[ 81 ]
وزاد في آخره : قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام : فتبت إلى الله من كلام حيان ثلاثين
يوما ( 1 ) .
11 - ك : وقال الصادق عليه السلام : ما مات محمد بن الحنفية حتى أقرت لعلي
ابن الحسين عليهما السلام ، وكانت وفاة محمد بن الحنفية سنة أربع وثمانين من الهجرة ( 2 ) .
12 ير : أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن مروان بن إسماعيل ، عن حمزة
ابن حمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ذكرنا خروج الحسين وتخلف ابن الحنفية
عنه ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا حمزة إني ساحدثك في هذا الحديث ولا تسأل
عنه بعد مجلسنا هذا ، إن الحسين لما فصل ( 3 ) متوجها دعا بقرطاس وكتب : بسم الله
الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلي بني هاشم أما بعد فإنه من لحق بي منكم
استشهد معي ومن تخلف لم يبلغ الفتح ، والسلام ( 4 ) .
قب : حمزة من حمران مثله ( 5 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " لم يبلغ الفتح " أي لم يبلغ ما يتمناه من فتوح الدنيا
والتمتع بها ، وظاهر هذا الجواب ذمه ، ويحتمل أن يكون المعنى أنه عليه السلام خيرهم
في ذلك ، فلا إثم على من تخلف ، وسيأتي بعض الكلام في ذلك في أحوال الحسين
عليه السلام وسنعيد بعض أحواله عند ذكر أحوال المختار .
13 - غط : أما الذي يدل على فساد قول الكيسانية القائلين بإمامة محمد بن
الحنفية فأشياء : منها أنه لو كان إماما مقطوعا على عصمته لوجب أن يكون منصوصا
عليه نصا صريحا ، لان العصمة لا تعلم إلا بالنص ، وهم لا يدعون نصا صريحا ، و
إنما يتعلقون بامور ضعيفة دخلت عليهم فيها شبهة ، لايدل ( 6 ) على النص ، نحو
*
_________________________________________________________
ص 81 ) ( 1 ) معرفة اخبار الرجال : 203 .
( 2 ) اكمال الدين : 22 .
( 3 ) في هامش ( ك ) : رحل خ ل .
( 4 ) بصائر الدرجات : 141 .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 2 : 199 .
( 6 ) في المصدر : لا تدل .
*
[ 82 ]
إعطاء أميرالمؤمنين إياه الراية يوم البصرة ، وقوله : " أنت ابني حقا " مع كون
الحسن والحسين عليهما السلام ابنيه ، وليس في ذلك دلالة على إمامته على وجه ، وإنما يدل
على فضله ومنزلته ، على أن الشيعة تروي أنه جرى بينه وبين علي بن الحسين
عليهما السلام كلام في استحقاق الامامة ، فتحاكما إلى الحجر فشهد الحجر لعلي بن
الحسين عليهما السلام بالامامة ، فكان ذلك معجزا له ، فسلم له الامر و قال بإمامته ، والخبر
بذلك مشهور عند الامامية لانهم رووا أن محمد بن الحنفية نازع علي بن الحسين
عليهما السلام في الامامة ، وادعى أن الامر افضي إليه بعد أخيه الحسين ، فناظره علي بن
الحسين عليهما السلام واحتج عليه بآي من القرآن كقوله : " واولوا الارحام بعضهم أولى
ببعض ( 1 ) " وأن هذه الآية جرت في علي بن الحسين عليهما السلام وولده ، ثم قال له :
احاجك إلى الحجر الاسود ، فقال له : كيف تحاجني إلى حجر لا يسمع ولا يجيب
فأعلمه أنه يحكم بينهما ، فمضيا حتى انتهيا إلى الحجر ، فقال علي بن الحسين
لمحمد بن الحنفية : تقدم وكلمه ، فتقدم إليه فوقف حياله وتكلم ثم أمسك ، ثم
تقدم علي بن الحسين عليهما السلام فوضع يده عليه ثم قال : اللهم إني أسألك باسمك
المكتوب في سرادق العظمة - ثم دعا بعد ذلك وقال - : لما أنطقت ذلك الحجر ( 2 ) .
ثم
قال : أسألك بالذي جعل فيك مواثيق العباد والشهادة لمن وافاك لما أخبرت لمن
الامامة والوصية ؟ فزعزع الحجر ثم كاد ( 3 ) أن يزول ، ثم أنطقه الله فقال : يا محمد
سلم الامامة لعلي بن الحسين عليهما السلام ، فرجع محمد عن منازعته وسلمها إلى علي بن
الحسين عليهما السلام .
ومنها تواتر الشيعة الامامية بالنص عليه من أبيه وجده ، وهي موجودة في
كتبهم في الاخبار لا نطول بذكره الكتاب .
ومنها الاخبار الواردة عن النبي صلى الله عليه واله من جهة الخاصة والعامة على ما سنذكره
*
_________________________________________________________
ص 82 ) ( 1 ) سورة الانفال : 75 .
سورة الاحزاب : 6 .
( 2 ) في المصدر وفي غير ( ك ) من النسخ : هذا الحجر .
( 3 ) في المصدر : فتزعزع الحجر حتى كاد .
*
[ 83 ]
فيما بعد بالنص على إمامة الاثني عشر ، وكل من قال بإمامتهم قطع على وفاة محمد
ابن الحنفية ، وسياقه الامامة إلى صاحب الزمان عليه السلام .
ومنها انقراض هذه الفرقة ، فإنه لم يبق في الدنيا في وقتنا ولا قبله بزمان
طويل قائل يقول به ، ولو كان ذلك حقا لما جاز انقراضه .
فإن قيل : كيف يعلم انقراضهم وهلا جاز أن يكون في بعض البلاد البعيدة و
جزائر البحر وأطراف الارض أقوام يقولون بهذا القول كما يجوز أن يكون في
أطراف الارض من يقول بمذهب الحسن في أن مرتكب الكبيرة منافق ، فلا يمكن
ادعاء انقراض هذه الفرقة ، وإنما كان يمكن العلم ( 1 ) لو كان المسلمون فيهم قلة و
العلماء محصورين ، فأما ( الآن ) وقد انتشر الاسلام وكثر العلماء ، فمن أين يعلم
ذلك ؟ قلنا : هذا يؤدي إلى أن لا يمكن العلم بإجماع الامة على قول ولا مذهب ، بأن
يقال : لعل في أطراف الارض من يخالف ذلك ، ويلزم أن يجوز أن يكون في أطراف
الارض من يقول أن البرد لا ينقص الصوم ، وأنه يجوز للصائم أن يأكل إلى طلوع
الشمس ، لان الاول كان مذهب أبي طلحة الانصاري والثاني مذهب الحذيفة
والاعمش ، وكذلك مسائل كثيرة من الفقه كان الخلف فيها واقعا بين الصحابة و
التابعين ، ثم زال الخلف فيما بعد ، واجتمع أهل الاعصار على خلافه ، فينبغي أن
يشك في ذلك ولا نثق بالاجماع على مسألة سبق الخلاف فيها ، وهذا طعن من يقول أن
الاجماع لا يمكن معرفته ولا التوصل إليه ، والكلام في ذلك لا يختص هذه المسألة
فلا وجه لايراده ههنا ، ثم إنا نعلم أن الانصار طلبت الامرة ودفعهم المهاجرون
عنها ، ثم رجعت الانصار إلى قول المهاجرين على قول المخالف ، فلو أن قائلا قال :
يجوز عقد الامامة لمن كان من الانصار للان الخلاف سبق فيه ولعل في أطراف الارض
من يقول به فما كان يكون جوابهم فيه ؟ فأي شئ قالوه فهو جوابنا بعينه ، فلا
نطول بذكره .
فإن قيل : إذا كان الاجماع عندكم إنما يكون حجة لكون المعصوم فيه فمن
*
_________________________________________________________
ص 83 ) ( 1 ) في المصدر : يمكن العلم بذلك .
*
[ 84 ]
أين تعلمون دخول قوله في جملة أقوال الامة ؟ وهلا جاز أن يكون قوله منفردا عنهم
فلا تتيقنون ( 1 ) بالاجماع ؟ قلنا : المعصوم إذا كان من جملة علماء الامة فلا بد أن
يكون قوله موجودا في جملة أقوال العلماء ، لانه لا يجوز أن يكون ( قوله ) منفردا
مظهرا للكفر ، فإن ذلك لا يجوز عليه ، فإذا لا بد أن يكون قوله في جملة الاقوال
وإن شككنا في أنه الامام فإذا اعتبرنا أقوال الامة ووجدنا بعض العلماء يخالف فيه
فإن كنا نعرفه ونعرف مولده ومنشأه لم نعتد بقوله ، لعلمنا أنه ليس بإمام ، وإن
شككنا في نسبه لم يكن المسألة إجماعيا ، فعلى هذا أقوال العلماء من الامة اعتبرناها
فلم نجد فيهم قائلا بهذا المذهب هو مذهب الكيسانية أو الواقفية ، وإن
وجدنا فرضا واحدا أو اثنين فإنا نعلم منشأه ومولده ، فلا يعتد بقوله ، واعتبرنا
أقوال الباقين الذين نقطع على كون المعصوم فيهم ، فسقطت هذه الشبهة على هذا
التحرير وبان وهنها ( 2 ) .
14 - يج : عن دعبل الخزاعي قال : حدثنا الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام
قال : كنت عند ( أبي ) الباقر عليه السلام إذ دخل عليه جماعة من الشيعة وفيهم جابر بن
يزيد ، فقالوا : هل رضي أبوك علي ( 3 ) بإمامة الاول والثاني ؟ قال : اللهم لا ،
قالوا : فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية إذا لم يرض بإمامتهم ؟ فقال الباقر عليه السلام
امض يا جابر بن يزيد إلى منزل جابر بن عبدالله الانصاري فقل له : إن محمد بن
علي يدعوك ، قال جابر بن يزيد ، فأتيت منزله وطرقت عليه الباب ، فناداني جابر
ابن عبدالله الانصاري من داخل الدار : اصبر يا جابر بن يزيد ، فقلت في نفسي :
أين ( 4 ) علم جابر الانصاري أني جابر بن يزيد ولا يعرف الدلائل إلا الائمة من آل
محمد عليهم السلام ؟ والله لاسألنه إذا خرج إلي ، فلما خرج قلت له : من أين علمت أني
*
_________________________________________________________
ص 84 ) ( 1 ) في المصدر و ( م ) و ( خ ) : فلا تثقون .
( 2 ) الغيبة للشيخ الطوسى : 17 - 20 .
( 3 ) في المصدر : على بن ابى طالب .
( 4 ) " : قال جابر بن يزيد قلت في نفسى من أين اه .
*
[ 85 ]
جابر ( 1 ) وأنا على الباب وأنت داخل الدار ؟ قال : خبرني ( 2 ) مولاي الباقر عليه السلام
البارحة أنك تسأله ( 3 ) عن الحنفية في هذا اليوم ، وأنا أبعثه إليك يا جابر بكرة
غدو أدعوك ، فقلت : صدقت ، قال : سربنا ، فسرنا جميعا حتى أتينا المسجد ، فلما
بصر مولاي الباقر عليه السلام بنا ونظر إلينا قال للجماعة : قوموا إلى الشيخ فاسألوه
حتى ينبئكم بما سمع ورأى ، فقالوا : ياجابر هل راض إمامك علي بن أبي طالب
عليه السلام بإمامة من تقدم ؟ قال : اللهم لا ، قالوا : فلم نكح من سبيهم ( 4 ) إذ لم يرض
بإمامتهم ؟ قال جابر : آه آه لقد ظننت أني أموت ولا اسأل عن هذا ، إذ سألتموني ( 5 )
فاسمعوا وعوا ، حضرت السبي وقد ادخلت الحنفية فيمن ادخل ، فلما نظرت
إلى جميع الناس عدلت إلى تربة رسول الله صلى الله عليه واله فرنت وزفرت زفرة وأعلنت
بالبكاء والنحيب ثم نادت : السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه واله وعلى أهل بيتك من بعدك
هؤلاء امتك سبينا ( 6 ) سبي النوب ( 7 ) والديلم ، والله ما كان لنا إليهم من ذنب إلا الميل إلى
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 85 سطر 12 الى ص 93 سطر 12
أهل بيتك ، فجعلت ( 8 ) الحسنة سيئة والسيئة حسنة فسبينا ، ثم انعطفت ( 9 ) إلى
الناس وقالت : لم سبيتمونا وقد أفررنا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله
قالوا ( 10 ) : منعتمونا الزكاة ، قالت : هب الرجال منعوكم فما بال النسوان ؟ فسكت
المتكلم كأنما القم حجرا ، ثم ذهب إليها طلحة وخالد يرميان في التزويج إليها
*
_________________________________________________________
ص 85 ) ( 1 ) في المصدر : جابر بن يزيد .
( 2 ) " : أخبرنى .
( 3 ) " : تسأل .
( 4 ) " : فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية اه .
( 5 ) " : فالان إذ سألتمونى .
( 6 ) " : سبتنا .
( 7 ) النوب - بالضم - : جيل من السودان .
( 8 ) في المصدر : فحولت .
( 9 ) " : التفتت .
( 10 ) " : قال أبوبكر .
*
[ 86 ]
ثوبين ( 1 ) فقالت : لست بعريانة فتكسوني ( 2 ) ، قيل : إنهما يريدان أن يتزايدا
عليك فأيهما زاد على صاحبه أخذك من السبي ، قالت : هيهات والله لا يكون ذلك
أبدا ، ولا يملكني ولا يكون لي ببعل إلا من يخبرني بالكلام الذي قلته ساعة خرجت
من بطن امي فسكت الناس ينظر ( 3 ) بعضهم إلى بعض ، وورد عليهم من ذلك الكلام
ما أبهر عقولهم وأخرس ألسنتهم ، وبقي القوم في دهشة من أمرها ، فقال أبوبكر :
ما لكم ينظر بعضكم إلى بعض ؟ قال الزبير : لقولها الذي سمعت ، قال أبوبكر : ما هذا
الامر ( 4 ) الذي أحصر أفهامكم إنها جارية من سادات قومها ولم يكن ( 5 ) لها عادة
بما لقيت ورأت ، فلا شك أنها داخلها الفزع وتقول ما لا تحصيل له ، فقالت : رميت
بكلامك غير مرمي ، والله ما داخلني فزع ولا جزع ، ووالله ما قلت إلا حقا ولا نطقت
إلا فصلا ، ولا بد أن يكون كذلك وحق صاحب هذا البنية ما كذبت ، ثم سكتت
وأخذ طلحة وخالد ثوبيهما وهي قد جلست ناحية من القوم ، فدخل علي بن أبي طالب
عليه السلام فذكروا له حالها ، فقال عليه السلام : هي صادقة فيما قالت ، وكان حالتها ( 6 ) وقصتها
كيت وكيت في حال ولادتها ، وقال : إن كل ما تكلمت به في حال خروجها من
بطن امها هو كذا وكذا ، وكل ذلك مكتوب على لوح معها ، فرمت باللوح إليهم
لما سمعت كلامه عليه السلام ، فقرؤوها ( 7 ) على ما حكى علي بن أبي طالب عليه السلام لا
يزيد حرفا ولا ينقص ، فقال أبوبكر : خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيها .
فوثب سلمان فقال : والله ما لاحد ههنا منة على أميرالمؤمنين ، بل لله المنة
ولرسوله ولاميرالمؤمنين ، والله ما أخذها إلا بمعجزة الباهرة وعلمه القاهر وفضله
*
_________________________________________________________
ص 86 ) ( 1 ) في المصدر : ورميا عليها ثوبيهما .
( 2 ) " : فتكسوننى .
( 3 ) " : ونظر .
( 4 ) " : الكلام .
( 5 ) " : ولم تكن .
( 6 ) " : من حالتها .
( 7 ) " : فقرؤوا ذلك .
*
[ 87 ]
الذي يعجز عنه كل ذي فضل ( 1 ) ، ثم قال المقداد : ما بال أقوام قد أوضح الله لهم
الطريق للهداية فتركوه وأخذوا طريق العمى ؟ ومامن قوم إلا وتبين لهم فيه دلائل
أميرالمؤمنين ، وقال أبوذر : واعجبا لمن يعاند الحق وما من وقت إلا وينظر إلى
بيانه ، أيها الناس قد تبين لكم ( 2 ) فضل أهل الفضل ، ثم قال : يا فلان أتمن على أهل
الحق بحقهم ( 3 ) وهم بما يديك أحق وأولى ؟ وقال عمار : اناشدكم بالله أما
سلمنا على أميرالمؤمنين هذا علي بن أبي طالب عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه واله بإمرة
المؤمنين ؟ فزجره عمر عن الكلام ، فقام أبوبكر ، فبعث علي عليه السلام خولة إلى بيت
أسماء بنت عميس ، قال لها : خذي هذه المرأة وأكرمي مثواها ، فلم تزل خولة عند
أسماء بنت عميس إلى أن قدم أخوها فتزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام ، فكان الدليل
على علم أميرالمومنين عليه السلام وفساد ما يورده القوم من سبيهم ( 4 ) وإنه عليه السلام تزوجها
نكاحا ، فقالت الجماعة : ياجابر أنقذك الله من حرالنار كما أنقذتنا من حرارة
الشك ( 5 ) .
15 - يج : روي عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : جمع أميرالمؤمنين
عليه السلام بنيه وهم اثنا عشر ذكرا فقال لهم : إن الله أحب أن يجعل في سنة من
يعقوب ، إذ جمع بنيه وهم اثنا عشر ذكرا فقال لهم : إني اوصي إلى يوسف فاسمعوا
له وأطيعوا ، وأنا اوصي إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا ، فقال له
عبدالله ابنه : دون محمد بن علي ؟ - يعني محمد بن الحنفية - فقال له : أجرأة علي في حياتي ؟
كأني بك قد وجدت مذبوحا في فسطاطك لا يدرى من قتلك ، فلما كان في زمان
المختار أتاه فقال : لست هناك ، فغضب فذهب إلى مصعب بن الزبير و هو بالبصرة ،
فقال : ولني قتال أهل الكوفة ، فكان على مقدمة مصعب ، فالتقوا بحروراء ، فلما
*
_________________________________________________________
ص 87 ) ( 1 ) في المصدر : فضل كل ذى فضل .
( 2 ) " : ان الله قد بين لكم .
( 3 ) " : بحقوقهم .
( 4 ) كذا في النسخ .
وفى المصدر : من شبههم .
( 5 ) الخرائج والجرائح : 90 - 92 .
*
[ 88 ]
حجز الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحا في فسطاطه لا يدرى من قتله ( 1 ) .
بيان : أتاه أي أتى عبدالله المختار ليبايع المختار له بالامامة ، فقال المختار له :
لست هناك أي لا نستحق الامامة .
16 - يج : الصفار ، عن أبي بصير ، عن جذعان بن نصر ، عن محمد بن مسعدة
عن محمد بن حمويه بن إسماعيل ، عن أبي عبدالله الربيبي ( 2 ) ، عن عمر بن اذينة قال :
قيل لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يحتجون علينا ويقولون : إن أميرالمؤمنين
عليه السلام زوج فلانا ابنته ام كلثوم ، وكان متكئا فجلس وقال : أيقولون ذلك ؟ إن
قوما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل ، سبحان الله ما كان يقدر أميرالمؤمنين
عليه السلام أن يحول بينه وبينها فينقذها ؟ ! كذبوا ولم يكن ما قالوا ، إن فلانا خطب
إلى علي عليه السلام بنته ام كلثوم فأبى علي عليه السلام ، فقال للعباس : والله لئن لم تزوجني
لانتزعن منك السقاية وزمزم ، فأتى العباس عليا فكلمه ، فأبى عليه ، فألح
العباس ، فلما رأى أميرالمؤمنين عليه السلام مشقة كلام الرجل على العباس وأنه سيفعل
بالسقاية ما قال أرسل أميرالمؤمنين عليه السلام إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال
لها سحيفة ( 3 ) بنت جريرية ، فأمرها فتمثلت في مثال ام كلثوم وحجبت الابصار
عن ام كلثوم وبعث بهاإلى الرجل ، فلم تزل عنده حتى أنه استراب ( 4 ) بها يوما
فقال : ما في الارض أهل بيت أسحر من بني هاشم ، ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل
وحوت الميراث وانصرفت إلى نجران ، وأظهر أميرالمؤمنين عليه السلام ام كلثوم ( 5 ) .
17 - سر : عن أبان بن تغلب ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي
عبدالله عليه السلام أن أباه حدثه أن علي بن الحسين عليهما السلام أتى محمد بن علي الاكبر قال :
*
_________________________________________________________
ص 88 ) ( 1 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 2 ) في ( خ ) : الزبيبى .
( 3 ) في ( خ ) و ( م ) : سحيقة .
( 4 ) أى وقع في الريبة .
( 5 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
*
[ 89 ]
إن هذا الكذاب أراه يكذب على الله وعلى رسوله وعلينا أهل البيت ، وذكر أنه
يأتيه جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ، فقال له محمد بن علي : يا ابن أخي أتاك بهذا من يصدق ؟
قال : نعم ، قال : اذهب فارو عني لا أقول هذا وإني أبرأ ممن قال به ( 1 ) فلما انصرف
من عنده دخل عليه عبدالله بن محمد وامرأته وسريته ، فقالوا له : إنما أتاك علي بن
الحسين بهذا أنه حسدك لما يبعث به إليك ، فأرسل إليه محمد بن علي لا ترو علي شيئا
فإنك إن رويت عني ( 2 ) شيئا قلت : لم أقله ( 3 ) .
بيان : المراد بالكذاب المختار قوله : " وذكر أنه " أي ذكر المختار للناس
أن محمد بن الحنفية يأتيه جبرئيل وميكائيل ، فلما خرج عليه السلام دخل على ابن الحنفية
ابنه وامرأته وسريته ليصرفوه عن رد المختار وتكذيبه ، لئلا ينقطع عنهم ما يأتيهم
من قبله من الاموال ، فلم يقبل منهم ، وبعث إلى المختار لا ترو عني الاكاذيب بعد
ذلك فإنك إن رويت عني قلت للناس : أني لم أقله وإنه كاذب ، هذا تأويل
للكلام يناسب حال محمد بن الحنفية ، وإلا فظاهر الكلام أنه قبل منه ذلك وبعث
إلى علي بن الحسين عليهما السلام أن لا تقل ما أمرتك بروايته عني من تكذيب المختار و
براءتي منه ، وإلا فأنا اكذبك في ذلك عند الناس .
18 - شا : أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام سبعة وعشرون ولدا ذكر اوانثى : الحسن
والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بام كلثوم ، امهم فاطمة البتول
سيدة نساء العالمين بنت سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد النبي صلى الله عليه واله ، ومحمد المكنى
بأبي القاسم امه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية : وعمر ورقية كانا توأمين ( و )
امهما ام حبيب بنت ربيعة ، والعباس وجعفر وعثمان وعبدالله ( 4 ) الشهداء مع أخيهم
الحسين عليهم السلام بطف كربلاء امهم ام البنين بنت حزام بن خالد بن دارم ، ومحمد
*
_________________________________________________________
ص 89 ) ( 1 ) في المصدر : ممن قاله .
( 2 ) في المصدر : على .
( 3 ) مستطرفات السرائر ما أورده ابان بن تغلب عن الصادقين عليهما السلام .
( 4 ) في المصدر : وعبيدالله .
*
[ 90 ]
الاصغر المكنى بأبي بكر وعبدالله ( 1 ) الشهيدان مع أخيهما الحسين بن علي عليهما السلام
بالطف امهما ليلى بنت مسعود الدارمية ، ويحيى امه أسماء بنت عميس الخثعمية
رضي الله عنها ، وام الحسن ورملة امهما ام سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي ،
ونفيسة وزينب الصغرى ورقية الصغرى وام هانئ وام الكرام وجمانة المكناة
ام جعفر وأمامة وام سلمة وميمونة وخديجة وفاطمة رحمة الله عليهن لامهات
شتى ، وفي الشيعة من يذكر أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبي صلى الله عليه واله
ذكرا كان سماه رسول الله صلى الله عليه واله وهو حمل محسنا ، فعلى قول هذه الطائفة أولاد
أميرالمؤمنين عليه السلام ثمانية وعشرون ولدا ، والله أعلم ( 2 ) .
أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : أما الحسن والحسين و
ام كلثوم الكبرى وزينب الكبرى ( 3 ) فامهم فاطمة بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله
وأما محمد فامه خولة بنت أياس بن جعفر من بني حنيفة ( 4 ) وأما أبوبكر وعبدالله
فامهما ليلى بنت مسعود النهشلية من تميم ، وأما عمر ورقية فامهما سبية ( 5 ) من
بني تغلب يقال لها : الصهباء ، سبيت في خلافة أبي بكر وإمارة خالد بن الوليد
بعين التمر ، وأما يحيى وعون فامهما أسماء بنت عميس الخثعمية ، وأما جعفر و
العباس وعبدالله وعبدالرحمن فامهم ام البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن
الوحيد من بني كلاب ، وأما رملة وام الحسن فامهما ام سعيد بنت عروة بن
مسعود الثقفي ، وأما ام كلثوم الصغرى وزينب الصغرى وجمانة وميمونة وخديجة
وفاطمة وام الكرام ونفيسة وام سلمة وام أبيها وأمامة بنت علي عليه السلام فهن
*
_________________________________________________________
ص 90 ) ( 1 ) في ( ت ) : وعبيدالله .
( 2 ) الارشاد للمفيد : 167 و 168 .
( 3 ) في المصدر : وزينب الكبرى وام كلثوم الكبرى .
( 4 ) " : من بنى حنفية .
( 5 ) " : مسبية .
*