[ 71 ]
26 - كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن محمد بن إسماعيل
عن أبي الصباح ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان علي عليه السلام يحلي ولده ونساءه
بالذهب والفضة ( 1 ) .
1 - كا : علي ، عن أبيه أو قال : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن
فضال ، عن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوصى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال :
إن أبا نيزر ورباحا وجبيرا عتقوا على أن يعملوا في المال خمس سنين ( 2 ) .
2 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ،
عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن عطية الحذاء قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
قسم النبي صلى الله عليه واله الفئ ، فأصاب علي عليه السلام أرضا ( 3 ) فاحتفر فيها عينا فخرج ماء
ينبع في السماء كهيئة عنق البعير ، فسماها ينبع ، فجاء البشير يبشر فقال عليه السلام :
بشر الوارث هي صدقة بتة بتلا في حجيج بيت الله وعابر ( 4 ) سبيل الله ، لا تباع ولا
توهب ولا تورث ، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا
يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ( 5 ) .
3 - كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، ومحمد بن إسماعيل ، عن
الفضل ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : بعث إلي
*
_________________________________________________________
ص 71 ) ( 1 ) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : 475 .
( 2 ) " " " " " " : 179 .
( 3 ) في المصدر : فاصاب عليا ارضا .
( 4 ) في المصدر : وعابرى .
( 5 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 54 و 55 .
وقد اوردها بعينها في
باب سخائه عليه السلام راجع ج 41 ص 39 و 40 .
*
[ 72 ]
أبوالحسن عليه السللام بوصية أميرالمؤمنين عليه السلام وهي :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبدالله علي ابتغاء
وجه الله ، ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النار ويصرف النار عني يوم تبيض
وجوه وتسود وجوه ، إن ما كان لي من ينبع ( 1 ) مال يعرف لي فيها وما حولها
صدقة ورقيقها ، غير أن رباحا وأبا نيزر وجبيرا عتقاء ليس لاحد فيهم سبيل ، فهم
موالي يعملون في المال خمس حجج وفيه نفقتهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم ، ومع
ذلك ما كان لي بوادي القرى من مال بني فاطمة ( 2 ) ورقيقها صدقة ، وما كان لي بديمة
وأهلها صدقة ، غير أن زريقا له مثل ما كتبت لاصحابه ، وما كان لي بادينه وأهلها
والعفرتين ( 3 ) كما قد علمتم صدقة في سبيل الله ، وإن الذي كتبت من أموالي
هذه صدقة واجبة بتلة حيا أنا أو ميتا ، ينفق في كل نفقة يبتغي بها وجه الله في
سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد ، فإنه
يقوم على ذلك الحسن بن علي ، يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يراه الله عزوجل
في حل محلل لا حرج عليه فيه ، فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين
فليفعل إن شاء ، لا حرج عليه فيه ، وإن شاء جعله سرى الملك ، وإن ولد علي
ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن علي ، وإن كانت دار الحسن بن علي غير دار
الصدقة فبدا له أن يبيعها فليبع إن شاء لا حرج عليه فيه ، وإن باع فإنه يقسم ثمنها
ثلاثة أثلاث فيجعل ثلثها ( 4 ) في سبيل الله ، ويجعل ثلثا في بني هاشم وبني المطلب
ويجعل الثلث في آل أبي طالب ، وإنه يضعه فيهم حيث يراه الله ، وإن حدث بحسن
*
_________________________________________________________
ص 72 ) ( 1 ) في المصدر : من مال ينبع .
( 2 ) في المصدر : بوادى القرى كله من مال لبنى فاطمة .
( 3 ) كذا في النسخ وفى المصدر : وما كان لى باذينة وأهلها صدقة ، والفقيرين اه .
قال
في المراصد ( 3 : 1039 ) : الفقير الحفيرة للنخلة تغرس فيها ، وهو ركى بعينه .
وفقير - بالتصغير
موضع قرب خيبر .
( 4 ) في المصدر : ثلثا .
*
[ 73 ]
حدث وحسين حي فإنه إلى حسين بن علي ، وإن حسينا يفعل فيه مثل الذي
أمرت به حسنا ، له مثل الذي كتبت للحسن وعليه مثل الذي على حسن ، وإن
( الذي ) لبني ابني فاطمة ( 1 ) من صدقة علي مثل الذي لبني علي ، وإني إنما
جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه الله عزوجل وتكريم حرمة رسول الله
صلى الله عليه واله وتعظيمها وتشريفها ( 2 ) ورضاهما ، وإن حدث بحسن وحسين حدث فإن الآخر
منهما ينظر في بني علي ، فإن وجد فيهم من يرضى بهديه ( 3 ) وإسلامه وأمانته فإنه
يجعل إليه إن شاء ، فإن لم ير فيهم بعض الذي يريده فإنه يجعله إلى رجل من آل
أبي طالب يرضى به ، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذوو آرائهم فإنه
يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم ، وإنه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك
المال على اصوله وينفق ثمره حيث أمرته به من سبيل الله ووجهه وذوي الرحم
من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد ، لا يباع منه شئ ولا يوهب ولا يورث
وإن مال محمد بن علي على ناحيته وهو إلى ابني فاطمة ، وإن رقيقي الذين في
صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء .
هذا ما قضى به علي بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن
ابتغاء وجه الله والدار الآخرة والله المستعان على كل حال ، ولا يحل لامرئ مسلم
يؤمن بالله واليوم الآخر أن يغير شيئا مما أوصيت به في مالي ( 4 ) ولا يخالف فيه
أمري من قريب ولا بعيد .
أما بعد فإن ولائدي اللاتي أطوف عليهن السبعة عشر منهن امهات أولاد
معهن أولادهن ، ومنهن حبالى ومنهن من لا ولد له ، فقضائي فيهن إن حدث بي
*
_________________________________________________________
ص 73 ) ( 1 ) في المصدر : لبنى فاطمة .
( 2 ) " : وتعظيمهما وتشريفهما .
( 3 ) الهدى : الطريقة والسيرة .
وفي المصدر و ( م ) و ( خ ) : بهداه .
( 4 ) كذا في ( ك ) وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : أن يقول في شئ قضيته من مالى
ولا يخالف اه .
*
[ 74 ]
حدث أن من كانت ( 1 ) منهن ليس لها ولد وليست بحبلى فهي عتيق لوجه الله عز
وجل ، ليس لاحد عليهن سبيل ، ومن كانت منهن لها ولد أو حبلى فتمسك على
ولدها وهي من حظه ، فإن مات ولدها وهي حية فهي عتيق ، ليس لاحد عليها
سبيل ، هذا ما قضى به علي في ماله ، الغد من يوم قدم مسكن ، شهد أبوسمر بن
أبرهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبي هياج ، وكتب علي
بن أبي طالب عليه السلام بيده لعشر خلون من جمادى الاولى سنة سبع وثلاثين .
وكانت الوصية
الآخرى مع الاولى ( 2 ) .
1 - د : كان له عليه السلام سبعة وعشرون ذكرا وانثى : الحسن والحسين و
زينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بام كلثوم من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله
وأبوالقاسم محمد امه خولة بنت جعفر بن الحنفية ، وعمر ورقية كانا توأمين امهما
الصهباء ويقال : ام حبيب التغلبية ، والعباس وجعفر وعثمان وعبدالله الشهداء
بكربلاء امهم ام البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابية ، وله من أسماء بنت
عميس الخثعمية يحيى وعون ، وكان له من ليلى ابنة مسعود الدارمية محمد الاصغر
المكنى أبابكر وعبيدالله ، وكان له خديجة وام هانئ وميمونة وفاطمة لام ولد
وكان له من ام شعيب الدارمية - وقيل ام مسعود المخزومية - ام الحسن ورملة .
*
_________________________________________________________
ص 74 ) ( 1 ) في المصدر : انه من كان .
( 2 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 49 - 51 : وقد أوردها المصنف
بعينها في باب سخائه عليه السلام مع بيان في ذيلها : راجع ج 41 ص 40 - 42 .
*
[ 75 ]
وأعقب لاميرالمؤمنين عليه السلام من البنين خمسة : الحسن والحسين عليهما السلام ومحمد
والعباس وعمر رضي الله عنهم ( 1 ) .
2 - من كتاب تذكرة الخواص لابن الجوزي : النسل من ولد مولانا أمير
المؤمنين عليه السلام لخمسة : الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعمر الاكبر والعباس
وأما عمر الاكبر فعاش خمسا وثمانين سنة حتى حاز نصف ميراث أميرالمؤمنين ، و
روى الحديث ، وكان فاضلا ، وتزوج أسماء بنت عقيل بن أبي طالب عليه السلام فأولدها
محمد ( ا ) وام موسى وام حبيب ، وأما العباس فأول من استشهد مع الحسين عليه السلام ،
قال الزبير بن بكار : كان للعباس ولد اسمه عبيدالله ، كان من العلماء ، فمن ولده
عبيدالله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيدالله بن عباس بن أميرالمؤمنين عليه السلام
وكان عالما فاضلا جوادا ، طاف الدنيا وجمع كتبا تسمى الجعفرية ، فيها فقه أهل
البيت عليهم السلام ، قدم بغداد فأقام بها وحدث ، ثم سافر إلى مصر فتوفي بها سنة اثني
عشر وثلاثمائة ، ومن نسل العباس بن أميرالمؤمنين العباس بن الحسن بن عبيدالله
بن العباس ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ، فقال : قدم إليها في أيام الرشيد و
صحبه ، وكان يكرمه ، ثم صحب المأمون بعده ، وكان فاضلا شاعرا فصيحا ، وتزعم
العلوية أنه أشعر ولد أبي طالب ( 2 ) .
3 - ع : المفسر ، عن علي بن محمد بن سنان ، عن محمد بن يزيد المنقري ، عن
سفيان بن عيينة قال : قيل للزهري : من أزهد الناس في الدنيا ؟ قال : علي بن
الحسين عليهما السلام حيث كان ، وقد قيل له - فيما بينه وبين محمد بن الحنفية من المنازعة
في صدقات علي بن أبي طالب عليه السلام - : لو ركبت إلى الوليد بن عبدالملك ركبة
لكشف عنك من غرر ( 3 ) شره وميله عليك بمحمد ، فإن بينه وبينه خلة ، قال :
*
_________________________________________________________
ص 75 ) ( 1 ) كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية من مولفات الشيخ رضى الدين على بن سديد
الدين يوسف بن على بن مطهر الحلى مخطوط لم نظفر بنسخته قال المصنف في الفصل الثانى من
مقدمه الكتاب وقد اتفق لنا منه نصفه .
( 2 ) وجدناها ص 32 من طبعته الحجرية مع تقديم وتأخير واختلاف كثير والكتاب كما عرفت
إنما هو للشيخ جمال الدين يوسف ابن أبى الفرج عبدالرحمن بن الجوزى .
( 3 ) الغرر : التعريض للهلاك .
*
[ 76 ]
وكان هو بمكة والوليد بها - فقال : ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله عزوجل ؟
إني أنف إذ أسأل الدنيا خالقها ( 1 ) فكيف أسأل مخلوقا مثلي ؟ وقال الزهري : لا
جرم إن الله عزوجل ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له على محمد بن الحنفية ( 2 ) .
4 - جا ، ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن علي بن عبدالرحيم السجستاني
عن أبيه ، عن الحسين بن إبراهيم ، عن عبدالله بن عاصم ، عن محمد بن بشر قال : لما
سير ابن الزبير ابن عباس إلى الطائف كتب إليه محمد بن الحنفية : أما بعد فقد بلغني
أن ابن الجاهلية سيرك إلى الطائف ، فرفع الله - عزوجل اسمه - بذلك لك ذكرا
وعظم ( 3 ) لك أجرا وحط به عنك وزرا ، يا ابن عم إنما يبتلى الصالحون وإنما
تهدى ( 4 ) الكرامة للابرار ، ولو لم توجر إلا فيما تحب إذا قل أجرك ، قال الله
تعالى : " وعسى أن تكرهوا شيئاو هو خير لكم " ( 5 ) وهذا مالست أشك أنه خير
لك عند بارئك ، عزم الله لك على الصبر في البلوى ( 6 ) والشكر في النعماء إنه على
كل شئ قدير .
فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس أجاب عنه وقال : أما بعد فقد أتاني كتابك
تعزيني فيه على تسييري ، وتسأل ربك جل اسمه أن يرفع لي به ذكرا ، وهو تعالى
قادر على تضعيف الاجر والعائدة بالفضل والزيادة من الاحسان ، أما احب أن
الذي ركب مني ابن الزبير كان ركبه مني أعداء خلق الله لي احتسابا وذلك في
حسناتي ولما أرجوا أن أنال به رضوان ربي ، يا أخي ! الدنيا قد ولت وإن الآخرة
قد أظلت ، فاعمل صالحا جعلنا الله وإياك ممن يخافه بالغيب ويعمل لرضوانه في السر
والعلانية إنه على كل شئ قدير ( 7 ) .
*
_________________________________________________________
ص 76 ) ( 1 ) أى انى اكره السؤال من الله تعالى في النعم الفانية الدنياوية وهو خالقها اه .
( 2 ) علل الشرايع : 87 و 88 .
( 3 ) في امالى الطوسى : وأعظم .
( 4 ) " " : تهتدى .
( 5 ) سورة البقرة : 216 .
( 6 ) في امالى المفيد : عظم الله لك الصبر على البلوى .
( 7 ) امالى المفيد : 205 و 206 .
امالى الطوسى : 74 و 75 .
*
[ 77 ]
( 5 ) ير : محمد بن الحسين ، عن نضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد ، عن الثمالي
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : أتى محمد بن الحنفية الحسين بن علي عليهما السلام فقال :
أعطني ميراثي من أبي ، فقال له الحسين عليه السلام : ما ترك أبوك إلا سبع مائة درهم
فضلت من عطاياه ، قال : فإن الناس يزعمون فيأتون فيسألوني فلا أجد بدا من أن
اجيبهم ، قال : فأعطني من علم أبي ، فقال : ( 1 ) فدعا الحسين عليه السلام قال : فذهب
فجاء بصحيفة تكون أقل من شبر أو أكبر من أربع أصابع ، قال : فملات شجرة
ونحوه علما ( 2 ) .
6 - خص : سعد بن عبدالله ، عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى ، عن ابن
محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما قتل
الحسين بن علي عليهما السلام أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين عليهما السلام فخلا به ثم
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 77 سطر 11 الى ص 85 سطر 11
قال : يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه واله كانت الوصية منه والامامة من بعده
إلى علي بن أبي طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين عليهم السلام وقد قتل أبوك
ولم يوص ، وأنا عمك وصنو أبيك ، وولادتي من علي عليه السلام في سني وقد متى و
أنا أحق بها منك في حداثتك ، لا تنازعني في الوصية والامامة ولا تجانبني ، فقال
له علي بن الحسين عليهما السلام : ياعم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق ، إني أعظك
أن تكون من الجاهلين ، إن أبي عليه السلام يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه
إلى العراق ، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله
صلى الله عليه واله عندي ، فلا تتعرض لهذا ، فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال ،
إن الله تبارك وتعالى لما صنع الحسن مع معاوية ( 3 ) أبى أن يجعل الوصية والامامة
إلا في عقب الحسين عليه السلام فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الاسود حتى
نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك ، قال أبوجعفر عليه السلام : وكان الكلام بينهما بمكة ،
*
_________________________________________________________
ص 77 ) ( 1 ) في المصدر : قال .
( 2 ) بصائر الدرجات : 42 و 43 .
( 3 ) في المصدر بعد ذلك : ما صنع .
*
[ 78 ]
فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام لمحمد بن علي : آته يا عم
وابتهل إلى الله تعالى أن ينطق لك الحجر ، ثم سله عما ادعيت ، فابتهل في الدعاء
وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام : أما إنك يا عم
لو كنت وصيا وإماما لاجابك ، فقال له محمد : فادع أنت يا ابن أخي فاسأله ، فدعا
الله علي بن الحسين عليهما السلام بما أراده ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الانبياء
والاوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا : من الامام والوصي بعد الحسين عليه السلام ؟
فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين
فقال : اللهم إن الوصية والامامة بعد الحسين بن علي عليهما السلام إلى علي بن الحسين
بن علي ، ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله فانصرف محمد بن علي ، ابن الحنفية وهو
يقول : ( 1 ) علي بن الحسين ( 2 ) .
7 - أقول : ذكر الصدوق في كتاب إكمال الدين في بيان خطاء الكيسانية
أن السيد بن محمد الحميري رضي الله عنه اعتقد ذلك وقال فيه :
ألا إن الائمة من قريش * ولاة الامر أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه * هم أسباطنا والاوصياء
فسبط سبط إيمان وبر * وسبط قد حوته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الجيش يقدمه اللواء
يغيب فلا يرى عنا زمانا * برضوى عنده عسل وماء
وقال فيه السيد أيضا :
أيا شعيب رضوى ما لمن بك لا يرى * فحتى متى تخفى وأنت قريب ؟
فلو غاب عنا عمر نوح لايقنت * منا النفوس بأنه سيؤوب
وقال فيه السيد أيضا :
ألا حي المقيم بشعب رضوى * وأهد له بمنزله سلاما
*
_________________________________________________________
ص 78 ) ( 1 ) أى يقول : الامام على بن الحسين .
وفي المصدر : وهو يتولى .
( 2 ) مختصر البصائر : 14 و 15 .
*
[ 79 ]
وقل : يا ابن الوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك منا ( 1 ) * وسموك الخليفة والاماما
فما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له أرض عظاما
فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن علي ابن الحنفية حتى
لقي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، ورأى منه علامات الامامة ، وشاهد منه دلالات
الوصية ، فسأله عن الغيبة وذكر له أنها حق وأنها ( 2 ) تقع بالثاني عشر من الائمة
عليهم السلام وأخبره بموت محمد بن علي ، ابن الحنفية ، وأن أباه شاهد دفنه ، فرجع السيد
عن مقالته واستغفر من اعتقاده ، ورجع إلى الحق عند اتضاحه ، ودان بالامامة ( 3 ) .
8 - حدثنا ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان : عن محمد بن
إسماعيل بن روح ( 4 ) عن حيان السراج قال : سمعت السيد بن محمد الحميري يقول :
كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ابن الحنفية رضي الله عنه ، قد ضللت في
ذلك زمانا ، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وأنقذني به من النار ، وهداني
إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله
علي وعلى جميع أهل زمانه وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به
فقلت له : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها
فأخبرني بمن يقع ( 5 ) ؟ فقال : عليه السلام : ستقع ( 6 ) بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر
من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه واله أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و
آخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبة ما
بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما
*
_________________________________________________________
ص 79 ) ( 1 ) في المصدر : فمر بمعشر .
( 2 ) في المصدر : فذكر له انها حق ولكنها .
( 3 ) اكمال الدين : 20 .
( 4 ) في المصدر : بزيع .
( 5 ) " : تقع .
( 6 ) " : ان الغيبة ستقع .
*
[ 80 ]
ملئت ظلما وجورا ( 1 ) ، قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن
محمد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ( 2 ) .
9 - أقول : أورد قصيدة عن السيد في ذلك ، وقد أوردنا ها في باب أحوال
مداحي الصادق عليه السلام ثم قال : وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من
الكيسانية ، ومتى صح موت محمد بن علي ابن الحنفية بطل أن تكون الغيبة التي
رويت في الاخبار واقعة به ، فمما روي في وفاة محمد بن الحنفية رضي الله عنه ما حدثنا
به محمد بن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلاء ، عن إسماعيل بن علي القزويني
عن علي بن إسماعيل ، عن حماد بن عيسى ، عن جعفر بن مختار قال : دخل حيان
السراج على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقال له : يا حيان ما يقول أصحابك في محمد
ابن الحنفية ؟ قال : يقولون : حي ( 3 ) يرزق ، فقال الصادق عليه السلام : حدثني أبي
عليه السلام أنه كان فيمن عاداه في مرضه وفيمن غمضه وأدخله حفرته وزوج نساؤه وقسم
ميراثه ، فقال : يا با عبدالله إنما مثل محمد في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم شبه أمره
للناس ، فقال الصادق عليه السلام : شبه أمره على أوليائه أو على أعدائه ؟ قال : بل على أعدائه
قال : أتزعم أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عدو عمه محمد بن الحنفية ؟ فقال : لا
ثم قال الصادق عليه السلام : يا حيان إنكم صدفتم عن آيات الله ، وقد قال الله تبارك و
تعالى : " سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ( 4 ) " .
10 - كش : الحسين بن الحسن بن بندار ، عن سعد ، عن ابن عيسى ومحمد بن
عبدالجبار ، عن ابن معروف ، عن عبدالله بن الصلت ، عن حماد بن عيسى ، قال :
وحدثني علي بن إسماعيل ويعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن
المختار القلانسي ، عن عبدالله بن مسكان قال : دخل حيان السراج ، وذكر نحوه
*
_________________________________________________________
ص 80 ) ( 1 ) في المصدر : و ( م ) و ( خ ) : جورا وظلما .
( 2 ) اكمال الدين : 20 و 21 .
( 3 ) في المصدر : انه حى .
( 4 ) اكمال الدين : 21 و 22 .
والاية في سورة الانعام : 157 .
*