[ 91 ]

لامهات أولاد شتى ( 1 ) .
19 - شا : هارون بن موسى ، عن عبدالملك بن عبدالعزيز قال : لما ولي عبدالملك بن مروان الخلافة رد إلى علي بن الحسين عليهما السلام صدقات رسول الله و صدقات أميرالمؤمنين عليهما السلام وكانتا مضمومتين ، فخرج عمر بن علي إلى عبدالملك يتظلم إليه من ابن أخيه ( 2 ) فقال عبدالملك : أقول كما قال ابن أبي الحقيق : إنا إذا مالت دواعي الهوى * وأنصت السامع للقائل واصطرع القوم بألبابهم ( 3 ) * نقضي بحكم عادل فاصل لا نجعل الباطل حقا ولا * نلط دون الحق بالباطل ( 4 ) نخاف أن تسفه أحلامنا ( 5 ) * فنخمل الدهر مع الخامل ( 6 ) 20 - قب : قال الشيخ المفيد في الارشاد : أولاده خمسة وعشرون ، وربما يزيدون على ذلك إلى خمسة وثلاثين ، ذكره النسابة العمري في الشافي وصاحب الانوار ، البنون خمسة عشر والبنات ثمانية عشر ، فولد من فاطمة عليها السلام الحسن و الحسين والمحسن سقط وزينب الكبرى وام كلثوم الكبرى تزوجها عمر ، وذكر أبومحمد النوبختي في كتاب الامامة أن ام كلثوم كانت صغيرة ومات عمر قبل أن يدخل بها ، وإنه خلف على ام كلثوم بعد عمر عون بن جعفر ثم محمد بن جعفر ثم عبدالله بن جعفر ، ومن خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية محمدا ، ومن ام البنين ابنة حزام بن خالد الكلابية عبدالله وجعفر الاكبر والعباس وعثمان ، ومن ام حبيب بنت ربيعة التغلبية عمر ورقية توأمان في بطن ، ومن أسماء بنت عميس الخثعمية *

_________________________________________________________
ص 91 ) ( 1 ) شرح النهج 2 : 718 .
( 2 ) في المصدر : يتظلم اليه من نفسه .
( 3 ) في المصدرين : واصطرع الناس .
( 4 ) لط الرجل حقه وعن حقه : جحده اياه .
( 5 ) في المصدر : نسفه .
( 6 ) الارشاد للمفيد : 242 .
وفي ( م ) و ( خ ) : فيخمل .
*

[ 92 ]

يحيى ومحمد الاصغر ، وقيل : بل ولدت له عونا ، ومحمد الاصغر من ام ولد ، ومن ام سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية نفيسة وزينب الصغرى ورقية الصغرى ، و من ام شعيب المخزومية ام الحسن ورملة ، ومن الهملاء بنت مسروق النهشلية أبوبكر وعبدالله ، ومن أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وامها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه واله محمد الاوسط ، ومن محياة بنت امرء القيس الكلبية جارية هلكت وهي صغيرة ، وكانت له خديجة وام هانئ وتميمة وميمونة وفاطمة لامهات أولاد ( شتى ) وتوفي قبله يحيى وام كلثوم الصغرى وزينب الصغرى وام الكرام وجمانة - و كنيتها ام جعفر - وأمامة وام سلمة ورملة الصغرى .
وزوج ثماني بنات : زينب الكبرى من عبدالله بن جعفر ، وميمونة من عقيل بن عبدالله بن عقيل ، وام كلثوم الصغرى من كثير بن عباس بن عبدالمطلب ورملة من أبي الهياج عبدالله بن أبي سفيان الحارث بن عبدالمطلب ، ورملة من الصلت بن عبدالله بن نوفل بن الحارث ، وفاطمة من محمد بن عقيل .
وفي الاحكام الشرعية عن الخزاز القمي أنه نظر النبي صلى الله عليه واله إلى أولاد علي وجعفر فقال : بناتنا لبنيناو بنونا لبناتنا .
وأعقب له من خمسة : الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس الاكبر وعمر ، وكان النبي صلى الله عليه واله لم يتمتع بحرة ولا أمة في حياة خديجة ، وكذلك كان علي مع فاطمة عليهم السلام .
وفي قوت القلوب أنه تزوج بعد وفاتها بتسع ليال ، وأنه تزوج بعشرة نسوة وتوفي عن أربعة : أمامة وامها زينب بنت النبي صلى الله عليه واله ، وأسماء بنت عميس ، وليلى التميمية ، وام البنين الكلابية ، ولم يتزوجن بعده ، وخطب المغيرة بن نوفل أمامة ثم أبوالهياج بن أبي سفيان بن الحارث فروت عن علي عليه السلام أنه لا يجوز لازواج النبي صلى الله عليه واله والوصي أن يتزوجن بغيره بعده ، فلم يتزوج امرأة ولا ام ولد بهذه الرواية .
و توفي عن ثماني عشرة ام ولد ، فقال عليه السلام : جميع امهات أولادي الآن محسوبات على أولادهن بما أبتعتهن به من أثمانهن ، فقال : ومن

[ 93 ]

كان من إمائه غير ذوات أولاد فهن حرائر من ثلثه ( 1 ) .
ويروى أن عمر بن علي خاصم علي بن الحسين عليهما السلام إلى عبدالملك في صدقات النبي وأميرالمؤمنين عليهما السلام ، فقال : يا أميرالمؤمنين أنا ابن المصدق وهذا ابن ابن ، فأنا أولى بها منه ، فتمثل عبدالملك بقول أبي الحقيق : لا تجعل الباطل حقا ولا * تلط دون الحق بالباطل قم يا علي بن الحسين فقد وليتكها ، فقاما فلما خرجا تناوله عمرو وآذاه ، فسكت عليه السلام عنه ولم يرد عليه شيئا ، فلما كان بعد ذلك دخل محمد بن عمر على علي بن الحسين عليهما السلام فسلم عليه وأكب عليه يقبله ، فقال علي عليه السلام : يا ابن عم لا تمنعني قطيعة أبيك أن أصل رحمك .
فقد زوجتك ابنتي خديجة ابنة علي ( 2 ) .
21 - عم : أما زينب الكبرى بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله فتزوجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، وولد له منها علي وجعفر وعون الاكبر وام كلثوم أولاد عبدالله بن جعفر ، وقد روت زينب عن امها فاطمة عليها السلام أخبارا ، وأما ام كلثوم
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 93 سطر 13 الى ص 101 سطر 13 فهي التي تزوجها عمر بن الخطاب ، وقال أصحابنا : أنه عليه السلام إنما زوجها منه بعد مدافعة كثيرة وامتناع شديد واعتلال عليه بشئ بعد شئ ، حتى ألجأته الضرورة إلى أن رد أمرها إلى العباس بن عبدالمطلب ، فزوجها إياه ، وأما رقية بنت علي فكانت عند مسلم بن عقيل ، فولدت له عبدالله قتل بالطف ، وعليا ومحمدا ابني مسلم ، وأما زينب الصغرى فكانت عند محمد بن عقيل ، فولدت له عبدالله وفيه العقب من ولد عقيل ، وأما ام هانئ فكانت عند عبدالله الاكبر ابن عقيل بن أبي طالب فولدت له محمد قتل بالطف وعبدالرحمن ، وأما ميمونة بنت علي فكانت عند عبدالله الاكبر ابن عقيل فولدت له عقيلا ، وأما نفيسة فكانت عند عبدالله الاكبر ابن عقيل فولدت له ام عقيل ، وأما زينب الصغرى فكانت عند عبدالرحمن بن عقيل فولدت *

_________________________________________________________
ص 93 ) ( 1 ) مناقب آل ابى طالب 2 : 76 و 77 .
( 2 ) " " " 2 : 267 و 268 .
*

[ 94 ]

له سعدا ( 1 ) وعقيلا ، وأما فاطمة بنت علي عليه السلام فكانت عند أبي سعيد بن عقيل فولدت له حميدة ، وأما أمامة بنت علي فكانت عند الصلت بن عبدالله بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب فولدت له نفيسة ( 2 ) وتوفيت عنده ( 3 ) .
22 - يف : ( 4 ) ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما خطب عمر إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال له : إنها صبية ، قال : فأتى العباس فقال : مالي ؟ أبي بأس ؟ فقال له : وما ذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك فردني ، أما والله لاعورن ( 5 ) زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ، ولاقيمن عليه شاهدين أنه سرق ولاقطعن يمينه ! فأتاه العباس فأخبره وسأله أن يجعل الامر إليه ، فجعله إليه ( 6 ) .
كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله ( 7 ) .
23 - كش : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد : حدثني محمد بن عبدالله بن مهران عن محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الخياط ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كان أبوخالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهرا ، وما كان يشك في أنه إمام ، حتى أتاه ذات يوم فقال له : جعلت فداك إن لي حرمة ومودة وانقطاعا ، فأسألك بحرمة رسول الله صلى الله عليه واله و أميرالمؤمنين عليه السلام إلا أخبرتني : أنت الامام الذي فرض الله طاعته على خلقه ؟ قال : فقال : يا باخالد حلفتني بالعظيم ، الامام علي بن الحسين عليهما السلام علي وعليك و *

_________________________________________________________
ص 94 ) ( 1 ) في المصدر : سعيدا .
( 2 ) " : نقية .
( 3 ) اعلام الورى : 204 .
( 4 ) في ( م ) و ( خ ) : ين .
( 5 ) أعار عين الماء أو الركية : دفنها وكبسها بالتراب .
( 6 ) لم نجده في الطرائف المطبوع .
وسياق الرواية لا يناسبه .
( 7 ) فروع الكافى ( الجزء الخامس من الطبعة الحديثة ) : 346 .
*

[ 95 ]

على كل مسلم ، فأقبل أبوخالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية ، وجاء إلى علي بن الحسين عليهما السلام ، فلما استأذن عليه فاخبر أن أباخالد بالباب أذن له ، فلما دخل عليه دنا منه قال : مرحبا بك يا كنكر : ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا ؟ فخر أبوخالد ساجدا شكرا ( 1 ) لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين عليهما السلام ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي ، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام : و كيف عرفت إمامك يا باخالد ؟ قال : إنك دعوتني باسمي الذي سمتني امي التي ولدتني ، وقد كنت في عمياء من أمري ، ولقد خدمت محمد بن الحنفية عمرا ( 2 ) من عمري ولا أشك إلا وأنه إمام ، حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله وبحرمة رسوله وبحرمة أميرالمؤمنين فأرشدني إليك وقال : هو الامام علي وعليك وعلى جميع خلق الله كلهم ، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك ، وسميتني باسمي الذي سمتني امي فعلمت أنك الامام الذي فرض الله طاعته علي وعلى كل مسلم ( 3 ) .
24 - يج : عن أبي خالد مثله إلا أنه قال في آخره : ولدتني امي فسمتني وردان ، فدخل عليها والدي فقال : سميه كنكر ، والله ما سماني به أحد من الناس إلى يومي هذا غيرك ، فأشهد أنك إمام من في الارض ومن في السماء ( 4 ) .
25 - كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن محمد بن أصبغ ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد العجلي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : لوكنت سبقت قليلا لادركت حيان السراج ، قال : وأشار إلى موضع في البيت أبوعبدالله عليه السلام فقال : وكان ههنا جالسا ، فذكر محمد بن الحنفية وذكر حياته وجعل يطريه ويقرظه ، فقلت له : يا حيان أليس تزعم ويزعمون وتروي ويروون : لم يكن في بني إسرائيل شئ إلا وهو في هذه الامة مثله ؟ قال : بلى ، قال : فقلت : فهل رأينا *

_________________________________________________________
ص 95 ) ( 1 ) في المصدر : شاكرا .
( 2 ) في المصدر : دهرا .
( 3 ) معرفة اخبار الرجال : 79 و 80 .
ورواه في المناقب 2 : 249 .
( 4 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
*

[ 96 ]

ورأيتم وسمعنا وسمعتم بعالم مات على أعين الناس فنكح نساؤه وقست أمواله و هو حي لا يموت ؟ ! فقام ولم يرد علي شيئا ( 1 ) .
بيان : أطراه : أحسن الثناء عليه .
والتقريظ : مدح الانسان وهو حي بحق أو باطل .
26 - كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى قال : روى أصحابنا عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج ، فأذنت له ، فقال لي : يا با عبدالله إني اريد أن أسألك عن شئ أنا به عالم إلا أني احب أن أسألك عنه ، أخبرني عن عمك محمد بن علي مات ؟ قال : فقلت : أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فاتي فقيل له : أدرك عمك ، قال : فأتيت ( 2 ) وقد كانت أصابته غشية ، فأفاق فقال لي : ارجع إلى ضيعتك ، قال : فأبيت ، فقال : لترجعن قال : فانصرفت فما بلغت الضيعة حتى أتوني فقالوا : أدركه ، فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه ، فأتوا بطشت وجعل يكتب وصيته ، فما برحت حتى غمضته وكفنته وغسلته وصليت عليه ودفنته ، فإن كان هذا موتا فقد والله مات ، قال : فقال لي : رحمك الله شبه على أبيك ! قال : فقلت : يا سبحان الله أنت تصدف على قلبك ! قال : فقال لي : وما الصدف على القلب ؟ قال : قلت : الكذب ( 3 ) .
بيان : صدف عنه : أعرض و " على " بمعنى " عن " أو ضمن معنى الافتراء و نحوه ، أي تعرض عن الحق مفتريا على قلبك ، حيث تدعي ما لا يصدقه قلبك .
27 - كشف : قيل لمحمد بن الحنفية رحمه الله : أبوك يسمح بك في الحرب ويشح بالحسن والحسين عليهما السلام ، فقال : هما عيناه وأنا يده ، والانسان يقي عينيه بيده ، وقال مرة اخرى وقد قيل له ذلك : أنا ولده وهما ولدا رسول الله صلى الله عليه واله ( 4 ) .
*

_________________________________________________________
ص 96 ) ( 1 ) معرفة اخبار الرجال : 202 .
( 2 ) في المصدر : فأتيته .
( 3 ) معرفة اخبار الرجال : 202 و 203 .
( 4 ) كشف الغمة : 183 .
*

[ 97 ]

28 - كا : علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام ( قال : ) إن أسماء بنت عميس نفست بمحمد بن أبي بكر ، فأمرها رسول الله صلى الله عليه واله حين أرادت الاحرام من ذي الحليفة أن تحتشي بالكرسف والخرق وتهل بالحج ، الخبر ( 1 ) .
29 - يف : أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى المستظل ( 2 ) قال : إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي عليه السلام ام كلثوم فاعتل بصغرها ، فقال له : لم أكن اريد الباه ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي ، وكل قوم فإن عصبتهم لابيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم ( 3 ) .
( كنز الكراجكي : عن القاضي السلمي أسد بن إبراهيم ، عن عمر بن علي العتكي ، عن محمد بن إسحاق ، عن الكديمي ، عن بشر بن مهران ، عن شريك بن شبيب ، عن عروة ، عن المستطيل بن حصين مثله ، إلا أن فيه : فاعتل بصغرها وقال : إني أعددتها لا بن أخي جعفر ، ومكان " كل قوم " " كل بني انثى " ( 4 ) ) .
30 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن عمران بن ميثم أو صالح بن ميثم ، عن أبيه قال : أنت امرأة مجح أميرالمؤمنين عليه السلام فقالت : يا أميرالمؤمنين إني زنيت فطهرني ، وساق الحديث الطويل إلى أن قال : فأخرجها أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الظهر بالكوفة فأمر أن يحفر لها حفيرة ثم *

_________________________________________________________
ص 97 ) ( 1 ) فروع الكافى ( الجزء الرابع من الطبعة الحديثة ) : 449 .
( 2 ) كذا والظاهر : المستطيل .
( 3 ) الطرائف : 19 .
( 4 ) كنز الكراجكى : 166 و 167 .
*

[ 98 ]

دفنها فيه ( 1 ) ثم ركب بغلته ونادى بأعلى صوته ( 2 ) : يا أيها الناس إن الله تعالى عهد إلى نبيه صلى الله عليه واله عهد أعهده محمد صلى الله عليه واله إلي ، بأن ( 3 ) لا يقيم الحد من لله عليه حد فمن كان لله عليه حد مثل ما له عليها ( 4 ) فلا يقيم عليها الحد قال : فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أميرالمؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ ومامعهم غيرهم ، قال : وانصرف فيمن انصرف يومئذ محمد بن أمير المؤمنين ( 5 ) .
31 - ( كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي عن مغيرة الضبي قال : لما نكح علي عليه السلام ليلى بنت مسعود النهشلي قالت : ما زلت احب أن يكون بيني و بينه سبب منذ رأيته ، فأقام مقاما من رسول الله صلى الله عليه واله فذكر أنه ولدت له عبيدالله بن علي ، فبايع مصعبا يوم المختار ) .
أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : دفع أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الجمل رايته إلى محمد ابنه ، وقد استوت الصفوف ، وقال له : احمل ، فتوقف قليلا فقال : يا أميرالمؤمنين ( 6 ) أما ترى السماء كأنها شآببب ( 7 ) المطر ، فدفع في صدره وقال : أدركك عرق من امك ، ثم أخذ الراية بيده فهز ها ثم قال : *

_________________________________________________________
ص 98 ) ( 1 ) في المصدر : فيها .
( 2 ) " : ثم ركب بغلته واثبت رجليه في غرز الركاب ثم وضع اصبعيه السبابتين في اذنيه ثم نادى بأعلى صوته اه .
( 3 ) في المصدر : بأنه .
( 4 ) " : مثل ما عليها .
( 5 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 185 - 187 .
وقد مر في باب قضاياه عليه السلام تحت رقم 65 راجع ج 40 ص 290 - 292 .
( 6 ) في المصدر : فقال له : أحمل يا اميرالمؤمنين اه ؟ .
( 7 ) جمع الشؤبوب : الدفعة من المطر .
*

[ 99 ]

اطعن بها طعن أبيك تحمد * لا خير في الحرب إذا لم توقد بالمشرق والقنا المسدد .
ثم حمل وحمل الناس خلفه ، فطحن عسكر البصرة .
قيل لمحمد : لم يغرر بك أبوك في الحرب ولا يغرر بالحسن والحسين ؟ فقال : إنهما عيناه وأنا يمينه ، فهو يدفع عن عينيه بيمينه .
كان علي عليه السلام يقذف بمحمد في مهالك الحرب ويكف حسنا وحسينا عنها .
ومن كلامه في يوم صفين : أملكوا عني هذين الفتيين ، أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه واله .
ام محمد خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة ( 1 ) بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، واختلف في أمرها ، فقال قوم : إنها سبية من سبايا الردة قوتل أهلها على يد خالد بن الوليد في أيام أبي بكر لما منع كثير من العرب الزكاة ، وارتدت بنو حنيفة وادعت نبوة مسيلمة ، وإن أبابكر دفعها إلى علي عليه السلام من سهمه في المغنم ، وقال قوم منهم أبو الحسن علي بن محمد بن سيف المدائني : هي سبية في أيام رسول الله صلى الله عليه واله قالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام إلى اليمن ، فأصاب خولة في بني زبية ( 2 ) وقد ارتدوا مع عمرو بن معدي كرب ، وكانت زبية سبتها من بني حنيفة في غارة لهم عليهم ، فصارت في سهم علي عليه السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : إن ولدت منك غلاما فسمه باسمي و كنه بكنيتي ، فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام محمدا فكناه أبا القاسم ، وقال قوم وهم المحققون وقولهم الاظهر : إن بني أسد أغارت على بني حنيفة في خلافة أبي بكر فسبوا خولة بنت جعفر ، وقدموا بها المدينة فباعوها من علي عليه السلام ، وبلغ قومها خبرها ، فقدموا المدينة على علي فعرفوها ، وأخبروه بموضعها منهم ، فأعتقها و مهرها وتزوجها ، فولدت له محمدا فكناه أبا القاسم ، وهذا القول هو اختيار أحمد *

_________________________________________________________
ص 99 ) ( 1 ) في ( ك ) : سلمة .
( 2 ) في المصدر : في بنى زبيد وكذا فيما يأتى .
*

[100]

بن يحيى البلاذري في كتابه المعروف بتاريخ الاشراف .
لما تعامس ( 1 ) محمد يوم الجمل عن الحملة وحمل علي عليه السلام بالراية فضعضع ( 2 ) أركان عسكر الجمل دفع إليه الراية وقال : امح الاولى بالاخرى ، وهذه الانصار معك ، وضم إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين في جمع من الانصار كثير منهم أهل بدر ، حمل حملات كثيرة أزال بها القوم عن مواقفهم ، وأبلى بلاء حسنا ، فقال خزيمة بن ثابت لعلي عليه السلام : أما إنه لو كان غير محمد اليوم لا فتضح ، ولئن كنت خفت عليه الجبن وهو بينك وبين حمزة وجعفر لما خفنا عليه ، وإن كنت أردت أن تعلمه الطعان فطال ما علمته الرجال .
وقالت الانصار : يا أميرالمؤمنين لو لا ما جعل الله تعالى لحسن ولحسين ( 3 ) لما قدمنا على محمد أحدا من العرب ، فقال عليه السلام : أين النجم من الشمس والقمر ؟ أما إنه قد أغنى وأبلى وله فضل ، ولا ينقص فضل صاحبه ( 4 ) عليه ، وحسب صاحبكم ما انتهت به نعمة الله تعالى إليه ، فقالوا : يا أميرالمؤمنين إنا والله ما نجعله كالحسن والحسين ولا نظلمهما ولا نظلمه لفضلهما عليه حقه ، فقال علي عليه السلام : أين يقع ابني من ابني رسول الله صلى الله عليه واله ( 5 ) ؟ فقال خزيمة بن ثابت فيه : محمد ما في عودك اليوم وصمة * ولا كنت في الحرب الضروس معردا ( 6 ) أبوك الذي لم يركب الخيل مثله * علي وسماك النبي محمدا فلو كان حقا من أبيك خليفة * لكنت ولكن ذاك ما لا يرى بدا وأنت بحمد الله أطول غالب * لسانا وأنداها بما ملكت يدا وأقربها من كل خير تريده * قريش وأوفاها بما قال موعدا *

_________________________________________________________
ص 100 ) ( 1 ) أى تغافل .
وفى المصدر " تقاعس " أى تأخر .
( 2 ) ضعضعه : هدمه حتى الارض .
( 3 ) في المصدر : للحسن والحسين .
( 4 ) " : صاحبيه .
( 5 ) " : من ابنى بنت رسول الله .
( 6 ) الحرب الضروس : الشديدة المهلكة .
عرد : هرب وفر .
*