[241]

11 - يج : الصفار ، عن أبي بصير ، عن جذعان بن أبي نصر البرقي ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينما علي عليه السلام بالكوفة إذ أحاطت به اليهود ، فقالوا : أنت الذي تزعم أن الجري منا معشر اليهود ثم مسخ ؟ فقال لهم : نعم ، ثم ضرب بيده إلى الارض فتناول منها عودا فشقه باثنين ، وتكلم عليه بكلام وتفل عليه ، ثم رمى به في الفرات ، فإذا الجري يتراكب بعضه على بعض يقولون بصوت عال إلى أمير المؤمنين عليه السلام ( 1 ) : نحن طائفة من بني إسرائيل ، عرضت علينا ولايتكم فأبينا أن نقبلها ، فمسخنا الله جريا ( 2 ) .
12 - قب : عمر بن ( 3 ) حمزة العلوي في فضائل الكوفة أنه كان أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم في محراب جامع الكوفة إذ قام بين يديه رجل للوضوء فمضى نحو رحبة الكوفة يتوضأ فإذا بأفعى قد لقيه في طريقه ليلتقمه ، فهرب من بين يديه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فحدثه بمالحقه في طريقه ، فنهض أمير المؤمنين عليه السلام حتى وقف على باب الثقب الذي فيه الافعى فأخذ سيفه وتركه في باب الثقب وقال : إن كنت معجزة مثل عصا موسى فأخرج الافعى ، فما كان إلا سعاعة حتى خرج يساره ، ثم رفع رأسه إلى الاعرابي وقال : إنك ظننت أني رابع أربعة لما قمت بين يدي ، فقال : هو صحيح ، ثم لطم على رأسه وأسلم .
في الامتحان : عمار بن ياسر وجابر الانصاري : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في البرية فرأيته قد عدل عن الطريق ، فتبعته فرأيته ينظر إلى السماء ، ثم تبسم ضاحكا فقال : أحسنت أيها الطير إذ صفرت بفضله ، فقلت له : يا مولاي أي الطير ؟ ( 4 ) فقال : في الهواء أتحب أن تراه وتسمع كلامه ؟ فقلت : نعم يا مولاي ، فنظر إلى *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : يقولون بصوت عال : ياأمير المؤمنين اه .
( 2 ) الخرائج والجرائح : 135 .
( 3 ) في المصدر : عمرو .
( 4 ) : اين الطير .
( * )

[242]

السماء ودعا بدعاء خفي ، فإذا الطير يهوي إلى الارض ، فسقط على يد أمير المؤمنين عليه السلام فمسح يده على ظهره فقال : انطق بإذن الله وأنا علي بن أبي طالب ، فأنطق الله الطير بلسان عربي مبين فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه وقال له : من أين مطعمك ومشربك في هذه الفلاة القفراء التي لا نبات فيها ولا ماء ؟ فقال : يا مولاي إذا جعت ذكرت ولايتكم أهل البيت فأشبع ، وإذا عطشت فأتبرأ من أعدائكم فأروى ، فقال : بورك فيك ، فطارت ، وهذا مثل قوله تعالى : " يا أيها الناس علمنا منطق الطير " ( 1 ) .
محمد بن وهبان الازدي الدبيلي ( 2 ) في معجزات النبوة عن البراء بن عازب في خبر عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه عبر في السماء خيط من الاوز ( 3 ) طائرا على رأس أمير المؤمنين عليه السلام فصرصرن وصرخن ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للقنبر : قد سلمن علي وعليكم ، فتغامز أهل النفاق بينهم ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ناد بأعلى صوتك : أيها الاوز أجيبوا أمير المؤمنين وأخا رسول رب العالمين ، فنادى قنبر بذلك فإذا الطير ترفرف على رأس أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : قل لها : انزلن ، فلما قال لها ، رأيت الاوز وقد ضربت بصدورها إلى الارض حتى صارت في صحن المسجد على أرض واحدة ، فجعل أميرالمؤمنين عليه السلام يخاطبها بلغة لا نعرفها ، وهن يلززن ( 4 ) بأعناقهن إليه ويصرصرن ، ثم قال لهن : انطقن بإذن الله العزيز الجبار ، قال : فإذاهن ينطقن بلسان عربي مبين : السلام عليك يا أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين الخبر ، وهذا كقوله تعالى : " يا جبال أوبي معه والطير ( 5 ) " .
ابن وهبان والفتاك : فمضينا بغابة فاذا بأسد بارك ( 6 ) في الطريق وأشباله خلفه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة النمل : 16 .
( 2 ) في المصدر " الديبلى " والديبل - بفتح الدال وسكون الياء وضم الياء - مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند .
( 3 ) الاوز - بالكسر فالفتح وتشديد الزاى المعجمة - : البط .
( 4 ) لز الشئ بالشئ : شدة والصقه به .
ألزمه به .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 451 و 452 .
والاية في سورة سبأ : 10 .
( 6 ) برك البعير : استناخ وهو أن يلصق صدره بالارض .
برك بالمكان : أقام فيه .
( * )

[243]

فلويت بدابتي لارجع ، فقال عليه السلام إلى أين ؟ أقدم يا جويرية بن مسهر ( 1 ) إنما هو كلب الله ؟ ثم قال " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ( 2 ) " الآية ، فإذا بالاسد قد أقبل نحوه يبصبص ( 3 ) بذنبه وهو يقول : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله و بركاته يا ابن عم رسول الله ، فقال : وعليك السلام يا أبا الحارث ما تسبيحك ؟ فقال : أقول : سبحان من ألبسني المهابة وقذف في قلوب عباده مني المخافة .
ورأى أسد أقبل نحوه يهمهم ويمسح برأسه الارض : فتكلم معه بشئ ، فسئل عنه عليه السلام فقال : إنه يشكو الحبل ودعا لي وقال : لا سلط الله أحدا منا على أوليائك ( 4 ) .
وحكي عن محمد بن الحنفية انقضاض غراب على خفه وقد نزعه ليتوضأ وضوء الصلاة فانساب فيه أسود ، فحمله الغراب حتى صار به في الجو ، ثم ألقاه فوقع منه الاسود ووقاه الله من ذلك .
وفي الاغاني أنه قال المدائني : إن السيد الحميري وقف بالكناس ( 5 ) وقال من جاء بفضيلة لعلي بن أبي طالب عليه السلام لم أقل فيها شعرا فله فرسي هذا وما علي ، فجعلوا يحدثونه وينشدهم فيه حتى روى رجل عن أبى الرعل المرادي أنه قدم أمير المؤمنين عليه السلام فتطهر للصلاة ، فنزع خفه فانسابت فيه أفعى فلما دعا ليلبسه انقضت غراب فحلقت ثم ألقاها ، فخرجت الافعى منه ، قال : فأعطاه السيد ما وعده وأنشأ يقول : ألا يا قوم للعجب العجاب * لخف أبي الحسين وللحباب - عدو من عدات الجن عبد * بعيد في المرادة من صواب ( 6 ) - *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) قال في القاموس ( 2 : 54 ) : مسهر كمحسن اسم .
( 2 ) سور هود : 56 .
( 3 ) في المصدر : فتبصبص .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 450 .
( 5 ) محلة بالكوفة مشهورة .
( 6 ) في المصدر : في المرارة .
( * )

[244]

كرية اللون أسود ذو بصيص * حديد الناب أزرق ذو لعاب - أتى خفا له فانساب فيه * لينهش رجله منها بناب - فقض من السماء له عقاب * من العقبان أو شبه العقاب - فطار به فحلق ثم أهوى * به للارض من دون السحاب - فصك بخفه فانساب منه * وولى هاربا حذر الحصاب - ودافع عن أبي حسن علي * نقيع سمامه بعد انسياب ( 1 ) بيان : تحليق الطائر : ارتفاعه في طيرانه .
والحباب بالضم : الحية ومراد الابل : محل اختلافها في المرعي مقبلة ومدبرة ( 2 ) .
والبصيص : البريق .
قوله : حذر الحصاب أي أن يرمى بالحصباء .
13 - قب : حدثني أبومنصور بإسناده والاصفهاني بإسناده إلى رجل قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام بصفين ، فرأيت بعيرا من إبل الشام جاء وعليه راكبه وثقله ، فألقى ما عليه وجعل يتخلل الصفوف حتى انتهى إلى علي عليه السلام فوضع مشفره ما بين رأس علي ومنكبه وجعل يحركها بجرانه ( 3 ) ، فقال علي عليه السلام والله إنها لعلامة بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فجد الناس في ذلك اليوم واشتد قتالهم ( 4 ) .
تفسير أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام لما ناظرت اليهود عليا عليه السلام في النبوة نادى جمال اليهود : أيتها الجمال اشهدي لمحمد ووصيه ، فنطقت جمالهم وثيابهم كلها : " صدقت يا علي إن محمدا رسول الله وإنك يا علي حقا وصيه " فآمن بعضهم وخزي آخرون فنزل : " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( 5 ) " الكتاب أمير المؤمنين *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 452 و 453 وفيه : فدوفع .
( 2 ) وهذا المعنى ليس في محله .
بل المراد من " المرادة " العتو والعصيان ، وعلى ما قاله المصنف رحمه الله اسم مكان من " رود " لكنه لا يناسب المقام كما هو ظاهر .
( 3 ) الجران من البعير : مقدم عنقه .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 455 .
( 5 ) سورة البقرة : 1 .
( * )

[245]

والمتقين ( 1 ) شيعته .
أبوبكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن علي عليه السلام بالاسناد عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى : " إنا عرضنا الامانة ( 2 ) " عرض الله أمانتي على السماوات السبع بالثواب والعقاب فقلن : ربنا لا نحملها ( 3 ) بالثواب والعقاب ولكن ( 4 ) نحملها بلا ثواب ولا عقاب ، وإن الله عرض أمانتي وولايتي على الطيور فأول من آمن بها البزاة البيض والقنابر ( 5 ) وأول من جحدها البوم والعنقاء ، فلعنهما الله تعالى من بين الطيور ، فأما البوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطير لها ، وأما العنقاء ، فغابت في البحار لا نرى ، وإن الله عرض أمانتي على الارضين فكل بقعة آمنت بولايتي جعلها طيبة زكية ، وجعل نباتها وثمرها حلوا عذبا ، و جعل ماءها زلالا ، وكل بقعة جحدت أمانتي وأنكرت ولايتي جعلها سبخا وجعل نباتها مرا علقما ، وجعل ثمره العوسج والحنظل ، وجعل ماءها ملحا أجاجا ، ثم قال : " وحملها الانسان " يعني امتك يا محمد ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وإمامته بما فيها من الثواب والعقاب " إنه كان ظلوما " لنفسه " جهولا " لامر دينه ( 6 ) ، من لم يؤدها بحقها فهو ظلوم غشوم ( 7 ) .
14 - عم : معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ما وراه عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام من قوله عليه السلام لجويرية بن مسهر وقد عزم على الخروج أما إنه سيعرض لك في طريقك الاسد ، فقال : فما الحيلة له ؟ قال : تقرؤه مني السلام *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في النسخ والمصدر .
( 2 ) سورة الاحزاب : 72 .
( 3 ) في المصدر : لا تحملنا .
( 4 ) : ولكننا .
( 5 ) جمع الباز أو البازى : طير من الجوارح يصاد به وهو انواع كثيرة .
والقنبر : نوع من العصافير .
( 6 ) في المصدر : لا مردبه .
( 7 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 457 و 458 .
( * )

[246]

وتخبره أني أعطيتك منه الامان ، فخرج جويرية ، فبينا هو يسير ( 1 ) على دابة إذ أقبل نحوه أسد لا يريد غيره ، فقال له جويرية : يا أبا الحارث إن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام يقرؤك السلام وإنه قد آمنني منك ، قال : فولى الليث عنه مطرقا برأسه يهمهم حتى غاب في الاجمة ، فهمهم خمسا ثم غاب ، ومضى جويرية في حاجته ، فلما انصرف إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسلم ( 2 ) عليه وقال : كان من الامر كذا وكذا فقال : ما قلت لليث وما قال لك ؟ فقال جويرية : قلت له ما أمرتني به وبذلك انصرف عني ، فأما ( 3 ) ما قال الليث فالله ورسوله ووصي رسول الله أعلم قال : إنه ولى عنك يهمهم فأحصيت له خمس همهمات ثم انصرف عنك ، قال جويرية : صدقت والله يا أمير المؤمنين هكذا هو ، فقال عليه السلام : إنه قال لك : فاقرأ وصي محمد مني السلام وعقد بيده خمسا ( 4 ) .
قب : عن الباقر عليه السلام مثله ، قال : وذكر أبوالمفضل الشيباني نحو ذلك عن جويرية ( 5 ) .
15 - يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى أبي هريرة أنه قال : صلينا الغداة مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أقبل علينا بوجهه الكريم وأخذ معنا في الحديث ، فأتاه رجل من الانصار وقال : يا رسول الله كلب فلان الذمي خرق ثوبي وخدش ساقي فمنعت من الصلاة معك ، فلما كان في اليوم الثاني أتاه رجل آخر من الصحابة وقال : يا رسول الله كلب فلان الذمي خرق ثوبي وخدش ساقي فمنعني من الصلاة معك فقال صلى الله عليه وآله : إذا كان الكلب عقورا وجب قتله ، ثم قام صلى الله عليه وآله وقمنا معه حتى أتى منزل الرجل فبادر أنس فدق الباب ، فقال : من بالباب ؟ فقال أنس : النبي صلى الله عليه وآله ببابكم ، قال : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فبينا هو كذلك يسير .
( 2 ) : وسلم .
( 3 ) : وأما .
( 4 ) اعلام الورى : 183 و 184 .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 450 .
( * )

[247]

فأقبل الرجل مبادرا ففتح بابه وخرج إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : بأبي أنت وامي يا رسول الله ما الذي جاء بك إلي ولست على دينك ، ألا كنت وجهت إلي كنت اجيبك ، قال النبي صلى الله عليه وآله : لحاجة إلينا ، أخرج كلبك فإنه عقور وقد وجب قتله فقد خرق ثياب فلان وخدش ساقه ، وكذا فعل اليوم بفلان ، فبادر الرجل إلى كلبه وطرح في عنقه حبلا وجره إليه وأوقفه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر الكلب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال بلسان فصيح بإذن الله تعالى : السلام عليك يا رسول الله ما الذي جاءبك ولم تريد قتلي ؟ قال : خرقت ثياب فلان وفلان وخدشت ساقيهما ، قال : يا رسول الله إن القوم الذين ذكرتهم منافقون نواصب ، يبغضون ابن عمك علي بن أبي طالب ، ولولا أنهم كذلك ما تعرضت لهم ، ولكنهم جازوا يرفضون عليا ويسبونه ، فأخذتني الحمية الابية والنخوة العربية ، ففعلت بهم ، قال : فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله ذلك من الكلب أمر صاحبه بالالتفات إليه وأوصاه به ، ثم قام ليخرج وإذا صاحب الكلب الذمي قد قام على قدميه وقال : أتخرج يا رسول الله وقد شهد كلبي بأنك رسول الله وأن ابن عمك عليا ولي الله ، ثم أسلم وأسلم جميع من كان في داره ( 1 ) .
أقول : رواه السيد المرتضى في كتاب عيون المعجزات ، عن محمد بن عثمان عن أبي زيد النميري ، عن عبدالصمد بن عبدالوارث ، عن شعبة ، عن سليمان الاعمش عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مثله .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الروضة : 37 .
ولم نجده في الفضائل .
( * )
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 247 سطر 19 الى ص 255 سطر 18

[248]


باب 112 : ما ظهر من معجزاته عليه الصلاة والسلام في الجمادات والنباتات

  1 - ير : محمد بن أحمد ، عن سهل بن زاد ، عن عبدالله ، عن أبي الجارود ، عن القاسم بن وليد النهدي ، عن الحارث قال : خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى انتهينا إلى العاقول : فإذا هو بأصل شجرة قد وقع لحاؤها وبقي عمودها ، فضربها بيده ثم قال : ارجعي بإذن الله خضراء مثمرة ، فإذا هي تهتز بأغصانها الكمثرى ( 1 ) فقطعنا وأكلنا وحملنا معنا ، فلما كان من الغد غدونا فإذا نحن بها خضراء فيها الكمثرى ( 2 ) .
يج : عن الحارث الاعور مثله ( 3 ) .
بيان : اللحاء بالكسر والمد : قشر الشجر .
2 - يج : عن الثمالي عن رميلة - وكان ممن صحب عليا عليه السلام - قال : صار إليه نفر من أصحابه فقالوا : إن وصي موسى كان يريهم الدلائل والعلامات والبراهين والمعجزات ، وكان وصي عيسى يريهم كذلك ، فلو أريتنا شيئا تطمئن إليه ( 4 ) قلوبنا ، فقال : إنكم لا تحتملون علم العالم ولا تقولون على براهينه وآياته ، و ألحوا ( 5 ) عليه ، فخرج بهم نحو أبيات الهجريين حتى أشرف بهم على السبخة ( 6 ) *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : تهتز بأغصانها حملها الكمثرى .
( 2 ) بصائر الدرجات : 69 .
( 3 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
( 4 ) في المصدر : تطمئن به .
( 5 ) في المصدر : فألحوا .
( 6 ) السبخة : أرض ذات نزو ملح .
( * )

[249]

فدعا خفيا ثم قال : اكشفي غطاءك ، فإذا بجنات وأنهار في جانب ، وإذا بسعير ونيران من جانب ، فقال جماعة : سحر سحر ! وثبت آخرون على التصديق ولم ينكروا مثله ( 1 ) ، وقالوا : لقد قال النبي صلى الله عليه وآله : القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ( 2 ) .
3 - يج : روي عن الباقر عليه السلام قال : قد شكا أهل الكوفة إلى علي عليه السلام زيادة الفرات ، فركب هو والحسن والحسين عليهم السلام فوقف على الفرات وقد ارتفع الماء على جانبيه ، فضربه بقضيب رسول الله صلى الله عليه وآله فنقص ذراع ، وضربه اخرى فنقص ذراعان ، فقالوا : يا أمير المؤمنين لو زدتنا ، فقال : إني سألت الله فأعطاني ما رأيتم وأكره أن أكون عبدا ملحا .
4 - يج : روي عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام أن الحسين بن علي عليهما السلام قال : كنا قعودا ذات يوم عند أمير المؤمنين عليه السلام وهناك شجرة رمان يابسة ، إذ دخل عليه نفر من مبغضيه وعنده قوم من محبيه فسلموا ، فأمرهم بالجلوس ، فقال علي عليه السلام : إني اريكم اليوم آية تكون فيكم كمثل المائدة في بني إسرائيل ، إذ يقول الله : " إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني اعذ به عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين ( 3 ) " ثم قال : انظروا إلى الشجرة وكانت يابسة ، فإذا هي قد جرى الماء في عودها ، ثم اخضرت وأورقت وعقدت وتدلى حملها على رؤوسنا ، ثم التفت إلينا فقال للذينهم محبوه : مدوا أيدكم وتناولوا وكلوا ، فقلنا : بسم الله الرحمن الرحيم وتناولنا وأكلنا رمانا لم نأكل قط شيئا أعذب منه وأطيب .
ثم قال للنفر الذينهم يبغضوه : مدوا أيديكم وتناولوا فمدوا أيديهم فارتفعت ، فكلما مد رجل منهم يده إلى رمانة ارتفعت ، فلم يتناولوا شيئا ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما بال إخواننا مدوا أيديهم وتناولا وأكلوا ومددنا أيدينا فلم ننل ؟ فقال عليه السلام : وكذلك الجنة لا *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : مثلهم .
( 2 ) الخرائج والجرائح : 16 .
( 3 ) سورة المائدة : 114 .

[250]

ينالها إلا أولياؤنا ومحبونا ، ولا يبعد منها إلا أعداؤنا ومبغضونا ، فلما خرجوا قالوا : هذا من سحر علي بن أبي طالب ! قال سلمان : ما ذا تقولون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون .
5 - يج : روي أنه عليه السلام اتي بأسير في عهد عمر فعرض عليه الاسلام فأبى فأمر بقتله ، قال : لا تقتلوني وأنا عطشان ( 1 ) ، فجاؤوا بقدح ملان ، فقال : لي الامان إلى أن أشرب ؟ قال عمر : نعم ، فأراق الماء على الارض فنشفته ( 2 ) ، قال عمر : اقتلوه فإنه احتال ، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : لا يجوز قتله فقد آمنته فقال : ما أفعل به ؟ قال : تجعله لرجل من المسلمين بقيمة عبد ، قال : ومن يرغب فيه ؟ قال : أنا ، قال : هو لك ، فأخذه أمير المؤمنين عليه السلام والقدح بكفه ، فدعا فإذا ذلك الماء اجتمع في القدح ، فأسلم لذلك ، فأعتقه أمير المؤمنين عليه السلام فلزم المسجد والتعبد .
6 - يج : روي أن الفرات مدت على عند علي عليه السلام فقال الناس : نخاف الغرق ، فركب وصلى على الفرات ، فمر بمجلس ثقيف فغمز عليه بعض شبانهم فالتفت إليهم وقال : يا بقية ثمود يا صعار الخدود هل أنتم إلا طغام لئام ؟ من لي بهؤلاء الاعبد ؟ فقال مشائخ منهم : إن هؤلاء شباب جهال فلا تأخذنا بهم واعف عنا قال : لا أعفو عنكم إلا على أن أرجع وقد هدمتم هذه المجالس وسددتم كل كوة وقلعتم كل ميزاب وطمستم ( 3 ) كل بالوعة على الطريق ، فإن هذا كله في طريق المسلمين وفيه أذى لهم فقالوا : نفعل ، ومضى وتركهم ، ففعلوا ذلك كله ، فلما صار إلى الفرات دعا ، ثم قرع الفرات قرعة ( 4 ) فنقص ذراع ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه رمانة قد جاء بها الماء ، وقد احتبست على الجسر من كبرها وعظمها ، فاحتملها *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( م ) : لا تقتلوني عطشانا .
( 2 ) أى شربته الارض .
( 3 ) طمس الشئ : محاه أو غطاه .
( 4 ) أى ضربه ضربة .
( * )