[221]
ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن أصلع ، فقلت : طويلا أو قصيرا ؟ قال : هو إلى القصر
أقرب ، قلت ما كانت كنيته ؟ قال : أبوالحسن ، قلت : أين دفن ؟ قال : بالكوفة ليلا
وقد عمي قبره .
( 1 )
28 - حة : والدي ، عن محمد بن أبي غالب .
عن محمد بن معد الموسوي ، و
أخبرني عمي علي بن طاوس ، عن محمد بن معد ، عن أحمد بن أبي المظفر ، وأخبرنى
عبدالصمد بن أحمد ، عن أبي الفرج بن الجوزي ، وعبدالكريم بن علي السدي ( 2 )
وأخبرني عبدالحميد بن فخار ، عن أحمد بن علي الغزنوي ، كلهم عن عبدالله بن
أحمد بن أحمد بن الخشاب ( 3 ) ، عن محمد بن عبدالملك بن خيرون ( 4 ) ، عن الحسن
بن الحسين بن العباس ، عن أحمد بن نصر بن عبدالله بن فتح ، عن حرب بن محمد المؤدب
عن الحسن بن جمهور العمي ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن ابن
مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، وأخبرنا أحمد بن نصر ، عن صدقة بن
موسى ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن
أبي جعفر عليه السلام قالا : مضى أميرالمؤمنين عليه السلام - وهو ابن خمس وستين سنة - سنة
أربعين من الهجرة ، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه واله ولاميرالمؤمنين عليه السلام اثنا عشرة
سنة ، فكان عمره بمكة مع رسول الله صلى الله عليه واله اثنتا عشرة سنة ، وأقام ( بها ) مع رسول الله
صلى الله عليه واله ثلاث عشرة سنة ، ثم هاجر إلى المدينة فأقام بها مع رسول الله صلى الله عليه واله عشر سنين
ثم أقام بعد ماتوفي رسول الله صلى الله عليه واله ثلاثين سنة ، وكان عمره خمسا وستين سنة ، قبض
في ليلة الجمعة وقبره بالغري ، وهو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن
*
_________________________________________________________
ص 221 ) ( 1 ) فرحة الغرى : 40 .
( 2 ) في المصدر و ( خ ) : السندى .
( 3 ) في المصدر و ( م ) : عن عبدالله بن احمد بن الخشاب .
( 4 ) " و ( م ) و ( خ ) : حيزون .
*
[222]
عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ، الغرض من الحديث ( 1 ) .
29 - حة : عمي ، عن الحسن بن الدربي ، عن محمد بن علي بن شهر آشوب
عن جده ، عن الطوسي ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبدالله
ابن بكير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سمعه يقول : لما قبض أمير -
المؤمنين عليه السلام أخرجه الحسن والحسين عليهما السلام ورجلان آخران حتى إذا خرجوا
من الكوفة تركوها عن أيمانهم ، ثم أخذوا في الجبانة حتى مروا به إلى الغري
ودفنوه وسووا قبره وانصرفوا ( 2 ) .
30 - حة : عبدالرحمن بن أحمد الحربي ، عن عبدالعزيز بن الاخضر ، عن
أبي الفضل بن ناصر ، عن محمد بن علي بن ميمون ، عن محمد بن علي بن الحسين
القسري ، عن محمد بن جعفر التميمي ، عن محمد بن علي بن شاذان ، عن حسن بن
محمد بن عبد الواحد ، عن محمد بن أبي السري ، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي
قال : قال أبوبكر بن عياش : سألت أبا حصين ، وعاصم بن بهدلة والاعمش وغيرهم
فقلت : أخبركم أحد أنه ( من ) صلى على علي وشهد دفنه ؟ فقالوا لي : قد سألنا
أباك محمد بن سائب الكلبي فقال : اخرج به ليلا ، خرج به الحسن والحسين عليهما السلام
وابن الحنفية وعبدالله بن جعفر في عدة من أهل بيته ، ودفن ليلا في ذلك الظهر
ظهر الكوفة ، قال : قلت لابيك : لم فعل به ذلك ، قال : مخافة الخوارج وغيرهم ( 3 ) .
31 - د : عن أبي مخنف قال : جاء رجل من مراد إلى أميرالمؤمنين عليه السلام يصلي
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 222 سطر 19 الى ص 230 سطر 18
في المسجد ، فقال : احترس فإن اناسا من مراد يريدون قتلك ، فقال : إن مع كل
رجل ملكين يحفظانه ما لم يقدر ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، وإن الاجل
*
_________________________________________________________
ص 222 ) ( 1 ) فرحة الغرى : 41 - 43 .
( 2 ) " : 74 .
( 3 ) " : 106 و 107 .
*
[223]
جنة حصينة .
وقال الشعبي : أنشد أميرالمؤمنين عليه السلام قبل أن يستشهد بأيام :
تلكم قريش تمناني لتقتلني * فلا وربك ما فازوا ولا ظفروا
فإن بقيت فرهن ذمتي لهم * وإن عدمت فلا يبقى لها أثر
وسوف يورثهم فقدي على وجل * ذل الحياة بما خانوا وما غدروا ( 1 )
32 - يج : روي عن أبي حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن الحمق قال :
دخلت على علي عليه السلام حين ضرب ضربة بالكوفة فقلت : ليس عليك : بأس إنما هو خدش
قال لعمري إني لمفارقكم ، ثم قال : إلى السبعين بلاء - قالها ثلاثا - قلت : فهل بعد
البلاء رخاء ؟ فلم يجبني وأغمي عليه ، فبكت ام كلثوم ، فلما أفاق قال : لا تؤذيني
يا ام كلثوم ، فإنك لو ترين ما أرى ( لم تبك ) إن الملائكة من السماوات السبع
بعضهم خلف بعض والنبيون يقولون : انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت
فيه ، فقلت : يا أميرالمؤمنين إنك قلت : إلى السبعين بلاء ، فهل بعد السبعين رخاء ؟
قال : نعم وإن بعد البلاء رخاء " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال
أبوحمزة : قلت لابي جعفر عليه السلام : إن عليا قال : إلى السبعين بلاء ، وكان يقول :
بعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء ، فقال أبوجعفر عليه السلام : يا ثابت
إن الله كان قد وقت هذا الامر في السبعين ، فلما قتل الحسين عليه السلام غضب الله على
أهل الارض ، فأخره الله إلى الاربعين ومائة سنة ، فحدثنا كم فأذعتم الحديث و
كشفتم القناع قناع السر ، فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندالله " يمحوالله
ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال أبوحمزة : قد قلت لابي عبدالله عليه السلام ذلك
فقال : قد كان ذلك ( 2 ) .
33 - يج : من معجزاته صلوات الله عليه أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه واله ( 3 ) *
_________________________________________________________
ص 223 ) ( 1 ) مخطوط .
( 2 ) الخرائج والجرائح : 18 .
( 3 ) في المصدر : رأيت رسول الله في منامى .
*
[224]
وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول : يا علي لا عليك لا عليك قد قضيت ما عليك
فما مكث إلا ثلاثا حتى ضرب ( 1 ) ، وقال للحسن والحسين عليهما السلام : إذا مت فاحملاني
إلى الغري من نجف الكوفة ، واحملا آخر سريري ، فالملائكة يحملون أوله ، و
أمرهما أن يدفناه هناك ، ويعفيا قبره ، لما يعلمه من دولة بني امية بعده ، وقال :
ستريان صخرة بيضاء تلمع نورا ، فاحتفرا فوجدا ساجة مكتوبا عليها : مما ادخرها
نوح لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، فدفناه فيه وعفيا أثره ، ولم يزل قبره مخفيا حتى
دل عليه جعفر بن محمد عليهما السلام في أيام الدولة العباسية ، وقد خرج هارون الرشيد
يوما يصيد ، وأرسل الصقور والكلاب على الظباء بجانب الغريين فجادلتها ( 2 ) ساعة
ثم لجأت الظباء إلى الاكمة فرجع الكلاب والصقور عنها فسقطت في ناحية ، ثم
هبطت الظباء من الاكمة فهبطت الصقور والكلاب ترجع إليها ، فتراجعت الظباء
إلى الاكمة فانصرفت عنها الصقور والكلاب ، ففعلن ذلك ثلاثا ، فتعجب هارون
وسأل شيخا من بني أسد : ماهذه الاكمة : فقال : لي الامان ؟ قال : نعم ، قال : فيها قبر
الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فتوضأ هارون وصلى ودعا ، ثم أظهر الصادق عليه السلام
موضع قبره بتلك الاكمة ( 3 ) .
34 - شا : روى الفضل بن دكين ، عن حيان بن العباس ، عن عثمان بن
مغيرة قال : لما دخل شهر رمضان كان أميرالمؤمنين عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن
وليلة عند الحسين وليلة عند عبدالله بن العباس ، وكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل
له ليلة من تلك الليالي في ذلك ، فقال : يأتيني أمرالله وأنا خميص ، إنما هي ليلة
أو ليلتان ، فاصيب عليه السلام آخر الليل ( 4 ) .
*
_________________________________________________________
ص 224 ) ( 1 ) في المصدر بعد ذلك : ثم قال : رأيت رسول الله ايضا في منامى فشكوت اليه : ما لقيت من
بنى امية من الاود واللدد وبكيت : فقال : لا تبك : فالتفت فاذا رجلان مصفدان واذا جلاميد
ترضح بها رؤسهما اه .
وسيأتي عن الارشاد تحت الرقم 36 .
( 2 ) في المصدر : فجاولتها .
( 3 ) الخرائج والجرائح : 21 .
( 4 ) الارشاد للمفيد : 7 .
*
[225]
شا : روى إسماعيل بن زياد قال : حدثتني ام موسى خادمة علي عليه السلام
وهي حاضنة فاطمة ابنته عليها السلام قالت : سمعت عليا عليه السلام يقول لابنته ام كلثوم : يا
بنية إني أراني قل ما أصحبكم ، قالت : وكيف ذلك يا أبتاه ؟ قال : إني رأيت
رسول الله صلى الله عليه واله في منامي وهو يمسح الغبار عن وجهي ويقول : يا علي لا عليك
قضيت ( 1 ) ما عليك ، قال : فمكثنا ( 2 ) إلا ثلاثا حتى ضرب تلك الضربة ، فصاحت
ام كلثوم ، فقال : يا بنية لا تفعلي فإني أرى رسول الله صلى الله عليه واله يشير إلي بكفه
ويقول : يا علي هلم إلينا فإن ما عندنا هو خيرلك ( 3 ) .
كشف : من مناقب الخوارزمي مثله ( 4 ) .
36 - شا : روى عمار الدهني عن أبي صالح الحنفي قال : سمعت عليا عليه السلام
يقول : رأيت النبي صلى الله عليه واله في منامي فشكوت إليه ما لقيت من امته ( 5 ) من الاود و
اللدد ( 6 ) وبكيت ، فقال : لا تبك يا علي والتفت فالتفت ( 7 ) وإذا رجلان مصفدان
وإذا جلاميد ترضح ( 8 ) بها رؤوسهما ، قال أبوصالح : فغدوت إليه من الغد كما كنت
أغدو إليه كل يوم ، حتى إذا كنت في الجزارين لقيت الناس يقولون : قتل
أميرالمؤمنين ( 9 ) .
*
_________________________________________________________
ص 225 ) ( 1 ) في المصدر : قد قضيت
( 2 ) " : فما مكث .
وفي غير ( ك ) من النسخ : فما مكثا .
والفاعل في قوله " قال "
اسماعيل بن زياد .
( 3 ) الارشاد للمفيد : 7 .
كشف الغمة : 130 .
( 5 ) في المصدر : عن امته .
( 6 ) الاود : الكد والتعب اللدد : الخصومة الشديدة .
( 7 ) فالتفت والتفت .
( 8 ) المصفد : المقيد بالحديد .
الجلاميد جمع الجلمود : الصخر .
ورضح رأسه بالحجر -
بالمعجمة والمهملة كما في النسخ أو بالمعجمتين كما في المصدر - : رضه .
( 9 ) الارشاد للمفيد : 7 و 8 .
وفيه : قتل أميرالمؤمنين قتل أمير المؤمنين .
*
[226]
37 - نهج : قال عليه السلام في سحرة ( 1 ) اليوم الذي ضرب فيه : ملكتني عيني و
أنا جالس فسنح لي ( 2 ) رسول الله صلى الله عليه واله فقلت : يا رسول الله ماذا لقيت من امتك من
الاود واللدد ، فقال : ادع عليهم ، فقلت : أبدلني الله بهم خيرا منهم وأبدلهم بي
شرا مني .
قال الرضي رضي الله عنه : يعني بالاأود الاعوجاج ، وباللدد الخصام ،
وهذا من أفصح الكلام ( 3 ) .
38 - شا : روى عبدالله بن موسى ، عن الحسن بن دينار ، عن الحسن البصري
قال : سهر أمير المؤمنين عليه السلام في الليلة التي قتل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد
لصلاة الليل على عادته ، فقالت له ابنته ام كلثوم رحمة الله عليها : ما هذا الذي قد
أسهرك ؟ فقال : إني مقتول لوقد أصبحت ، فأتاه ابن النباح فأذنه بالصلاة ، فمشى
غير بعيد ثم رجع ، فقالت له ام كلثوم : مر جعدة فليصل بالناس ، قال : نعم مروا
جعدة فليصل ، ثم قال : لا مفر من الاجل ، فخرج إلى المسجد وإذا هو بالرجل
قد سهر ليلته كلها يرصده ، فلما برد السحر نام ، فحركه أميرالمؤمنين عليه السلام برجله
فقال له : الصلاة ! فقام إليه فضربه .
وفي حديث آخر : إن أمير المؤمنين عليه السلام قد سهر تلك الليلة ، فأكثر الخروج
والنظر إلى السماء وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها الليلة التي وعدت
فيها ، ثم عادوا ( 4 ) مضجعه ، فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول :
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لا قيك
ولا تجزع من الموت إذا حل بواديك
فلما خرج إلى صحن داره استقبلته الاوز فصحن في وجهه ، فجعلوا يطردونهن
*
_________________________________________________________
ص 226 ) ( 1 ) السحرة بالضم : السحر الاعلى من آخر الليل .
( 2 ) اى مربى كما تسنح الظباء والطير .
( 3 ) نهج البلاغة ( عبده ط مصر ) 1 : 128 .
( 4 ) في المصدر : وعدت بها ثم يعاود .
*
[227]
فقال : دعوهن فإنهن نوائح ، ثم خرج فاصيب ( 1 ) .
39 - شا : كانت إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه واله ثلاثين سنة ، منها
أربعة وعشرون سنة وأشهر ( 2 ) ممنوعا من التصرف في أحكامها مستعملا للتقية و
المداراة ، ومنها خمس سنين وستة أشهر ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين
والمارقين ومضطهدا بفتن الضالين ، كما كان رسول الله صلى الله عليه واله ثلاثة عشر سنة من
نبوته ممنوعا من أحكامها خائفا ومحبوسا وهاربا ومطرودا ، لا يتمكن من جهاد الكافرين
ولا يستطيع دفعا عن المؤمنين ، ثم هاجروا وأقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهدا للمشركين
ممتحنا بالمنافقين إلى أن قبضه الله إليه وأسكنه جنات النعيم ، وكان وفاة أميرالمؤمنين
عليه السلام قبل الفجر ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من
الهجرة قتيلا بالسيف ، قتله ابن ملجم المرادي لعنه الله في مسجد الكوفة ، وقد
خرج عليه السلام يوقظ الناس لصلاة الصبح ليلة تسع عشر من شهر رمضان ، وقد كان ارتصده
من أول الليل لذلك ، فلما مر به في المسجد وهو مستخف بأمره مماكر بإظهار
النوم في جملة النيام قام إليه ( 3 ) فضربه على ام رأسه بالسيف ، وكان مسموعا ،
فمكث يوم تسع عشر وليلة عشرين ويومها وليلة إحدى وعشرين إلى نحو الثلث
الاول من الليل ، ثم قضى نحبه عليه السلام شهيدا ، ولقي ربه تعالى مظلوما ، وقد كان
يعلم ذلك قبل أوانه ، ويخبر به الناس قبل زمانه ، وتولى غسله وتكفينه ودفنه
ابناه الحسن والحسين عليهما السلام بأمره ، وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة فدفناه
هناك ، وعفيا موضع قبره بوصية كانت منه إليهما في ذلك ، لما كان يعلمه عليه السلام من
دولة بني امية من بعده ، واعتقاد هم في عداوته ، وما ينتهون إليه من سوء النيات
فيه من قبح الفعال ( 4 ) والمقال بما تمكنوا من ذلك ، فلم يزل قبره عليه السلام مخفيا حتى
*
_________________________________________________________
ص 227 ) ( 1 ) الارشاد للمفيد : 8 .
( 2 ) في المصدر : وستة أشهر .
( 3 ) " : ثار اليه .
( 4 ) " : بسوء النيات فيه من قبيح الفعال .
*
[228]
دل عليه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الدولة العباسية ، وزاره عند وروده إلى أبي
جعفر وهو بالحيرة ، فعرفته الشيعة واستأنفوا إذ ذاك زيارته ، صلى الله عليه وعلى
ذريته الطاهرين ، وكانت سنه يوم وفاته ثلاثا وستين سنة ( 1 ) .
40 - كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن يزيد أو غيره ، عن سليمان كاتب علي
ابن يقطين ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الاشعث بن قيس شرك في
دم أميرالمؤمنين عليه السلام ، وابنته جعدة سمت الحسن عليه السلام ، ومحمد ابنه شرك في دم
الحسين عليه السلام ( 2 ) .
41 - شا : من الاخبار الواردة بسبب قتله عليه السلام وكيف جرى الامر في ذلك
ما رواه جماعة من أهل السير منهم أبومخنف وإسماعيل بن راشد أبوهاشم ( 3 ) الرفاعي
وأبوعمرو الثقفي وغيرهم أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة ، فتذاكروا الامراء
فعابوهم وعابوا أعمالهم ( 4 ) ، وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم ، فقال بعضهم
لبعض : لو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم وأرحنا منهم العباد
والبلاد وثأرنا ( 5 ) بإخواننا الشهداء بالنهروان ، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على
ذلك ، فقال عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله : أنا أكفيكم عليا ، وقال البرك بن
عبيدالله التميمي : أن أكفيكم معاوية ، وقال عمرو بن بكر التميمي ، أنا أكفيكم
عمرو بن العاص ، وتعاقدوا ( 6 ) على ذلك وتوافقوا ( 7 ) على الوفاء ، واتعدوا شهر
رمضان في ليلة تسع عشرة منه ، ثم تفرقوا ( 8 ) فأقبل ابن ملجم لعنه الله - وكان
*
_________________________________________________________
ص 228 ) ( 1 ) الارشاد للمفيد : 5 و 6 .
( 2 ) لم نظفر به في المصدر .
( 3 ) في المصدر : وأبوهاشم .
( 4 ) في المصدر : وعابوا عليهم اعمالهم
( 5 ) ثأر بالقتيل : طلب دمه .
وفى المصدر : وارحنا منهم العباد والبلاد لله وثأرنا .
( 6 ) تعاهدوا خ ل .
( 7 ) في المصدر : وتواثقوا .
( 8 ) " : ثم تفرقوا على ذلك .
*
[229]
عداده في كندة - حتى قدم الكوفة ، فلقي بها أصحابه فكتمهم أمره مخافة أن ينتشر
منه شئ ، فهو في ذلك إذ زار رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب ، فصادف
عنده قطامة بنت الاخضر التيمية ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها
بالنهروان ، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها ، فلما رآها ابن ملجم شغف بها و
اشتد إعجابه بها ، وسأل في نكاحها وخطبها ، فقالت له : ما الذي تسمي لي من
الصداق ؟ فقال لها : احتكمي ما بدالك ، فقالت له : أنا محتكمة عليك ثلاثة آلاف
درهم ووصيفا وخادما وقتل علي بن أبي طالب ، فقال لها : لك جميع ما سألت ،
فأما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام فأنى لي بذلك ؟ فقالت : تلتمس غرته ، فإن
أنت قتلته شفيت نفسي وهنأك العيش معي ، وإن أنت قتلت فما عندالله خير لك من
الدنيا ، فقال : أما والله ما أقدمني هذا المصر - وقد كنت هاربا منه لا آمن مع
أهله ( 1 ) - إلا ما سألتني من قتل علي بن أبي طالب ، فلك ما سألت ، قالت : فأنا
طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك ويقويك ، ثم بعثت إلى وردان بن مجالد من
تيم الرباب فخبرته الخبر ، وسألته معونة ابن ملجم لعنه الله ، فتحمل ذلك لها ، و
خرج ابن ملجم فأتى رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة ، فقال ( 2 ) : يا شبيب
هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟ قال : تساعدني على قتل علي
بن أبي طالب ، وكان شبيب على رأي الخوارج ، فقال له : يا ابن ملجم هبلتك
الهبول لقد جئت شيئا إدا ، وكيف تقدر على ذلك ؟ فقال له ابن ملجم : نمكن
له في المسجد الاعظم فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به ، فإن نحن قتلناه شفينا أنفسنا
وأدركنا ثأرنا ، فلم يزل به حتى أجابه ، فأقبل معه حتى دخلا المسجد الاعظم
على قطامة وهي معتكفة في المسجد الاعظم قد ضربت عليها قبة ، فقالا لها : قد
اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل ، فقالت لهما : إذا أردتما ذلك فائتياني في هذا
*
_________________________________________________________
ص 229 ) ( 1 ) في ( ك ) : مع اهلى .
( 2 ) في المصدر : فقال له .
*
[230]
الموضع ، فانصرفا من عندها ، فلبثا أياما ثم أتياها ومعهما الآخر ليلة الاربعاء
لتسعة عشرة ( ليلة ) خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، فدعت لهم بحرير
فعصبت به صدورهم ، وتقلدوا أسيافهم ، ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان
يخرج منها أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الاشعث
ابن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أميرالمؤمنين عليه السلام ، وواطأهم على ذلك
وحضر الاشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه ، وكان حجر
ابن عدي في تلك الليلة بائتا في المسجد ، فسمع الاشعث يقول : يا ابن ملجم ( 1 )
النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح ( 2 ) فأحس حجر بما أراد الاشعث ، فقال
له : قتلته يا أعور ! وخرج مبادرا ليمضي إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ليخبره الخبرو
يحذره من القوم ، وخالفه أميرالمؤمنين عليه السلام من الطريق فدخل المسجد .
فسبقه
ابن ملجم فضربه بالسيف .
وأقبل حجر والناس يقولون : قتل أميرالمؤمنين عليه السلام .
وذكر عبدالله بن محمد الازدي قال : إني لاصلي في تلك الليلة في المسجد
الاعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلى آخره
إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة ، وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام لصلاة
الفجر ، فأقبل ينادي : الصلاة الصلاة ، فما أدري أنادى أم رأيت بريق السيوف ، و
سمعت قائلا يقول : لله الحكم لا لك يا علي ولا لاصحابك ( 3 ) ، وسمعت عليا يقول :
لا يفوتنكم الرجل ، فإذا عليه السلام مضروب ، وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه ووقعت
ضربته في الطاق ، وهرب القوم نحو أبواب المسجد ، وتبادر الناس لاخذهم ، فأما
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 230 سطر 19 الى ص 238 سطر 18
شبيب بن بجرة فأخذه رجل فصرعه وجلس على صدره ، وأخذ السيف ليقتله ( 4 )
*
_________________________________________________________
ص 230 ) ( 1 ) في المصدر : يقول لابن ملجم .
( 2 ) " فقد فضح الصبح .
أى طلع .
( 3 ) " : لله الحكم يا على لا لك ولا لاصحابك .
( 4 ) " : وأخذ السيف من يده ليقتله اه .
*