[251]

وقال : هذه رمانة من رمان الجنة ولا يأكل ثمار الجنة إلا نبي أو وصي نبي ، ولولا ذلك لقسمتها بينكم .
7 - يج : روي عن أبي هاشم الجعفري عن أبيه عن الصادق عليه السلام قال : لما فرغ علي عليه السلام من وقعة صفين وقف على شاطئ الفرات وقال : أيها الوادي من أنا ؟ فاضطرب وتشققت أمواجه ، وقد حضر الناس وقد سمعوا من الفرات أصواتا ( 1 ) : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأن عليا ولي الله أمير المؤمنين حجة الله على خلقه .
8 - يج : روي عن عبيد ، عن السكسكي عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام أن عليا عليه السلام لما قدم من صفين وقف على شاطئ الفرات ، ثم انتزع من كنانته ( 2 ) سهاما ، ثم أخرج منها قضيبا أصفر ، فضرب به الفرات وقال عليه السلام : انفجري فانفجرت ( 3 ) اثنتا عشرة عينا كل عين كالطود ، والناس ينظرون إليه ، ثم تكلم بكلام لم يفهموه ، فأقبلت الحيتان رافعة رؤوسها بالتهليل والتكبير وقالت السلام عليك يا حجة الله في أرضه ويا عين الله في عباده ، خذلك قومك بصفين كما خذل هارون بن عمران قومه ، فقال لهم : أسمعتم ؟ قالوا : نعم ، قال : فهذه آية لي عليكم وقد أشهدتكم عليه ( 4 ) .
9 - ما : الفحام ، عن عمه عمر بن يحيى ، عن محمد بن سليمان بن عاصم ، عن أحمد بن محمد العبدي ، عن علي بن الحسن الاموي ، عن العباس بن عبدالله ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن أبي مريم ، عن سلمان قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فناوله حصاة ( 5 ) ، فما استقرت *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) ليست هذه الكلمة في ( م ) .
( 2 ) الكنانة - بكسر الكاف - : جعبة من جلد أو خشب تجعل فيها السهام .
( 3 ) في ( م ) : فانفجرت منه .
( 4 ) لم نجد الروايات الستة الماضية في الخرائج المطبوع .
( 5 ) في المصدر : فناول النبي حصاة .
( * )

[252]

الحصاة في كف علي عليه السلام حتى نطقت وهي تقول : لا إله إلا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله رضيت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا وبعلي بن أبي طالب عليه السلام وليا ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : من أصبح منكم راضيا بالله وبولاية علي بن أبي طالب فقد أمن خوف الله وعقابه ( 1 ) .
10 - يج : روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله أخذ كفا من الحصى فسبحن في يده ، ثم صبهن في يد علي عليه السلام فسبحن في يده حتى سمعنا التسبيح في أيديهما ثم صبهن في أيدينا فما سبحت ( 2 ) .
11 - خص : أبويوسف يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبدالرحمن السلماني ، عن حبيش بن المعتمر ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فوجهني إلى اليمن لاصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله إنهم قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث ، فقال : يا علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق ( 3 ) فناد بأعلى صوته : يا شجريا مدريا ثرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤكم السلام ، قال : فذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي ، مشرعون رماحهم ، مستوون أسنتهم ، متنكبون قسيهم ( 4 ) ، شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي : يا شجريا مدر ياثرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤكم السلام ، قال : فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتجت بصوت واحد : وعلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعليك السلام ، فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم ووقع السلاح من أيديهم ( 5 ) *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى الشيخ الطوسى : 178 .
( 2 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
( 3 ) بالفتح فالكسر قرية من حوران في طريق الغور ، ينزل في هذه العقبة إلى الغور وهو الاردن ، وهى عقبة طويلة نحو ميلين .
( 4 ) القسى - بكسر القاف وضمها - : جمع القوس .
وتنكب كنانته أو قوسه : القاها على منكبه .
( 5 ) في المصدر : من بين أيديهم .
( * )

[253]

وأقبلوا إلي مسرعين فأصلحت بينهم وانصرفت ( 1 ) .
12 - ختص : ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد - وكتبه لي بخطه بحضرة أبي الحسن بن أبان - عن محمد بن سنان ، عن حماد البطيخي ( 2 ) ، عن رميلة - وكان من أصحابه أمير المؤمنين عليه السلام - قال : إن نفرا من أصحابه قالوا : يا أمير المؤمنين إن وصي موسى عليه السلام كان يريهم العلامات بعد موسى ، وإن وصي عيسى عليه السلام كان يريهم العلامات بعد عيسى ، فلو أريتنا ، فقال : لا تقرون ، فألحوا عليه ، فأخذ بيد تسعة منهم وخرج بهم قبل أبيات الهجريين حتى أشرف على السبخة ، فتكلم بكلام خفي ثم قال : بيده : اكشفي غطاءك ، فإذا كل ما وصف الله في الجنة نصب أعينهم مع روحها وزهرتها ، فرجع منهم أربعة يقولون : سحرا سحرا ، وثبت رجل منهم بذلك ما شاء الله ، ثم جلس مجلسا فنقل منه شيئا من الكلام في ذلك ، فتعلقوا به فجاؤوا به إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقالوا : يا أمير المؤمنين اقتله ولا تداهن في دين الله ، قال : وماله ؟ قالوا : سمعناه يقول كذا وكذا ، فقال له : ممن سمعت هذا الكلام ؟ قال : سمعته من فلان بن فلان ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : رجل سمع من غيره شيئا فأداه لا سبيل على هذا ، فقالوا : داهنت في دين الله والله لنقتلنه ! فقال : والله لا يقتله منكم رجل إلا أبرت عترته ( 3 ) .
13 - ع ، العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن يحيى بن محمد بن أيوب ، عن علي بن مهزيار ، عن ابن سنان ، عن يحيى الحلبي ( 4 ) ، عن عمر بن أبان ، عن جابر قال : حدثني تميم بن جذيم ( 5 ) قال : كنا مع علي عليه السلام حيث توجهنا إلى البصرة ، قال : فبينما نحن نزول إذا اضطربت الارض ، فضربها علي عليه السلام بيده ثم قال لها : مالك ؟ ثم أقبل علينا بوجهه ثم قال لنا : أما إنها لو كانت الزلزلة *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مختصر البصائر : 13 و 14 .
( 2 ) في المصدر : البطحى .
( 3 ) الاختصاص : 325 و 326 .
وأبره : أهلكه .
( 4 ) الكلبى خ ل .
( 5 ) اختلف في ضبطه راجع جامع الرواة 1 : 132 .
( * )

[254]

التي ذكرها الله عزوجل في كتابه لاجابتني ، ولكنها ليست بتلك ( 1 ) .
كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسين ابن سعيد ، عن محمد بن سنان مثله ( 2 ) .
بيان : أي لو كانت هذه زلزلة القيامة لاجابتني الارض حين سألتها عن أخبارها كما ذكره الله تعالى في سورة الزلزال ، وسيأتي توضيحه في الخبر الآتي .
14 - ع : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري عن أبي عبدالله الرازي ، عن البزنطي ، عن روح بن صالح ، عن هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة عليها السلام قالت : أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر ، ففزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي عليه السلام فتبعهما الناس إلى أن انتهوا باب علي عليه السلام فخرج إليهم علي عليه السلام غير مكترث ( 3 ) لما هم فيه ، فمضى وأتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة ( 4 ) ، فقعد عليها وقعدوا حوله ، وهم ينظرون إلى حيطان المدنية ترتج جائية وذاهبة ، فقال لهم علي عليه السلام كأنكم قد هالكم ما ترون ؟ قالوا كيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط ، قالت : فحرك شفتيه ثم ضرب الارض بيده ثم قال : مالك اسكني فسكنت ، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أولا حيث خرج إليهم ، قال لهم : فإنكم قد عجبتم من صنيعي ؟ قالو : نعم ، فقال : أنا الرجل الذي قال الله : " إذا زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها وقال الانسان مالها " فأنا الانسان الذي يقول لها : مالك ؟ " يومئذ تحدث أخبارها " إياي تحدث ( 5 ) .
كنز : محمد بن هارون التلعكبري بإسناده إلى هارون بن خارجة مثله ( 6 ) .
15 - ير : علي بن يزيد ، عن علي بن الثمالي ، عن بعض من حدثه ، عن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) علل الشرائع : 186 .
( 2 ) مخطوط .
وأوردهما في البرهان 4 : 494 .
( 3 ) اكترث للامر : بالى به ، يقال " هو لا يكترث لهذا الامر " أى لا يعبا ولا يباليه .
( 4 ) التلعة : ما علا من الارض ، ما سفل منها .
( 5 ) علل الشرائع : 186 .
والايات في سورة الزلزال .
( 6 ) مخطوط .
وأورده في البرهان 4 : 494 .
( * )

[255]

أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة فقال له رجل : بأبي [ أنت ] وامي إني لاتعجب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم ، فقال : يا فلان أترى ( 1 ) إنما نريد الدنيا فلا نعطاها ؟ ثم قبض قبضة من الحصى فإذا هي جواهر ، فقال : ماهذا ؟ فقلت : هذا من أجود الجواهر ، فقال : لو أردنا لكان ولكن لا نريده ، ثم رمى بالحصى فعادت كما كانت ( 2 ) .
يج : عمر بن يزيد عن الثمالي مثله ( 3 ) .
ختص : عمر بن علي بن عمر بن يزيد ، عن علي بن ميثم التمار ، عمن حدثه مثله ( 4 ) .
16 - ختص ، ير : علي بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي العباس ، عن محمد ابن سليمان الحذاء البصري ، عن رجل ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال : لما فتح أمير المؤمنين عليه السلام البصرة قال : من يدلنا على دار ربيع بن حكيم ؟ فقال له الحسن بن أبي الحسن : أنا يا أمير المؤمنين ، قال : وكنت يومئذ غلاما قد أيفع ، قال : فدخل منزله - والحديث طويل - ثم خرج وتبعه الناس ، فلما جاز إلى الجبانة واكتنفه الناس ( 5 ) فخط بسوطه خطة ، فأخرج دينارا ثم خط خطة اخرى فأخرج دينارا ، حتى أخرج ثلاثين دينارا ، فقبلها في يده حتى أبصره الناس ، ثم ردها و غرسها بإبهامه ، ثم قال : ليأتيك بعدي محسن أو مسئ ، ثم ركب بغلة رسول الله و انصرف إلى منزله ، وأخذنا العلامة في موضع فحفرنا حتى بلغنا الرسخ ( 6 ) فلم نصب شيئا ، فقيل للحسن : يا باسعيد ما ترى ذلك من أمير المؤمنين ؟ فقال : أما أنا فلا أدري
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 255 سطر 19 الى ص 263 سطر 18 *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أى أتحسب .
( 2 ) بصائر الدرجات : 109 .
( 3 ) الخرائج و الجرائح : 114 .
( 4 ) الاختصاص : 270 و 271 .
( 5 ) في الاختصاص ، فلما صار إلى الجبانة نزل واكتنفه الناس .
( 6 ) أى الصلب .
( * )

[256]

أن كنوز الارض تستر إلا بمثله ( 1 ) .
17 - يج : روي عن سلمان أن عليا عليه السلام بلغه عن عمر ذكر شيعته : فاستقبله في بعض طرقات بساطين المدينة وفي يد علي عليه السلام قوس عربية ، فقال : يا عمر بلغني عنك ذكرك لشيعتي ( 2 ) ، فقال : اربع على ظلعك ( 3 ) فقال عليه السلام : إنك لهيهنا ؟ ثم رمى بالقوس على الارض فإذا هي ثعبان كالبعير فاغرفاه ( 4 ) وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه ، فصاح عمر : الله الله يا أبا الحسن لاعدت بعدها في شئ ، وجعل يتضرع إليه فضرب يده إلى الثعبان فعادت القوس كما كانت ، فمر ( 5 ) عمر إلى بيته مرعوبا قال سلمان : فلما كان في الليل دعاني علي عليه السلام فقال : صر إلى عمر فإنه حمل إليه مال من ناحية المشرق ولم يعلم به أحد وقد عزم أن يحتبسه ، فقل له : يقول لك علي اخرج إليك مال من ناحية المشرق ( 6 ) ففرقه على من جعل لهم ولا تحبسه فأفضحك قال سلمان : فأديت ( 7 ) إليه الرسالة ؟ فقال : حيرني أمر صاحبك من أين علم به ؟ فقلت : وهل يخفى عليه مثل هذا فقال لسلمان ( 8 ) : اقبل مني ما أقول لك : ما علي إلا ساحر وإني لمشفق عليك منه ، والصواب أن تفارقه وتصير في جملتنا ، قلت : بئس ما قلت .
لكن عليا ورث من أسرار النبوة ما قد رأيت منه وما هو أكبر منه ( 9 ) ، قال : ارجع إليه فقل له : السمع والطاعة لامرك ، فرجعت إلى علي عليه السلام فقال : احدثك بما جرى بينكما ؟ فقلت : أنت أعلم به مني ، فتلكم بكل ما جرى [ به ] *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الاختصاص : 271 : بصائر الدرجات : 109 .
( 2 ) في المصدر : شيعتى .
( 3 ) الظلع : العيب .
يقال " أربع - أو إرق - على ظلعك " أى لا تجاوز حدك في وعيدك وابصر نقصك وعجزك عنه ، واسكت على ما فيك من العيب .
( 4 ) في المصدر : فاغرا فاه .
( 5 ) : فمضى .
( 6 ) : أخرج ما حمل إليك من ناحية المشرق .
( 7 ) : فمضيت إليه وأديت اه .
( 8 ) : يا سلمان .
( 9 ) : وما عنده اكثر مما رأيته منه .
( * )

[257]

بيننا ثم قال : إن رعب الثعبان في قلبه إلى أن يموت ( 1 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " إنك لهيهنا " أي تحسبني عاجزا عن مقاومتك فتقول لي مثل ذلك ، أوأني في حضور الخلق اداريك ففي الخلوة أيضا هكذا ، أتكلمني مع معرفتك بمكاني وعلو شأني ؟ .
18 - شف : من كتاب الاربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس ، عن أحمد ابن محمد بن محمود ، عن القاضي شرف الدين أبي بكر ، عن الحسن بن أبي الحسن العلوي ، عن جبير بن الرضا ، عن عبد [ بن ] مسهر ، عن سلمة بن الاصهب ، عن كيسان بن أبي عاصم ، عن مرة بن سعد ، عن محمد ( 2 ) بن جعديان ، عن القايد أبي نصر بن منصور التستري ، عن أبي عبدالله المهاطي ( 3 ) ، عن أبي القاسم القواس ، عن سليم النجار ، عن حامد بن سعيد ، عن خالص بن ثعلبة ، عن عبدالله بن خالد بن سعيد بن العاص قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام وقد خرج من الكوفة إذ عبر بالصعيد التي يقال لها : النخلة على فرسخين من الكوفة ، فخرج منها خمسون رجلا من اليهود وقالوا : أنت علي بن أبي طالب الامام ؟ فقال : أنا ذا ، فقالوا : لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم ستة من الانبياء ، وهو ذا نطلب الصخرة فلا نجدها ، فإن كنت إماما أو جدنا الصخرة ، فقال علي عليه السلام : اتبعوني ، قال عبدالله بن خالد فسار القوم خلف أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن استبطن فيهم البر ، وإذا بجبل من رمل عظيم ، فقال عليه السلام : أيتها الريح انسفي الرمل عن الصخرة بحق اسم الله الاعظم ، فما كان إلا ساعة ( 4 ) حتى نسفت الرمل وظهرت الصخرة ، فقال علي عليه السلام : هذه صخرتكم ، فقالوا : عليها اسم ستة من الانبياء على ما سمعنا وقرأنا في كتبنا ، ولسنا نرى عليها ( 5 ) ، فقال عليه السلام : الاسماء التي عليها فهي في وجهها الذي على الارض *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخرائج والجرائح : 20 و 21 .
( 2 ) في المصدر : عن أبى محمد .
( 3 ) في ( م ) : المهاملى ( 4 ) في ( ك ) : فما كان ساعة .
( 5 ) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ والمصدر : ولسنا نرى عليها الاسماء .
( * )

[258]

فاقلبوها ، فاعصوصب عليها ألف رجل حضروا في هذا المكان فما قدروا على قلبها ، فقال عليه السلام : ننحوا عنها ، فمد يده إليها فقلبها ، فوجدوا عليها اسم ستة من الانبياء عليهم السلام أصحاب الشرائع : آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة و السلام ، فقال ( 1 ) النفر اليهود ؟ نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله و أنك أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه ، من عرفك سعد نجا ومن خالفك ضل وغوى وإلى الحميم هوى ، جلت مناقبك عن التحديد وكثرت آثار نعتك عن التعديد ( 2 ) .
فض ، يل : عن عمار بن ياسر مثله ( 3 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي اعصوصبت الابل : جدت في السير واجتمعت ( 4 ) .
19 - شف : جعفر بن الحسين بن جعفر عن أبيه قال : حدثني الرياحي بالبصرة عن شيوخه قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام دخل يوما إلى منزله فالتمس شيئا من الطعام ، فأجابته الزهراء فاطمة عليها السلام فقالت : ما عندنا شئ وإنني منذ يومين اعلل ( 5 ) الحسن والحسين ، فقال : أعطونا مرطا ( 6 ) نضعه عند بعض الناس على شئ فاعطي فخرج به إلى يهودي كان في جيرانه ، فقال له : أخا تبع اليهود أعطنا على هذا المرط صاعا من شعير ، فأخرج إليه اليهودي الشعير فطرحه في كمه ومشى عليه السلام خطوات ، فناداه اليهودي : أقسمت عليك يا أميرالمؤمنين إلا وقفت لاشافهك ، فجلس ولحقه اليهودي فقال له : إن ابن عمك يزعم أنه حبيب الله وخاصته وخالصته وأنه أشرف الرسل على الله تعالى ، فألا سأل الله تعالى أن يغنيكم ( 7 ) عن هذه الفاقة التي أنتم *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فقالوا .
( 2 ) اليقين في امرة أمير المؤمنين : 64 .
( 3 ) الروضة 36 .
الفضائل : 77 .
( 4 ) القاموس 1 : 105 .
( 5 ) علله بكذا : شغله ولهاء به .
( 6 ) المرط - بالكسر فالسكون - كساء من صوف ونحوه يؤتزر به .
( 7 ) في المصدر : فقل له : فاسأل الله تعالى أن يغنيك .
( * )

[259]

عليها فأمسك عليه السلام ساعة ونكت بإصبعه الارض وقال له : يا أخا تبع اليهود والله إن لله عبادا لو أقسموا عليه أن يحول هذا الجدار ذهبا لفعل ، قال : فاتقد ( 1 ) الجدار ذهبا ، فقال له عليه السلام : ما أعنيك إنما ضربتك مثلا ، فأسلم اليهودي ( 2 ) .
20 - يج : عن أبي جعفر بن بابويه ، عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى ، عن الاهوازي عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أصحاب علي عليه السلام : يا أمير المؤمنين لو أريتنا ما نطمئن إليه مما أنهى إليك رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم وقلتم : ساحر كذاب وكاهن ! وهو من أحسن قولكم ، قالوا : ما منا أحد إلا وهو يعلم أنك ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله وصار إليك علمه ، قال : علم العالم شديد ولا يحتمله إلا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان وأيده بروح منه ، ثم قال : أما إذا أبيتم الآن اريكم بعض عجائبي وما آتاني الله من العلم ، فاتبعه سبعون رجلا كانوا في أنفسهم خيار الناس من شيعته فقال لهم علي عليه السلام : إني لست اريكم شيئا حتى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه ألا تكفر وابي ولا ترموني بمعضلة ، فوالله ما اريكم إلا ما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله .
فأخذ عليهم العهد والميثاق أشد ما أخذه الله على رسله ، ثم قال : حولوا وجوهكم عني حتى أدعو بما اريد ، فسمعوه يدعو بدعوات لم يسمعوا بمثلها ، ثم قال : حولوا وجوهكم ، فحولوها فإذا جنات وأنهار وقصور من جانب والسعير تتلظى من جانب ، حتى أنهم لم يشكوا في معاينة الجنة والنار ، فقال أحسنهم قولا : إن هذا لسحر عظيم ! ورجعوا كفارا إلا رجلين ، فلما رجع مع الرجلين قال لهما : قد سمعتم مقالتهم وأخذي عليهم العهود والمواثيق ورجوعهم يكفرون ، أما والله إنها لحجتي عليهم غدا عندالله ، فإن الله ليعلم أني لست بكاهن ولا ساحر ولا يعرف ذلك لي ولا لآبائي ، ولكنه علم الله وعلم رسوله أنهاه الله إلى رسوله وأنهاه رسول الله صلى الله عليه وآله إلي وأنهيته إليكم ، فإذا رددتم علي رددتم على الله ، حتى إذا صار إلى المسجد *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أى تلالا .
( 2 ) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 173 و 174 .
( * )

[260]

الكوفة دعا بدعوات ، فإذا حصى المسجد د وياقوت ، فقال لهما : ما الذي تريان ؟ قالا : هذا در وياقوت ، فقال : لو أقسمت على ربي فيما هو أعظم من هذا لابر قسمي ، فرجع أحدهما كافرا ، وأما الآخر فثبت ، فقال عليه السلام له : إن أخذت شيئا ندمت وإن تركت ندمت ، فلم يدعه حرصه حتى أخذ درة فصيرها في كمه ، حتى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درة بيضاء لم ينظر الناس إلى مثلها ، فقال : يا أمير المؤمنين إني أخذت من ذلك الدر واحدة ، قال : وما دعاك إلى ذلك ؟ قال : أحببت أن أعلم أحق هو أم باطل ، قال : إنك إن رددتها إلى الموضع الذي أخذتها منه عوضك الله الجنة ، وإن أنت لم تردها عوضك الله النار ، فقام الرجل فردها إلى موضعها الذي أخذها منه ، فحولها الله حصاة كما كان ، فبعضهم قال : كان هذا ميثم التمار وقال بعضهم : بل كان عمرو بن الحمق الخزاعي ( 1 ) .
21 - عم ، شا : من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ما رواه اهل السير واشتهر به الخبر في العامة والخاصة حتى نظمه الشعراء وخطب به البلغاء ورواه الفهماء والعلماء من حديث الراهب بأرض كربلاء والصخرة ، وشهرته تغني عن تكلف إيراد الاسناد له ، وذلك أن الجماعة روت أن أمير المؤمنين عليه السلام لما توجه إلى صفين لحق أصحابه عطش شديد ، ونفد ما كان عندهم من الماء ، فأخذوا يمينا وشمالا يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثرا ، فعدل بهم أمير المؤمنين عليه السلام عن الجادة وسار قليلا ، ولاح ( 2 ) لهم دير في وسط البرية فسار بهم نحوه حتى إذا صار في فنائه أمر من نادى ساكنه بالاطلاع إليهم ، فنادوه فأطلع ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلاء القوم ؟ فقال : هيهات بيني وبين الماء أكثر من فرسخين ، وما بالقرب مني شئ من الماء ، ولولا أنني اوتي بماء يكفيني كل شهر على التقتير لتلفت عطشا ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أسمعتم ما قال الراهب ؟ قالوا : نعم ، أفتأمرنا بالمسير إلى حيث أوما إليه لعلنا أن ندرك الماء ( 3 ) وبنا قوة ؟ *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
( 2 ) في المصدرين : فلاح .
( 3 ) في الارشاد : لعلنا ندرك الماء .
( * )