[291]
قرآنا على نبيه فقال : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين ( 1 ) " وكان رسول الله هو
المتوسم ثم أنا من بعده والائمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون ، فلما تأملتها
عرفت ماهي عليها بسيماها ( 2 ) .
ير : عبدالله بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن
مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله ( 3 ) .
15 - ختص ، ير : الحسين بن علي الدينوري ، عن محمد بن الحسين ، عن
إبراهيم بن غياث ، عن عمرو بن ثابت ، عن ابن أبي حبيب ، عن الحارث الاعور قال :
كنت ذات يوم مع أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على
زوجها ، فتكلمت بحجتها ، فتلكم ( 4 ) الزوج بحجته ، فوجب ( 5 ) القضاء عليها ،
فغضبت غضبا شديدا ثم قالت : والله يا أمير المؤمنين لقد حكمت علي بالجور ، وما
بهذا أمرك الله تعالى ! فقال لها : يا سلفع يا ميع يا قردع بل حكمت عليك بالحق
الذي علمته ، فلما سمعت منه ( 6 ) هذا الكلام ولت هاربة ولم ترد عليه جوابا ، فأتبعها
عمرو بن حريث فقال لها : والله يا أمة الله لقد سمعت منك اليوم عجبا ، وسمعت أمير
المؤمنين قال لك قولا فقمت من عنده هاربة مارددت عليه حرفا ( 7 ) فأخبرني عافاك
الله ما الذي قال لك حتى لم تقدري أن تردي عليه حرفا ؟ قالت : يا عبدالله لقد
أخبرني بأمر ما يطلع ( 8 ) عليه إلا الله تبارك وتعالى وأنا ، وما قمت من عنده إلا مخافة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة الحجر : 75 .
( 2 ) الاختصاص : 302 .
بصائر الدرجات : 102 و 103 .
والرواية منقولة منه .
ويوجد مثلها
في الخرائج : 121 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 103 .
وفيه : عباد بن سليمان .
( 4 ) في الاختصاص : وتكلم .
( 5 ) : فوجه .
( 6 ) في البصائر : عنه .
وفي الاختصاص : فلما سمعت منه الكلام .
( 7 ) في الاختصاص : جوابا .
( 8 ) : لم يطلع .
( * )
[292]
أن يخبرني بأعظم مما رماني به ، فصبر ( 1 ) على واحدة كان أجمل من أن أصبر على
واحدة بعدها اخرى ( 2 ) ، فقال لها عمرو : فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك ؟
قالت : يا عبدالله إنه قال لي ما أكره ( 3 ) ، وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال ( 4 ) ما
في النساء من العيوب ، فقال لها : والله ما تعرفيني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك
بعد يومي هذا ، فقال عمرو : فلما رأتني قد ألححت عليها قالت : أما قوله لي : " يا
سلفع " فوالله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء ، وأما قوله :
" يا مهيع " فإني والله صاحبة النساء وما أنا بصاحبة الرجال ، وأما قوله : " يا قردع "
فإني المخربة بيت زوجي وما ابقي عليه فقال لها : ويحك ما علمه بهذا ؟ أتراه
ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك ؟ وهذا علم كبير ( 5 ) ، فقالت له : بئس ما
قلت له يا عبدالله ، ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ، ولكنه من أهل بيت النبوة
وهو وصي رسول الله ووارثه ، وهو يخبر الناس بما ألقى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنه ( 6 )
حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا ( 7 ) .
قال : وأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : يا عمرو
بما استحللت أن ترميني بمارميتني به ؟ قال ( 8 ) : أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا
في منك ، ولاقفن أنا وأنت من الله موقفا ، فانظر كيف تخلص ( 9 ) من الله ، فقال :
يا أمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان ، فاغفر لي غفر الله لك ، فقال : لا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( خ ) و ( م ) وكذا البصائر " فصبرت " .
وفي الاختصاص : فصبرى .
( 2 ) في الاختصاص : على واحدة بعد واحدة .
( 3 ) : انى لا اقول ذلك لانه قال ما في وما أكره .
( 4 ) في البصائر : الرجل .
( 5 ) في المصدرين : علم كثير .
( 6 ) في الاختصاص : بما القى إليه رسول الله وعلمه ، لانه ، اه .
( 7 ) : بعد نبيه .
( 8 ) ليست كلمة " قال " في الاختصاص .
( 9 ) في الاختصاص : تتخلص .
( * )
[293]
والله لا أغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا ( 1 )
بيان : قد أوردنا مثله في باب أنهم المتوسمون ، وباب علمه عليه السلام ، ولم أر
السلفع والسلسع والمهيع والقردع بتلك المعاني التي وردت في هذه الاخبار ، بل
بعضها لم يرد بمعنى اصلا ، ولعلها كانت من لغاتهم المولدة ، ويحتمل تصحيف الرواة
أيضا ، وفي رواية الرواندي في الخرائج " السلقلق " مكان " السلفع " وفي القاموس :
السلقان : التي تحيض من دبرها ( 2 ) .
16 - ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن غير واحد منهم
بكار بن كردم ( 3 ) وعيسى بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعناه وهو يقول :
جاءت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر وقد قتل أباها وأخاها ،
فقالت : هذا قاتل الاحبة فنظر إليها ( 4 ) فقال لها : يا سلفع يا جريئة يا بذية يا
مذكرة ( 5 ) ، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء ، يا التي على هنها شئ بين مدلى
قال : فمضت وتبعها عمرو بن حريث لعنه الله - وكان عثمانيا - فقال لها : أيتها المرأة
ما يزال يسمعنا ابن أبي طالب العجائب فما ندري حقها من باطلها ، وهذه داري
فادخلي فإن لي امهات أولاد حتى ينظرن حقا أم باطلا ، وأهب لك شيئا ، قال :
فدخلت ، فأمر امهات أولاده فنظرن ، فإذا شئ على ركبها مدلى ، فقالت : ياويلها
اطلع منها علي بن أبي طالب عليه السلام على شئ لم يطلع عليه إلا امي أو قابلتي ، قال :
فوهب لها عمرو بن حريث لعنه الله شيئا ( 6 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الاختصاص : 305 و 306 .
بصائر الدرجات : 104 و 105 .
( 2 ) القاموس 3 : 246 .
( 3 ) في الاختصاص : عن رجل عن غير واحد من أصحابنا منهم اه وفي البصائر : عن غير
واحد منهم عن بكار بن كردم .
( 4 ) في الاختصاص : فنظر إليها أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا سلفع اه .
( 5 ) ليست هذه الكلمة في البصائر .
وفي الاختصاص : يا منكرة .
( 6 ) الاختصاص : 303 و 304 .
بصائر الدرجات : 104 .
( * )
[294]
يج : عنه عليه السلام مثله ( 1 ) .
أقول : رواه ابن أبي الحديد من كتاب الغارات عن محمد بن جبلة الخياط عن
عكرمة عن يزيد الاحمسي ، وفيه " يا سلقلق ويا جلعة " ثم قال ابن أبي الحديد :
السلقلق : السليط ، وأصله من السلق ، وهو الذئب .
والجلعة : البذية اللسان .
والركب : منبت العانة ( 2 ) .
17 - ختص ، ير : عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن
هارون بن الجهم ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا أمير المؤمنين
يوما جالس في المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته ، فقال : يا أمير المؤمنين
إن الله يعلم أني أدينه بحبك في السر كما أدينه بحبك في العلانية ، وأتولاك في السر كما
أتولاك في العلانية فقال أمير المؤمنين عليه السلام : صدقت أما فاتخذ للفقر جلبابا فإن الفقر
أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي ، قال : فولى الرجل وهو يبكي فرحا لقول
أمير المؤمنين عليه السلام " صدقت .
قال رجل من الخوارج يحدث صاحبا ( 3 ) له قريبا من
أمير المؤمنين عليه السلام فقال أحدهما لصاحبه : تالله إن رأيت كاليوم قط ، إنه أتاه رجل فقال
له : صدقت ، فقال له الآخر : أنا ما أنكرت من ذلك ، لم يحد بدا من أن إذا قيل
له : " احبك " أن يقول له : " صدقت " ( 4 ) تعلم أني أنا احبه ( 5 ) قال : لا ، قال :
فأنا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد علي مثل مارد عليه ، قال ( 6 ) : فقام الرجل
فقال له مثل مقالة الاول ، فنظر إلى مليا ثم قال له : كذبت لا والله ما تحبني ولا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخرائج والجرائح : 121 .
( 2 شرح النهج 1 : 254 .
( 3 ) في الاختصاص : قال وكان هناك رجل من الخوارج وصاحبا له اه .
( 4 ) : ما انكرت ذلك ، أتجد بدا من أن إذا قيل له " انى احبك " أن يقول :
" صدقت " ؟ .
( 5 ) كذا في النسخ .
وفي البصائر : تعلم أنى لاحبه ؟ وفي الاختصاص : أتعلم أنى أحبه .
( 6 ) في المصدرين : قال نعم فقام الرجل .
( * )
[295]
احبك ، قال : فبكى الخارجي فقال : يا أمير المؤمنين لتستقبلني بهذا ولقد ( 1 ) علم الله خلافه ،
ابسط يديك ( 2 ) ابايعك ، قال : على ماذا ؟ قال : على ماعمل أبوبكر
وعمر ( 3 ) ! قال : فمد يده وقال له : اصفق لعن الله الاثنين ، والله لكأني بك قد قتلت
على ضلال ووطئت وجهك دواب العراق ، فلا تغرنك قوتك ( 4 ) ، قال : فلم يلبث
أن خرج عليه أهل النهروان وخرج الرجل معهم فقتل ( 5 ) .
18 - يج : روي عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام قال : مر علي عليه السلام بكربلاء
فقال لمامر به أصحابه وقد اغرورقت عيناه يبكي ويقول : هذا مناخ ركابهم ، وهذا
ملقى رحالهم ، ههنا مراق دمائهم ، طوبى لك من تربة عليها تراق دماء الاحبة .
وقال الباقر عليه السلام : خرج علي يسير بالناس حتى إذا كان بكربلاء على ميلين
أو ميل تقدم بين أيديهم حتى طاف بمكان يقال لها المقدفان ( 6 ) ، فقال : قتل فيها مائتا
نبي ومائتا سبط كلهم شهداء ، ومناخ ركاب ومصارع عشاق شهداء ، لا يسبقهم من كان
قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم ( 7 ) .
19 - يج : روي عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : جمع أمير المؤمنين
عليه السلام بنيه - وهم اثنا عشر ذكرا - فقال لهم : إن الله أحب أن يجعل في سنة من
يعقوب إذ جمع بنيه - وهم اثنا عشر ذكرا - فقال لهم : إني اوصي إلى يوسف فاسمعوا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدرين : تستقبلنى بهذا وقد اه .
( 2 ) في الاختصاص : يدك .
( 3 ) في المصدرين : قال على ما عمل زريق وحبتر .
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 295 سطر 19 الى ص 303 سطر 18
( 4 ) في الاختصاص : ولا يعرفك قومك .
( 5 ) الاختصاص : 312 .
بصائر الدرجات : 114 .
وفيه : وخرج الرجيم .
( 6 ) في ( خ ) : المقدفات .
( 7 ) هذه الرواية وما يليها إلى الرواية السادس والثلاثين المنقولة من الخرائج لا توجد في
المطبوع منه ، وقد أشرنا سابقا إلى الاختلافات الموجودة بين النسخ المطبوعة والمخطوطة من
هذا الكتاب وأن الخطوطة منه تزيد على المطبوعة بكثير .
( * )
[296]
له وأطيعوا ، وأنا اوصي إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا ، فقال له عبدالله
ابنه ، دون محمد بن علي ؟ - يعني محمد بن الحنفية - فقال له : أجرأة علي في حياتي ؟
كأني بك قد وجدت مذبوحا في فسطاطك لا يدرى من قتلك ، فلما كان في زمان
المختار أتاه فقال : لست هناك ، فعضب فذهب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة
فقال : ولني قتال أهل الكوفة ، فكان على مقدمة مصعب ، فالتقوا بحروراء ، فلما
حجر الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحا في فسطاطه لا يدرى من قتله .
20 - يج : روي عن عبدالحميد الاودي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن جبير
الخابور كان صاحب بيت مال معاوية وكانت له ام عجوز بالكوفة كبيرة ، فقال لمعاوية :
إن لي اما بالكوفة عجزوا اشتقت إليها ، فائذن لي حتى آتيها فأقضي من حقها
علي ، فقال معاوية : ما تصنع بالكوفة فإن فيها رجلا ساحرا كاهنا يقال له علي بن
أبي طالب ، وما آمن أن يفتنك ، فقال جبير : مالي ولعلي وإنما آتي امي وأزورها
وأقضي من حقها ما يجب علي ، فقال معاوية : ما تصنع بالكوفة ؟ فأذن له فقدم
جبير الخابور فقال عليه السلام له : أما إنك كنز من كنوز الله زعم لك معاوية أني كاهن
ساحر ، قال : إي والله قال ذلك معاوية ، ثم قال : ومعك مال قد دفنت بعضه في عين
التمر ، قال : صدقت يا أمير المؤمنين لقد كان كذلك ؟ قال علي : يا حسن ضمه إليك
فأنزله وأحسن إليه ، فلما كان من الغد دعاه ثم قال لاصحابه : إن هذا يكون في
جبل الاهواز ( 1 ) في أربعة آلاف مدججين في السلاح ، فيكونون معه حتى يقوم
قائمنا أهل البيت فيقاتل معه .
بيان : رجل مدجج ومدجج ( 2 ) أي شاك في السلاح ، وإنما أخبره عليه السلام بما
يكون منه في الرجعة .
21 - يج : روي عن أبي ظبية قال : جمع علي عليه السلام العرفاء ثم أشرف عليهم
فقال : افعلوا كذلك ، قالوا : لا نفعل ، قال عليه السلام : أما والله ليستعملن عليكم اليهود
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( خ ) : في جبل لاهواز .
( 2 ) بالجيمين المعجمتين .
( * )
[297]
والمجوس ثم لاتمتعون ، فكان ذلك كذلك .
22 - يج : روي عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال : أراد قوم بناء مسجد
بساحل عدن ، فكلما بنوه سقط ، فأتوا أبابكر فقال : استأنفوا من البناء وافعلوا
ففعلوا وأحكموا فسقط ، فعادوا ، فخطب الناس وناشدهم : إن كان لواحد منكم به
علم فليقل ، فقال علي عليه السلام : احفروا في ميمنة القبلة وميسرتها فإنه يظهر لكم
قبران عليهما كوبة ، مكتوب عليها " أنا رضوى واختي حيا ابنتا تبع ، لا نشرك
بالله شيئا " فاغسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما وادفنوهما ، ثم ابنوا مسجدكم فإنه
يقوم بناؤه ، ففعلوا فكان كذا فقام البناء .
نجم : من كتاب الدلائل للحميري بإسناده إلى أبي بصير مثله ( 1 ) .
13 - يج : روي أن عليا عليه السلام قال يوما : لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه
بمال إلى المدائن إلى شيعتي ، فقال رجل في نفسه : لآتينه ولاقولن : أنا أذهب بالمال
فهو يثق بي ، فإذا أنا أخذته أخذت طريق الشام إلى معاوية ، فجاء إلى علي عليه السلام
فقال : أنا أذهب بالمال ، فرفع رأسه فقال : إليك عني تأخذ طريق الشام إلى معاوية ؟ .
24 - يج : روى داود العطار قال : قال رجل : سألني رجل عن خاصة
أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي : انطلق حتى نسلم على أمير المؤمنين عليه السلام قال و :
كنت لا احب ذلك ، فلم يزل بي حتى أتيت معه فسلمنا عليه ، فرفع أمير المؤمنين
عليه السلام الدرة فضرب بها ساقي ، فنزوت فقال : أترى أنك مكرة ؟ إنك ميسرة
ثم ذهبت ، فقيل لي : صنع بك أمير المؤمنين مالم يصنع إلى أحد ، قال : إني كنت
مملوكأ لآل فلان وكان اسمي ميسرة ، ففارقتهم وادعيت إلى من لست أنا منه
فسماني أمير المؤمنين باسمي .
25 - يج : روى معاوية بن جرير الحضرمي قال : عرض الخيل ( 2 ) على علي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم : 223 .
( 2 ) الخيل تستعمل على المجاز للفرسان وركاب الخيل .
( * )
[298]
عليه السلام ، فجاء ابن ملجم إليه فسأله عن اسمه ونسبه ، فانتهى إلى غير أبيه ، قال :
كذبت ، حتى انتهى إلى أبيه قال : صدقت .
26 - يج : روي عن أبي الصيرفي عن رجل من مراد قال : كنت واقفا على
رأس أمير المؤمنين عليه السلام يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعد القتال ، فقال : إن لي
حاجة ، فقال عليه السلام : ما أعرفني بالحاجة التي جئت فيها ، تطلب الامان لابن الحكم ؟
قال : نعم اريد أن تؤمنه ، قال : آمنته ولكن اذهب وجئني به ، ولا تجئني به إلا
رديفا فإنه أدل له ، فجاء به ابن عباس ردفا خلفه كأنه قرد ، قال أمير المؤمنين
عليه السلام : أتبايع ؟ قال : نعم وفي النفس ما فيها ، قال : الله أعلم بما في القلوب
فلما بسط يده ليبايعه أخذ كفه عن كف مروان فنترها فقال : لا حاجة لي فيها
إنها كف يهودية ، لو بايعني بيده عشرين مرة لنكث باسته ، ثم قال : هيه يا
ابن الحكم خفت على رأسك أن تقع في هذه المعمعة ، كلا والله حتى يخرج من
صلبك فلان وفلان يسومون هذه الامة خسفا ويسقونه كأسا مصبرة .
بيان : قال الجزري : النتر : جذب فيه قوة وجفوة ( 1 ) .
وقال : هيه بمعنى
ايه ، فأبدل من الهمزة هاء ، وايه اسم سمي به الفعل ومعناه الامر ، تقول للرجل :
" ايه " بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما ، فإن نونت استزدته
من حديث ما غير معهود ( 2 ) .
وقال : المعمعة : شدة الحرب والجد في القتال ( 3 ) .
27 - يج : عن مينا قال : سمع علي عليه السلام ضوضاء في عسكره ، فقال : ما
هذا ؟ قالوا : هلك معاوية ، قال : كلا والذي نفسي بيده لن يهلك حتى تجتمع
عليه هذه الامة ، قالوا : فبم تقاتله ؟ قال : ألتمس العذر فيما بيني وبين الله تعالى .
قب : عبدالرزاق عن أبيه عن مينا مثله ( 4 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) النهاية 4 : 124 .
( 2 ) : 4 : 262 .
( 3 ) 4 : 100 .
( 4 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 418 و 419 .
( * )
[299]
28 - يج : من معجزاته صلوات الله عليه أن الاشعث بن قيس استأذن على
علي عليه السلام فرده قنبرا ( 1 ) فأدمى أنفه ، فخرج علي عليه السلام فقال : مالي ولك يا أشعث ؟
أما والله لو بعبد ثقيف تمرست ( 2 ) لا قشعرت شعيرات استك ، قال : ومن غلام ثقيف ؟
قال : غلام يليهم ( 3 ) لايبقي من العرب إلا أدخلهم الذل ، قال : كم يلي ؟ قال : عشرين
إن بلغها ، قال الرواي : فولى الحجاج سنة خمس وسبعين ومات سنة تسعين .
بيان : قال الجزري : فيه " إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه
كما يتمرس البعير بالشجرة " أي يتلعب بدينه ويعبث به كما يعبث البعير بالشجرة
ويتحكك بها ، والتمرس ، شدة الالتواء ( 4 ) .
أقول : في سنة خمس وسبعين ولى عبدالملك الحجاج على العراق ، لكن
في سنة ثلاث وسبعين ولاه الجيش لقتال عبدالله بن الزبير ، وكان واليا على العراق
إلى سنة خمس وتسعين ، فكانت ولايته تمام العشرين كما ذكره عليه السلام فلعل الخمس
سقط من النساخ ، ولعل قوله عليه السلام : " إن بلغها " للتبهيم لئلا يغتر الملعون بذلك
أو لنقص أشهر عن العشرين .
29 - يج ومنها ما انتشرت به الآثار عنه عليه السلام من قوله قبل قتاله الفرق
الثلاثة بعد بيعته " امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين " يعني الجمل و
صفين والنهروان فقاتلهم ، وكان الامر فيما خبربه على ما قال : وقال عليه السلام
لطلحة والزبير حين استأذناه في الخروج إلى العمرة : لا والله ما تريدان العمرة
ولكن تريدان البصرة ، فكان كما قال .
وقال عليه السلام لابن عباس وهو يخبره به عن
استيذانهما في العمرة : إني أذنت لهما مع علمي بما انطويا عليه من الغدر ، فاستظهرت
بالله عليهما ، وإن الله سيرد كيدهما ويظفرني بهما ، وكان كما قال .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في ( ك ) : وفي غيره من النسخ " فتبرأ " وكلاهما سهو والصحيح " فرده قنبر "
( 2 ) كذا في جميع النسخ .
( 3 ) كذا في ( ك ) وفي غيره النسخ : بينهم .
( 4 ) النهاية 4 : 89 .
( * )
[300]
وقال بذي قار وهو جالس لاخذ البيعة : يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل
لا يزيدون رجلا ، ولا ينقصون رجلا ، يبايعوني على الموت ، قال ابن عباس : فجزعت
لذلك وخفت أن ينقص القوم من العدد أو يزيدوا عليه فيفسدوا الامر علينا ، وإني احصي
القوم فاستوفيت عددهم تسع مائة رجل وتسعة وتسعين رجلا ، ثم انقطع مجئ القوم
فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا حمله على ما قال ؟ فبينما أنا مفكر في ذلك
إذ رأيت شخصا قد أقبل حتى دنا ، وهو رجل عليه قباء صوف ومعه سيف وترس و
إداوة ، فقرب من أمير المؤمنين عليه السلام فقال : امدديك لابايعك ، قال علي عليه السلام :
وعلى ما تبايعني ؟ قال : على السمع والطاعة والقتال بين يديك أو يفتح الله عليك
فقال : ما اسمك ؟ قال : اويس القرني ، قال : نعم الله أكبر فإنه أخبرني حبيبي
رسول الله صلى الله عليه وآله أني ادرك رجلا من امته يقال له اويس القرني ، يكون من حزب
الله ، يموت على الشهادة ، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، قال ابن عباس :
فسري عنا .
30 - يج : روي أن يهوديا قال لعلي عليه السلام : إن محمدا صلى الله عليه وآله قال : إن في كل
رمانة حبة من الجنة ، وأنا كسرت واحدة وأكلتها كلها ، فقال عليه السلام : صدق
رسول الله صلى الله عليه وآله وضرب يده على لحيته فوقعت حبة رمان فتناولها عليه السلام وأكلها ،
وقال : لم يأكلها الكافر والحمد لله .
31 - يج : من معجزاته صلوات الله عليه ما تواترت به الروايات من نعيه
نفسه قبل موته ، وأنه يخرج من الدنيا شهيدا من قوله : والله ليخضبنها من
فوقها - فأومأ إلى شيبته - ما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم .
وقوله عليه السلام : أتاكم شهر رمضان وفيه تدور رحى السلطان ( 1 ) ألا وإنكم
حاجو العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني لست فيكم .
وكان يفطر في هذا الشهر
ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبدالله بن جعفر زوج زينب بنته لاجلها
لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك ، فقال : يأتيني أمر الله وأنا خميص ، إنما
هي ليلة أو ليلتان ، فاصيب من الليل .
وقد توجه إلى المسجد في الليلة التي ضربه
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الشيطان ظ كما يأتى في الحديث المتمم للاربعين من المناقب .
( * )