقال : دلوني على أمير المؤمنين عليه السلام ، فذهبوا معه فدلوه عليه ، فلما نظر إليه الاسد مضى نحوه يلوذ به ويتبصبص إليه ، فمسح علي ظهره ثم قال له : اخرج ، فنكس الاسد رأسه ونبذ ذنبه على الارض ولا يلتفت يمينا و [ لا ] شمالا حتى خرج منها ( 1 ) .
4 - ب : محمد بن عبدالحميد ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزع علي عليه السلام خفه بليل ليتوضأ ، فبعث الله طائرا فأخذ أحد الخفين ، فجعل علي عليه السلام يتبع الطير وهو يطير حتى أضاء له الصبح ، ثم ألقى ( 2 ) الخف فإذا حيه سوداء تنساب من الخف ( 3 ) .
5 - شف : من كتاب الاربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس ، عن محمد بن عبداللطيف بشيراز ، عن الكيادار بن يوسف الديلمي ( 4 ) ، عن محمود بن محمد التبريزي عن دانيل بن إبراهيم ، عن أبي الرايات ( 5 ) بن أحمد البزاز ، عن أبي عبدالله السيرافي عن أبي عبدالله المهروفاني ( 6 ) المؤدب ، عن سبيب ( 7 ) بن سليمان الغنوي ، عن العامون بن محمد الصيني ، عن مسلم بن أحمد ، عن أبن أبي مسلم السمان ، عن حبة بنت زريق ( 8 ) من بعض حشم الحفية ( 9 ) قالت : حدثني زوجي منقذ بن الابقع الاسدي أحد خواص علي عليه السلام قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في النصف من شعبان و *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
( 2 ) في المصدر : فألقى .
( 3 ) قرب الاسناد : 81 و 82 .
وانسابت الحية : جرت وتدافعت في مشيها .
وفي المصدر : تنسال خ ل .
( 4 ) في المصدر : عن الكيدار بن يوسف مراد الديلمي .
( 5 ) في ( ك ) : عن أبي الروايات .
( 6 ) في المصدر : المهروقاني .
( 7 ) : عن شبيب .
( 8 ) في المصدر و ( ت ) : رزيق .
( 9 ) كذا في النسخ ، وفي المصدر : عن بعض حشم الخليفة .
( * )

[233]

هو يريد موضعا له كان يأوي فيه بالليل ، وأنا معه حتى أتى الموضع ، فنزل عن بغلته ، ورفعت عن اذينها ( 1 ) وجذبتني ، فحس بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ما وراءك ؟ فقلت : فداك أبي وامي البغلة تنظر شيئا وقد شخصت إليه وتحمحم ولا أدري ماذا دهاها ( 2 ) ، فنظر أميرالمؤمنين إلى سواد فقال : سبع ورب الكعبة فقام من محرابه متقلدا سيفه فجعل يخطو ، ثم قال : صاح ( 3 ) به " قف " فخف السبع ووقف ، فعندها استقرت البغلة ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا ليث أما علمت أني الليث وأني الضرغام والقسور والحيدر ؟ ثم قال : ما جاء بك أيها الليث ؟ ثم قال : اللهم أنطق لسانه ، فقال السبع : يا أميرالمؤمنين ويا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين ويا مفرق ! بين الحق والباطل ما افترست منذ سبع شيئا ، وقد أضر بي الجوع ، ورأيتكم من مسافة فرسخين فدنوت منكم وقلت : أذهب وأنظر ما هؤلاء القوم ومن هم ، فإن كان بهم لي مقدرة ويكون لي فيهم فريسة ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام مجيبا له : أيها الليث أما علمت أني علي أبوالاشبال الاحد العشر ، براثني أمثل من مخالبك ، وإن أحببت أريتك ، ثم امتد السبع بين يديه وجعل يمسح يده على هامته ويقول : ما جاء بك يا ليث ؟ أنت كلب الله في أرضه ، قال : يا أميرالمؤمنين الجوع الجوع ، قال : فقال : اللهم إنه يرزق بقدر ( 4 ) محمد وأهل بيته ، قال : فالتفت فاذا بالاسد ( 5 ) يأكل شيئا كهيئة الجمل حتى أتى عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين والله مانأكل نحن معاشر السباع رجلا يحبك ويحب عترتك ، فإن خالي أكل فلانا ، ونحن أهل بيت ننتحل محبة الهاشمي وعترته ، ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام أيها السبع أين تأوي وأين تكون ؟ فقال : يا أميرالمؤمنين إني مسلط على كلاب *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وحمحمت البغلة ورفعت اذنيها .
وحمحم الفرس : ردد صوته .
( 2 ) أي لا اعلم ماذا اصابه بداهية .
وهي الامر المنكر .
( 3 ) في المصدر : ثم قال صائحا به .
( 4 ) الباء للقسم أي بحق قدر محمد واهل بيته ، وفي المصدر : اللهم ارزقه برزق بقدر محمد وأهل بيته .
( 5 ) في المصدر : فاذا أنا بالاسد .
( * )

[234]

أهل الشام وكذلك أهل بيتي ، وهم فريستنا ونحن نأوي النيل ، قال : فما جاء بك إلى الكوفة ؟ قال : يا أميرالمؤمنين أتيت الحجاز فلم اصادف شيئا وأنا في هذه البرية والفيافي التي لا ماء فيها ولا خير موضعي هذا وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له : سنان بن وابل فيمن أفلت ( 1 ) من حرب صفين ينزل القادسية وهو رزقي في ليلتي هذه ، وإنه من أهل الشام وأنا إليه متوجه .
ثم قام من بين يدي أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقال لي : مم تعجبت ؟ هذا أعجب من الشمس أم العين أم الكواكب أم سائر ذلك ؟ فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لوأحببت أن اري الناس مما علمني رسول االله صلى الله عليه وآله من الايات والعجائب لكانوا ( 2 ) يرجعون كفارا ، ثم رجع أميرالمؤمنين عليه السلام إلى مستقره ووجهني إلى القادسية فركبت من ليلتي فوافيت القادسية قبل أن يقيم الموذن الاقامة ، فسمعت الناس يقولون : افترس سنانا السبع ( 3 ) ، فأتيته فيمن أتاه ينظرإليه ( 4 ) ، فما ترك الاسد إلا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الاصابع ، وإني على بابه تحمل رأسه ( 5 ) إلى الكوفة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فبقيت ( فبقي خ ل ) متعجبا ، فحدثت الناس ما كان من حديث أمير المؤمنين عليه السلام والسبع ، فجعل الناس يتبركون بتراب تحت قدمي أمير المؤمنين ويستشفون به ، فقام خطيبا فحمدالله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ما أحبنا رجل فدخل الناروما أبغضنا رجل فدخل الجنة ، وأنا قسيم الجنة والنار : أقسم بين الجنة والنار ، هذه إلى الجنة يمينا وهذه إلى النار شمالا أقول لجهنم يوم القيامة : هذا لي وهذا لك ، حتى تجوزشيعتي على الصراط كالبرق *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أى تخلص .
وفي المصدر : سنان بن وائل .
( 2 ) في المصدر : لكاد .
( 3 ) : افترس السبع سنانا .
( 4 ) : فنظرت إليه ( 5 ) : واتى على ما به .
فحمل رأسه اه .
( * )

[235]

الخاطف والرعد العاصف وكالطير المسرع ( 1 ) وكالجواد السابق ، فقام الناس إليه بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون : الحمد لله الذي فضلك على كثير من خلقه ، قال : ثم تلا أميرالمؤمنين عليه السلام هذه الآية " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذوفضل عظيم ( 2 ) " .
فض ، يل : عن منقذ بن الابقع مثله ( 3 ) .
6 - شف : من كتاب الاربعين عن علي بن أحمد البغدادي ، عن أبي الفضل ابن محمد بن علي ، عن أبي نصر بن إسفنديار ، عن داود بن سليمان العسقلاني ، عن محمد بن الحسين الصفار ، عن علي بن محمد بن جمهور ، عن أبيه ، عن جعفر بن بشير عن أبيه ، عن موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام قال : إن امير المؤمنين عليا عليه السلام كان يسعى على الصفا بمكة ، فإذا هو بدراج يتدرج ( 4 ) على وجه الارض ، فوقع بإزاء أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليك أيها الدراج ، فقال الدراج : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أميرالمؤمنين ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام أيها الدراج ماتصنع في هذاالمكان ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إني في هذا المكان مذ ( 5 ) كذا وكذا عام اسبح الله واقدسه وامجده وأعبده حق عبادته ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : أيها الدراج إنه لصفا نقي لا مطعم فيه ولامشرب ، فمن أين لك المطعم والمشرب ؟ فأجابه الدراج وهو يقول : وقرابنك من رسول الله يا أميرالمؤمنين إني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فأشبع ، وإذا عطشت دعوت الله على مبغضيك ومنتقصيك فأروى ( 6 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : والطير المسرع .
( 2 ) اليقين في امرة أمير المؤمنين : 65 - 67 .
والاية في سورة آل عمران : 173 و 174 .
( 3 ) الروضة : 40 و 41 الفضائل : 179 - 181 .
( 4 ) في المصدر : يندرج .
( 5 ) في المصدر و ( ت ) : منذ .
( 6 ) اليقين في امرة أميرالمؤمنين : 72 .
( * )

[236]

فض ، يل : بالاسناد إلى الحسن العسكري عليه السلام مثله ( 1 ) .
7 - شف : من كتاب الاربعين عن إبراهيم بن علي العلوي ( 2 ) ، عن أحمد ابن طاهر السوري ، عن الحسن بن عبدالوهاب ، عن علي بن محمد بن إبراهيم ، عن الا شعث بن مرة ، عن ا لليثي ، عن سعيد ، عن هلال بن كيسان ، عن الطيب القواصري عن عبدالله بن سلمة المنتجى ، عن سفارة بن اصميد البغدادي ، عن ابن حريز ، عن أبي الفتح المغازلي ، عن عمار بن ياسر قال : كنت بين يدي مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وإذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة فقال : يا عمار ائت بذي الفقار الباتر للاعمار فجئته بذي الفقار ، فقال : اخرج يا عمار وامنع الرجل عن ظلامة هذه المرأة ، فإن انتهى وإلا منعته بذي الفقار ، قال : فخرجت وإذا أنا برجل وامرأة قد تعلقوا بزمام جمل والمرأة تقول : الجمل لي ، والرجل يقول : الجمل لي ، فقلت : إن أمير - المؤمنين ينهاك عن ظلم هذه المرأة ، فقال : يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة ويريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة ؟ ! فقال عمار رضي الله عنه : فرجعت لا خبر مولاي فإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه وقال : ويلك خل جمل المرأة ، فقال : هو لي ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : كذبت يالعين ، قال : فمن يشهد أنه للمرأة يا علي ؟ فقال : الشاهد الذي لايكذبه أحد من الكوفة ، فقال الرجل : إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة ، فقال : علي عليه السلام : تكلم أيها الجمل لمن أنت ؟ فقال بلسان فصيح : يا أمير المؤمنين وخير الوصيين أنا لهذه المرأة منذ بضع عشر سنة ، فقال علي عليه السلام : خذي جملك ، و عارض الرجل بضربة قسمه نصفين ( 3 ) .
8 - شف : من كتاب الشريف أبي يعلى محمد بن شريف أبي القاسم حسن الاقساسي ، عن محمد بن جعفر المحمدي ، عن محمد بن وهبان الهناني ، عن أحمد بن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الروضة : 36 .
الفضائل : 171 .
( 2 ) في المصدر بعد ذلك : عن شهريار بن تاج الفارسي اه .
( 3 ) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 72 و 73 .
( * )

[237]

أبي دجانة ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي سمينة ، عن علي بن عبدالله الخياط ، عن الحسن بن علي الاسدي ، عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مد الفرات عندكم على عهد علي عليه السلام فأقبل إليه الناس فقالو : ياأميرالمؤمنين نحن نخاف الغرق ، لان في الفرات قد جاء من الماء مالم ير مثله ، وقد امتلات جنبتاه ، فالله الله ، فركب أميرالمؤمنين عليه السلام والناس معه و حوله يمينا وشمالا ، فمر بمسجد سقيف ( 1 ) فغمزه بعض شبانهم ، فالتفت إليه مغضبا فقال : صعار الخدود ، لئام لجدود ، بقية ثمود ، من يشتري مني هؤلاء الاعبد ؟ فقام إليه مشائخهم فقالوا له : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء شبان لا يعقلون ماهم فيه ، فلا تؤاخذنا بهم ، فو الله إن كنا ( 2 ) لهذا لكارهين ، وما منا أحد يرضى هذا الكلام لك فاعف عنا عفا الله عنك ، قال : فكأنه استحيا فقال : لست أعفو عنكم إلا على أن لا ارجع حتى تهدموا مجلسكم وكل كوة وميزاب وبالوعة إلي طريق المسلمين ، فأن هذا اذى للمسلمين ، فقالوا : نحن نفعل ذلك ، فمضى وتركهم ، فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به حتى انتهى إلى الفرات وهو يزخر بأمواجه ، فوقف و الناس ينظرون ، فتكلم بالعبرانية كلاما فنقص الفرات ذراعا ، فقال : حسبكم ؟ ( 3 ) قالوا : زدنا ، فضربه بقضيب كان معه فإذا بالحيتان فاغرة ( 4 ) أفواهها ، فقالت : يا أمير المؤمنين عرضت ولا يتك علينا فقبلناها ما خلا الجري والمارماهي والزمار ، فقال عليه السلام : إن بني إسرائيل لما تفرقوا من المائدة فمن كان أخذ منهم برا كان منهم القردة والخنارير ، ومن أخذ منهم بحرا كان الجري والمارماهي والزمار ، ثم أقبل الناس عليه فقالوا : هذه رمانة ما رأينا مثلها قط ، جاء بها الماء وقدأ حبست *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ والمصدر : ثقيف .
( 2 ) في المصدر و ( ت ) انا كنا ( 3 ) حتى انتهى إلي الفرات فضربه بقضيب كان معه وزجره ونزل الفرات ذراعا : فقال : حسبكم اه .
( 4 ) فغرفاه : فتحه .
( * )

[238]

الجسر ( 1 ) من عظمها وكبرها فقال : هذه رمانة من رمان الجنة ، فدعا بالرجال بالحبال فأخرجوها ، فما بقي بيت بالكوفة إلا دخله منها شئ ( 2 ) .
بيان : الصعر : الميل في الخد خاصة ، وقد صعر خده وصاعر أي أماله من الكبر .
وزجر الوادي إذا امتد جدا وارتفع .
9 - شف : من الكتاب المتقدم ، عن محمد بن جعفر ، عن الحسن بن جعفر القرشي ، عن علي بن محمد بن المغيرة ، عن الحسن بن سنان ( 3 ) ، عن يوسف بن حمدان عن محمد بن حميد ، عن حكام بن سلم ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ( 4 ) ، عن عمار ابن ياسر قال : تبعت أميرالمؤمنين عليه السلام في بعض طرقات المدينة ، فإذا أنا بذئب أدرع أزب قد أقبل يهرول حتى أتى المكان الذي فيه أمير المؤمنين وولده الحسن و الحسين عليهم السلام ، فجعل الذئب يعفر بخديه على الارض ويومئ بيده إلى أمير - المؤمنين عليه السلام فقال علي عليه السلام : اللهم أطلق لسان الذئب فيكلمني ، فأطلق الله الله لسان الذئب فإذا الذئب يقول بلسان طلق ذلق : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، قال : وعليك السلام من أين أقبلت ؟ قال : من بلد الفجار الكفرة ، قال : وأين تريد ؟ قال : بلد الانبياء البررة ، قال : وفيما ذا ؟ قال : لادخل في بيعتك مرة اخرى ، قال : كأنكم قد بايعتمونا ، قال : صاح بنا صائح من السماء أن اجتمعوا ، فاجتمعنا إلى ثنية من ( 5 ) بني إسرائيل ، فنشر فيها أعلام بيض ورايات خضر ، و نصب فيها منبر من ذهب أحمر ، وعلا عليه جبرئيل عليه السلام فخطب خطبة بليغة وجل منها القلوب وأبكى منها العيون ، ثم قال : يا معشر الوحوش إن الله عزوجل قد دعا محمدا فأجابه ، واستخلف على عباده من بعده علي بن أبي طالب عليه السلام وأمركم *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( م ) وقد احتبست الجسر .
وفي ( ت ) : وقد احتبست علي الجسر .
( 2 ) اليقين في امرة أميرالمؤمنين : 154 و 155 .
( 3 ) عن الحسين بن سنان خ ل .
( 4 ) في المصدر : عن الحسين .
( 5 ) الثنية : طريق العقبة .
وفي المصدر : إلي بيت من بني إسرائيل .
( * )

[239]

أن تبايعوه ، فقالوا : سمعنا وأطعنا ، ما خلا الذئب فإنه جحد حقك وأنكر معرفتك فقال علي عليه السلام : ويحك أيها الذئب كأنك من الجن ؟ فقال : ما أنامن الجن ولا من الانس أنا ذئب شريف ، قال : وكيف تكون شريفا وأنت ذئب ؟ قال : شريف لاني من شيعتك ، وأخبرني أبي أني من ولد ذلك الذئب الذي اصطاده أولاد يعقوب فقالوا هذا أكل أخانا بالامس ، وإنه متهم ( 1 ) .
بيان : قال الجوهري : الادرع من الخيل والشاء ما اسود رأسه وابيض سائره ( 2 ) .
وقال : الزبب : طول الشعر وكثرته ، وبعير أزب ، ولا يكاد يكون الازب إلا نفورا لانه ينبت علي حاجبيه شعيرات فاذا ضربته الريح نفر ( 3 ) .
10 - يج : ذكر الرضي في كتاب خصائص الائمة بإسناده عن ابن عباس قال : كان رجل علي عهد عمر وله إبل بناحية آذربايجان قد استصعبت عليه ، فشكا إليه ما ناله ، وإن معاشه كان منها ، فقال له : اذهب فاستغث بالله تعالى ، فقال الرجل : مازلت أدعو الله وأتوسل إليه وكلما قربت منها حملت علي فكتب له عمر رقعة فيها " من عمر أميرالمؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا ( 4 ) هذه المواشي له " فأخذ الرجل الرقعة ومضى ، فقال عبدالله بن عباس : فاغتممت شديدا ( 5 ) ، فلقيت عليا عليه السلام فأخبرته بما كان ، فقال عليه السلام : والذي ( 6 ) فلق الحبة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ، فهدأمابي ( 7 ) وطالت علي شقتي ، وجعلت أرقب ( 8 ) كل من جاء من أهل الجبال ، فإذا أنا بالرجل قدوافى وفي جبهته شجة ( 9 ) تكاد اليد تدخل فيها *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) اليقين في امرة أمير المؤمنين : 155 و 156 .

-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 239 سطر 19 الى ص 247 سطر 18 ( 2 ) الصحاح : 1207 .
( 3 ) : 141 .
( 4 ) في المصدر : أن تذللوا .
( 5 ) : غما شديدا .
( 6 ) : وبحق الذى .
( 7 ) أى سكن مابى من الاضطراب .
( 8 ) في المصدر : اترقب .
( 9 ) الشجة : الجراحة .
( * )

[240]

فلما رأيته بادرت إليه فقلت : ما وراك ؟ فقال : إني صرت إلي الموضع ورميت بالرقعة ، فحمل علي عدد منها فهالني أمرها ، ولم يكن لي قوة ، فجلست فرمحتني أحدها في وجهي ، فقلت : اللهم اكفنيها ، وكلها تشد علي وتريد قتلي ، فانصرفت عني ، فسقطت فجاء أخي فحملني ولست أعقل ، فلم أزل أتعالج حتى صلحت ، وهذا الاثر في وجهي ، فقلت له : صر إلي عمر وأعلمه ، فصار إليه وعنده نفر ، فأخبره بما كان فزبره ( 1 ) ، فقال له : كذبت لم تذهب بكتابي ، فحلف الرجل لقد فعل ، فأخرجه عنه .
قال ابن عباس : فمضيت به إلي أمير المؤمنين عليه السلام فتبسم ثم قال : ألم أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت إلي الموضع الذي هي فيه فقل : " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين ، اللهم ذلل لي صعوبتها واكفني شرها ، فإنك الكافي المعافي والغالب القاهر " قال : فانصرف الرجل راجعا ، فلما كان من قابل قدم الجل ومعه جملة من المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين عليه السلام وصار إليه وأنا معه ، فقال عليه السلام : تخبرني أو اخبرك ؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين بل تخبرني ، قال : كأني بك وقد صرت إليها فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة ، فأخذت بنواصيها واحدة واحدة ، فقال الرجل : صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت معي هكذا كان فتفضل بقبول ما جئتك به ، فقال : امض راشدا بارك الله لك ، وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك ، وانصرف الرجل ، وكان يحج كل سنة وقد أنمى الله ماله فقال أمير المؤمنين عليه السلام : كل من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدعاء ، فإنه يكفي مما يخاف الله إن شاء الله ( 2 ) .
قب : أبوالعزيز كادش العكبري بإسناده مثله ، وفي آخره : فبورك الرجل في ماله حتى ضاق عليه رحاب بلده ( 3 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أى انتهره .
( 2 ) الخرائج والجرائح : 84 و 85 وفيه : ما يخاف .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 455 والرحاب جمع الرحبة : الارض الواسعة المنبات المحلال .