[281]

أبوعبدالله الجذلي ( 1 ) قال له عمر : لقد حملت منه ثقلا ، فقال ما كان إلا مثل جنتي التي يدي .
وفي رواية أبان : فوالله ما لقي علي من البأس تحت الباب أشد مالقي من لقع الباب .
الارشاد : لما انصروفوا من الحصون أخذه علي بيمناه ، فدحا به أذرعا من الارض ، وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم .
علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس في خبر طويل وكان لا يقدر على فتحه إلا أربعون رجلا .
تاريخ الطبري قال أبورافع : سقط من شماله ترسه ، فقلع بعض أبوابه وتترس بها ، فلما فرغ عجز خلق كثير عن تحريكها .
روض الجنان قال بعض الصحابة : ما عجبنا يارسول الله من قوته في حمله و رميه وإتراسه ، وإنما عجبنا من إجساره وإحدى طرفيه على يده ! فقال النبي صلى الله عليه وآله كلاما معناه ؟ يا هذا نظرت إلى يده فانظر إلى رجليه ، قال : فنظرت إلى رجليه فوجدتهما معلقين ! فقلت : هذا أعجب رجلاه على الهواء ! فقال صلى الله عليه وآله : ليستا على الهواء وإنما هما على جناحي جبرئيل ، فأنشأ بعض الانصار يقول : إن امرءا حمل الرتاج بخيبر * يوم اليهود بقدرة لمؤيد - حمل الرتاج رتاج باب قموصها * والمسلمون وأهل خيبر شهد - فرمى به ولقد تلكف رده * سبعون كلهم له متسدد - ردوه بعد تلكف ومشقه * ومقال بعضهم لبعض ازدد ( 2 ) بيان : رقع كمنع أسرع .
وقموص : جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي .
والزج : الرمي .
5 - عم : روي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أن الناس قالوا له : قد أنكرنا *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( ك ) : أبوعبدالله الجدل .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 442 - 445 .
( * )

[282]

من أمير المؤمنين أنه يخرج في البرد في الثوبين الخفيفين ( 1 ) وفي الصيف في الثوب الثقيل والمحشو ، فهل سمعت أباك يذكر أنه سمع من أمير المؤمنين في ذلك شيئا ؟ قال : لا ، قال : وكان أبي يسمر مع علي ( 2 ) بالليل فسألته قال : فسأله عن ذلك فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس قد أنكروا ، وأخبره بالذي قالوا ، قال : أو ما كنت معنا بخيبر ؟ قال : بلى ، قال : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبابكر وعقد له لواء ، فرجع وقد انهزم هو وأصحابه ، ثم عقد لعمر فرجع منهزما بالناس ، ( 3 ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ( 4 ) ، ليس بفرار ، يفتح الله على يديه ، فأرسل إلي وأنا أرمد ، فتفل في عيني وقال : اللهم اكفه أذى الحر والبرد ، فما وجدت حرا ( 5 ) بعده ولا بردا .
وفي رواية اخرى : فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد ، وهز لي الراية ( 6 ) فدفعها إلي ، فانطلقت ففتح لي ، ودعا لي أن لا يضرني حر ولا قر ، وروى حبيب بن أبي ثابت عن أبي الجعد مولى سويد ابن غفلة قال : لقينا عليا في ثوبين في شدة الشتاء ، فقلنا له : لا تغتر ( 7 ) بأرضننا هذه فإنها أرض مقرة ليست مثل أرضك ، قال : أما إني قد كنت مقرورا ( 8 ) فلما بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى خيبر قلت له : إني أرمد ، فتفل في عيني ودعالي ، فماوجدت بردا ولا حرا بعد ، ولا رمدت عيناي ( 9 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : بالبرد في ثوبين خفيفين .
( 2 ) : مع أمير المؤمنين .
( 3 ) : مع الناس .
( 4 ) في المصدر بعد ذلك : ويحبه الله ورسوله .
( 5 ) في المصدر : بعده حرا .
( 6 ) : فما أشتكيها بعد وهز الراية .
( 7 ) : لا تغر .
( 8 ) أى كنت سريع التأثر من القر .
( 9 ) اعلام الورى 187 و 188 .
( * )

[283]


باب 114 : معجزات كلامه من اخباره بالغائبات ، وعلمه باللغات ، وبلاغته وفصاحته صلوات الله عليه  

1 - يج : روى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال : خرج علي عليه السلام بأصحابه إلى ظهر الكوفة ، قال ( 1 ) : أرأيتم إن قلت لكم : لا تذهب الايام حتى يحفر ههنا نهر يجري فيه الماء أكنتم مصدقي فيما قلت ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ويكون هذا ؟ قال : إي والله ، لكأني أنظر إلى نهر في هذا الموضع وقد جرى فيه الماء والسفن ( 2 ) وانتفع به ، فكان كما قال ( 3 ) .
2 - شا : قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو متوجه إلى قتل الخوارج ( 4 ) : لولا أني أخاف أن تتكلموا ( 5 ) وتتركوا العمل لاخبرتكم بما قضاه الله على لسان نبيه - عليه وآله السلام - فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم ، وإن فيهم لرجلا يقال له ( 6 ) ذو الثدية ، له ثدي كثدي المرأة ، وهم شر الخلق والخليقة ، وقاتلهم أقرب الخلق إلى الله ( 7 ) وسيلة ، ولم يكن المخدج معروفا في القوم ، فلما قتلوا جعل عليه السلام يطلبه في القتلى ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، حتى وجد في القوم *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وقال .
( 2 ) : واستمر .
( 3 ) الخرائج والجرائح : 122 .
( 4 ) في المصدر : إلى قتال الخوراج .
( 5 ) : أن تتكلوا .
( 6 ) : لرجلا موذون اليد يقال له اه .
( 7 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : أقرب خلق الله إلى الله اه .
( * )

[284]

وشق قميصه وكان على كتفه سلعة ( 1 ) كثدي المرأة ، عليها شعرات إذا جذبت انجذبت كتفه معها ، وإذا تركت رجع كتفه إلى موضعه ، فلما وجده كبر وقال : إن في هذا عبرة لمن استبصر ( 2 ) .
3 - شا : روى أصحاب السيرة في حديثهم عن جندب بن عبدالله الازدي قال : شهدت مع علي عليه السلام الجمل وصفين ، لا أشك في قتال من قاتله ، حتى نزلت النهروان ، فداخلني شك في قتال القوم وقلت : قراؤنا وخيارنا نقتلهم ! إن هذا الامر عظيم ، فخرجت غدوة أمشي ومعي إداوة ( 3 ) ماء ، حتى برزت من الصفوف فركزت رمحي ووضعت ترسي إليه ، واستترت من الشمس فإني لجالس حتى ورد علي أمير المؤمنين عليه السلام فقال ( 4 ) : يا أخا الازد أمعك طهور ؟ قلت : نعم ، فناولته الاداوة ، فمضى حتى لم أره ، ثم أقبل وقد تطهر ، فجلس في ظل الترس ، فإذا فارس يسأل عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين هذا فارس يريدك ، قال : فأشر إليه ، فإشرت إليه فجاء فقال : يا أمير المؤمنين قد عبر القوم [ إليهم ] وقد قطعوا النهر ، فقال : كلاما عبروا ، فقال : بلى والله لقد فعلوا ، قال : كلا ما فعلوا ، قال : وإنه كذلك إذ جاء آخر فقال : يا أمير المؤمنين عبروا ( 5 ) القوم ، قال : كلا ما عبروا ، قال : والله ما جئتك حتى رأيت الرايات في ذلك الجانب والاثقال ، قال : والله ما فعلوا وإنه لمصر عهم ومهراق دمائهم ، ثم نهض ونهضت معه ، وقلت في نفسي : الحمد لله الذي بصرني هذا الرجل وعرفني أمره هذا أحد الرجلين إما رجل كذاب جري ، أو على بينة من ربه وعهد من نبيه ، اللهم إني اعطيك عهدا تسألني عنه يوم القيامة إن أنا وجدت القوم قد عبروا أن أكون أول من يقاتله وأول من يطعن بالرمح في *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) السلعة : خرج في البدن أو زيادة فيه كالغدة بين الجلد واللحم .
( 2 ) الارشاد : 150 .
( 3 ) الاداوة : اناء صغير من جلد .
( 4 ) في المصدر : فقال لى .
( 5 ) : قد عبروا .
( * )

[285]

عينه ، وإن كان القوم لم يعبروا أن أئتم ( 1 ) على المناجزة والقتال ، فدفعنا إلى الصفوف فوجدنا الرايات والاثقال كما هو ( 2 ) ، قال : فأخذ بقفاي ( 3 ) ودفعني ثم قال : يا أخا الازد أتبين لك الامر ؟ قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، فقال : شأنك بعدوك ، فقتلت رجلا من القوم ثم قتلت آخر ، ثم اختلفت أنا ورجل آخر أضربه ويضربني فوقعنا جميعا ، فاحتملني أصحابي وأفقت وقد فرغ من القوم ( 4 ) .
4 - شا : قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أيها الناس إني دعوتكم إلى الحق فتوليتم عني ، وضربتكم بالدرة فأعييتموني ، أما إنه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتى يعذبوكم بالسياط والحديد ، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة ، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين أظهركم ، فيأخذ العمال وعمال العمال رجل يقال له يوسف بن عمر ، وكان الامر في ذلك كما قال عليه السلام ( 5 ) .
5 - شا : روى عبدالعزيز بن صهيب عن أبي العالية قال : حدثني مزرع بن عبدالله قال : سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول ( 6 ) : ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء خسف بهم ، فقلت له : إنك لتحدثني بالغيب ، قال : احفظ ما أقول لك والله ليكونن ما أخبرني به أمير المؤمنين ، وليؤخذن رجل فليقتلن ( 7 ) وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد ، قلت : إنك لتحدثني بالغيب ، قال : حدثني الثقة المأمون علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال أبوالعالية : فما أتت علينا *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( ت ) : أن اقيم .
( 2 ) في المصدر : كما هى .
( 3 ) : بقفائي .
( 4 ) الارشاد : 150 و 151 .
( 5 ) الارشاد 152 .
( 6 ) في المصدر : يقول أم والله اه .
( 7 ) في ( ك ) : فيقتلن .
( * )

[286]

جمعة حتى اخذ مزرع فقتل وصلب بين الشرفتين ، قال : وقد كان حدثني بثالثة فسيتها ( 1 ) .
6 - شا : روى عثمان بن قيس ( 2 ) العامري ، عن جابر بن الحر ، عن جويرية بن مسهر العبدي قال : لما توجهنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ، إلى صفين فلبغنا طفوف ( 3 ) كربلاء وقف ناحية من المعسكر ، ثم نظر يمينا وشمالا واستعبر ثم قال : هذا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ماهذا الموضع ؟ فقال هذا كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، ثم سار وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال حتى كان من أمر الحسين بن علي - صلوات الله عليهما - وأصحابه بالطف ما كان ( 4 ) .
7 - ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان ، عن الهيثم بن واقد ، عن علي بن الحسن العبدي ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال [ قال ] : أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة ، فسرنا يوم الاحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر ، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق ، فقالوا : نتنزه ، فإذا كان يوم الاربعاء خرجنا فلحقنا عليا عليه السلام قبل أن يجتمع ( 5 ) فبينماهم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال : بايعوا ! هذا أمير المؤمنين ، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم ، فارتحلوا ليلة الاربعاء ، فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين عليه السلام يخطب ، ولم يفارق بعضهم بعضا ، فكانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أيها الناس إن رسول الله إسر *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الارشاد : 154 .
( 2 ) في المصدر : عثمان بن عيسى .
( 3 ) جمع الطف : ما أشرف من الارض .
الجانب .
الشاطئ .
فناء الدار .
سفح الجبل .
( 4 ) الارشاد : 156 و 157 .
( 5 ) في المصدر و ( خ ) : قبل أن يجمع .
( * )

[287]

إلي ألف حديث لكل ( 1 ) حديث ألف باب ، لكل باب ألف مفتاح ، وإني سمعت الله جل جلاله يقول : " يوم ندعو كل اناس بإمامهم ( 2 ) " وإني اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب ، ولو شئت أن اسميهم لفعلت ، قال : فلقد رأيت عمرو بن حريث قد سقط كما يسقط السعفة حياء ولوما ( جبنا وفرقا خ ل ) ( 3 ) ير : الحسين بن محمد عن المعلى مثله ( 4 ) .
يج : عن ابن نباتة مثله ( 5 ) .
8 - قب : إسحاق بن حسان بإسناده عن الاصبغ مثله ، وفيه : فبايعه الثمانية ثم أفلتوه وارتحلوا ، وقالوا : إن علي بن أبي طالب عليه السلام يزعم أنه يعلم الغيب فقد خلعناه وبايعنا مكانه ضبا ، فقدموا المدائن ( 6 ) .
9 - ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال : كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين ، كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والايام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان ( 7 ) .
10 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن داود القطان ، عن إبراهيم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال : لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه المال إلى المدائن إلى شيعة ( 8 ) ، فقال رجل من أصحابه في نفسه : لآتين أمير المؤمنين ولاقولن له : أنا أذهب به ، فهو يثق بي ، فإذا أنا أخذته أخذت طريق الكرخة ! فقال : يا *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( خ ) و ( م ) : في كل .

-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 287 سطر 19 الى ص 295 سطر 18 ( 2 ) سورة بني اسرائيل : 71 .
( 3 ) الخصال 2 : 174 و 175 .
والسعفة - بالفتحات - .
جريد النخل .
( 4 ) بصائر الدرجات : 87 .
( 5 ) الخرائج والجرائح : 120 و 121 .
( 6 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 420 و 421 .
( 7 ) عيون الاخبار : 212 .
( 8 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ " إلى الشيعة " .
وفي المصدر : إلى شيعتى خ ل .
( * )

[288]

أمير المؤمنين أنا أذهب بهذا المال إلى المدائن ، قال : فرفع إلي رأسه ثم قال : إليك عني حتى تأخذ طريق الكرخة ( 1 ) .
قب : إبراهيم بن عمر رفعه إليه مثله ( 2 ) .
11 - ير : أحمد بن محمد ، عن عمرو بن عبدالعزيز ، عن بكار بن كردم ، عن أبي عبدالله عليه السلام أن جويرية بن عمر العبدي خاصمه رجل في فرس انثى فادعيا جميعا الفرس ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لواحد ( 3 ) منكما البينة ؟ فقالا : لا ، فقال لجويرية : أعطه الفرس ، فقال له : يا أمير المؤمنين عليه السلام بلا بينة ؟ فقال له : والله لانا أعلم بك منك بنفسك ، أتنسى صنيعك بالجاهلية الجهلاء ؟ فأخبره بذلك ( 4 ) .
12 - ختص ، ير : عبدالله بن محمد ، عن ابن محبوب ( 5 ) عن أبي حمزة ، عن سويد ابن غفلة قال : أنا عند ( 6 ) أمير المؤمنين إذ أتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من وادي القرى وقد مات خالد بن عرفطة ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إنه لم يمت ، فأعادها عليه ، فقال له علي عليه السلام : لم يمت والذي نفسي بيده لا يموت ، فأعادها عليه الثالثة فقال : سبحان الله اخبرك أنه مات وتقول لم يمت ، فقال له علي عليه السلام : لم يمت والذي نفسي بيده ، لا يموت حتى يقود جيش ضلالة ، يحمل رايته حبيب بن جماز ، قال : فسمع بذلك حبيب فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : اناشدك في وإني لك شيعة ، وقد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي ، فقال له *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 65 .
وفيه وفى غير ( ك ) من النسخ " خذ طريق الكرخة " .
وفي هوامش النسخ " المكرجة خ ل في الموضعين " .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 418 .
( 3 ) في المصدر : ألواحد .
( 4 ) بصائر الدرجات : 67 .
( 5 ) في الاختصاص : احمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن ابن محبوب .
( 6 ) في الاختصاص : قال كنت عند اه .
( * )

[289]

علي عليه السلام : إن كنت حبيب بن جماز لتحملنها ( 1 ) ، فولى حبيب بن جماز وقال : إن كنت جبيب بن جماز لتحملنها ، قال أبوحمزة : فوالله مامات حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليهما السلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب صاحب رايته ( 2 ) .
أقول : رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة من كتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن ابن محبوب عن الثمالي عن ابن غفلة ( 3 ) .
13 - ى : عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد بن إسحاق الكرخي ، عن عمه محمد بن عبدالله بن جابر الكرخي - وكان رجلا خيرا كاتبا كان لاسحاق بن عمار ثم تاب من ذلك - عن إبراهيم الكرخي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال : يا إبراهيم أين تنزل من الكرخ ؟ قلت : من موضع ( 4 ) يقال له شادروان ، قال : فقال لي : تعرف قطفتا ( 5 ) قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام حين أتى أهل النهروان نزل قطفتا فاجتمع إليه أهل بادرويا ( 6 ) ، فشكوا إليه ثقل خراجهم وكلموه بالنبطية ، وأن لهم جيرانا أوسع أرضا وأقل خراجا ، فأجابهم بالنبطية " رعرو رضا ( 7 ) من *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في البصائر و ( خ ) و ( م ) : فتحملهنها وفي الاختصاص : فلا يحملها غيرك - او فتحملنها - .
( 2 ) الاختصاص : 280 بصائر الدرجات : 85 .
والمتن موافق له .
وبين المصدرين اختلافات يسيرة .
وتوجد الرواية في اعلام الورى : 177 والارشاد : 155 و 156 ( 3 ) شرح النهج 1 : 253 .
( 4 ) كذا في ( ك ) وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : في موضع ( 5 ) قال في المراصد ( 3 : 1107 ) : قطفتا - بالفتح ثم الضم والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوق والقصر - محلة كبيرة ذات اسواق بالجانب الغربى من بغداد ، مجاورة لمقبرة الدير التى بها قبر معروف الكرخى ، بينها وبين دجلة اقل من ميل ، وهى مشرفة على نهر عيسى ، وتتصل العمارة منها إلى دجلة .
( 6 ) وقال فيه أيضا ( 1 : 149 ) : بادوريا - بالواو والراء وياء وألف - طسوج من كورة الاستان بالجانب الغربى من بغداد ، وهو اليوم محسوب من كورة نهر عيسى .
( 7 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : ورظا .
( * )

[290]

عوديا " قال : فمعناه : رب رجز صغير خير من رجز كبير ( 1 ) .
بيان : يمكن أن يكون المراد بالرجز النوع المعروف من الشعر وإنما ذكره عليه السلام على سبيل المثل ، ويحتمل أن يكون في الاصل الجرز بضمتين ، وهي أرض لا نبات بها ، أو الجزر بالتحريك أي الشاة السمينة فيكون أيضا مثلا .
14 - ختص ، ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن إبراهيم بن أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها ، فقضى لزوجها عليها فغضبت فقالت : والله ما الحق فيما قضيت وما تقضي بالسوية ، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية ، فنظر إليها مليا ثم قال لها : كذبت يا جريئة يا بذية أيا سلسع - إي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء - قال ( 2 ) : فولت المرأة هاربة تولول وتقول : ويلي ويلي لقد هتكت يا ابن أبى طالب سترا ( 3 ) كان مستورا ، قال : فلحقها عمرو بن حريث فقال لها : يا أمة الله لقد استقبلت عليا بكلام سررتني ( 4 ) ثم إنه نزغك بكلمة ( 5 ) فوليت عنه هاربة تولولين ، قالت : إن عليا عليه السلام والله أخبرني بالحق وبما أكتمه من زوجي مند ولي عصمتي ومن أبوي ، فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما قالت له المرأة ، وقال له فيما يقول : ما نعرفك بالكهانة قال له يا عمرو : ويلك إنها ليست بالكهانة ( 6 ) ولكن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ، فلما ركب الارواح في أبدانها كتب بين أعينهم مؤمن أم كافر ، وماهم به مبتلون ، وماهم عليه من شر أعمالهم وحسنهم ( 7 ) في قدر اذن الفأرة ، ثم أنزل بذلك *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 96 .
( 2 ) في الاختصاص : يا سلفع يا سلقلقية يا التى لا تحمل من حيث تحمل النساء .
( 3 ) في البصائر : سرا ( 4 ) : سررتينى .
( 5 ) نزغه بكلمة أى نخسه وطعن فيه .
( 6 ) في البصائر : بالكهانة شئ .
وفي الاختصاص : بالكهانة منى .
( 7 ) : من سيئ اعمالهم وحسنه .
وفي الاختصاص : من سيئ عملهم وحسنه .
( * )