[ 51 ]

له : يامولاي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه ، فقال صلوات الله عليه : يا سلمان خشي أن آمر فيه بأمر ، ثم قبض على يدي وسار على وجه الماء والفرسان تتبعاننا لا يقود هما أحد ، فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل .
قال سلمان : فعبرنا ذلك البحر ورفعنا ( 1 ) إلى جزيرة كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار ، وإذا شجرة عظيمة بلا صدع ولا زهر ( 2 ) فهزها صلوات الله عليه بقضيب كان في يده فانشقت ، وخرج منها ناقة طولها ثمانون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا وخلفها قلوص ( 3 ) فقال صلوات الله عليه : ادن منها واشرب من لبنها ، قال سلمان : فدنوت منها وشربت حتى رويت ، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد ، وقد اكتفيت ، قال صلوات الله عليه : هذا حسن يا سلمان ؟ فقلت : مولاي حسن ، فقال صلوات الله عليه : تريد أن أراك ما هو أحسن منه ؟ فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال سلمان : فنادى مولاي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : اخرجي يا حسناء قال : فخرجت ناقة طولها عشرون ومائة ذراع وعرضها ستون ذراعا ، ورأسها من الياقوت الاحمر ، وصدرها من العنبر الاشهب ، وقوائمها من الزبرجد الاخضر ، وزمامها من الياقوت الاصفر ، وجنبها الايمن من الذهب ، وجنبها الايسر من الفضة ، وعرضها من اللؤلؤ الرطب ، فقال صلوات الله عليه : يا سلمان اشرب من لبنها ، قال سلمان : فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب ؟ ؟ صافيا مخلصا ( 4 ) فقلت يا سيدي : هذه لمن ؟ قال صلوات الله عليه : هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي ثم قال صلوات الله عليه وسلامه لها : ارجعي إلى الصخرة ، ورجعت من الوقت ، و ساربي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة عليها طعام يفوح منه رائحة المسك ، فإذا بطائر في صورة النسر العظيم ، قال سلمان رضي الله عنه : فوثب ذلك *

_________________________________________________________
ص 51 ) ( 1 ) كذا في ( ك ) .
وفى غيره من النسخ : ودفعنا .
( 2 ) الصدع : الشق في شئ صلب .
الزهر : نور النبات .
( 3 ) القلوص من الابل : أول ما يركب من اناثها .
( 4 ) في ( خ ) : محضا خ ل .
*

[ 52 ]

الطائر فسلم عليه صلوات الله عليه ورجع إلى موضعه ، فقلت : يا أميرالمؤمنين ما هذه المائدة ؟ فقال صلوات الله عليه : هذه منصوبة في هذا المكان للشيعة من موالي إلى يوم القيامة ، فقلت : ما هذا الطائر ؟ قال صلوات الله عليه : ملك موكل بها إلى يوم القيامة ، فقلت : وحده يا سيدي ؟ فقال صلوات الله عليه : يجتاز به الخضر صلوات الله عليه في كل يوم مرة .
ثم قبض صلوات الله عليه على يدي وسار إلى بحرثان ، فعبرنا وإذا جزيرة عظيمة فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء ، وشرفها من عقيق أصفر ، و على كل ركن من القصر سبعون صفا من الملائكة ، فأتوا وسلموا ، ثم أذن لهم فرجعوا ، إلى مواضعهم ، قال سلمان رحمه الله تعالى : ثم دخل أميرالمؤمنين عليه السلام القصر فإذن أشجار وأثمار وأنهار وأطيار وألوان النبات : فجعل الامام صلوات الله عليه يمشي فيه حتى وصل إلى آخره ، فوقف صلوات الله عليه على بركة كانت في البستان ، ثم صعد على قصر ( 1 ) فإذن كرسي من الذهب الاحمر ، فجلس عليه صلوات الله عليه ، وأشرفنا على القصر فإذا بحر أسود يغطمط أمواجه كالجبال الراسيات ، فنظر صلوات الله عليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب ، فقلت : يا سيدي سكن البحر من غليانه إلى نظره إليه ( 2 ) فقال عليه السلام : خشي أن آمر فيه بأمر ، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت : لا يا سيدي ، فقال : هذا الذي غرق فيه فرعون وملؤه المذنبة ، حملها جناح جبرئيل عليه السلام ثم زجها في هذا البحر ، فهو يهوي لا يبلغ قراره إلى يوم القيامة .
فقلت : يا أميرالمؤمنين هل سرنا فرسخين ؟ فقال صلوات الله عليه : يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ ودرت حول الدنيا عشر مرات ، فقلت : يا سيدي و كيف هذا ؟ قال عليه السلام : إذا كان ذوالقرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج *

_________________________________________________________
ص 52 ) ( 1 ) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ : إلى قصر .
( 2 ) كذا .
والظاهر أن تكون العبارة هكذا : فسكن من غليانه من نظره إليه حتى كان كالمذنب ، فقلت ، ياسيدى سكن البحر من غليانه ، فقال اه .
*

[ 53 ]

ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أميرالمؤمنين وخليفة رب العالمين ؟ يا سلمان أما قرأت قول الله عزوجل حيث يقول : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ( 1 ) " ؟ فقلت : بلى يا أميرالمؤمنين ، فقال عليه السلام : أنا ذلك المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عزوجل على غيبه ، أنا العالم الرباني ، أنا الذي هون الله علي الشدائد فطوى له البعيد .
قال سلمان رضي الله عنه : فسمعت صائحا يصيح في السماء أسمع الصوت ولا أرى الشخص ، وهو يقول : صدقت ( 2 ) أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك ، قال : ثم نهض صلوات الله عليه فركب الفرس وركبت معه وصاح بهما فطارا في الهواء
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 53 سطر 8 الى ص 61 سطر 8 ثم خطونا على باب الكوفة ، هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات ، فقال صلوات الله عليه لي : يا سلمان الويل كل الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا وأنكر ولايتنا ، أيما أفضل محمد صلى الله عليه واله أم سليمان عليه السلام ؟ قلت : بل محمد صلى الله عليه واله ثم قال صلوات الله عليه : فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس بطرفة عين و عنده علم الكتاب ( 3 ) ولا أفعل أنا ذلك وعندي مائة كتاب وأربعة وعشرون كتابا ؟ أنزل الله تعالى على شيث بن آدم عليهما السلام خمسين صحيفة ، وعلى إدريس النبي عليه السلام ثلاثين صحيفة ، وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة ، وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة والتوراة والانجيل والزبور والفرقان ، فقلت : صدقت يا أميرالمؤمنين هكذا يكون الامام ، فقال عليه السلام : إن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا ، وحقوقنا قد فرض الله عزوجل في كتابه في غير موضع ، وبين فيه ما وجب العمل به وهو غير مكشوف .
بيان : الغطمطة : اضطراب موج البحر .
ومنه أيضا : روي الاصبغ بن نباتة قال : كنت يوما مع مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام *

_________________________________________________________
ص 53 ) ( 1 ) سورة الجن : 26 و 27 .
( 2 ) في ( خ ) و ( م ) : صدقت صدقت .
( 3 ) الصحيح كما في القرآن المجيد و ( خ ) : علم من الكتاب .
*

[ 54 ]

إذ دخل عليه نفر من أصحابه منهم أبوموسى الاشعري و عبدالله بن مسعود و أنس بن مالك وأبوهريرة والمغيرة بن شعبة وحذيفة بن اليمان وغيرهم فقالوا : يا أميرالمؤمنين أرنا شيئا من معجزاتك التي خصك الله بها ، فقال عليه السلام : ما أنتم و ذلك وما سؤالكم عما لا ترضون به ؟ والله تعالى يقول : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني إني لا اعذب أحدا من خلقي إلا بحجة وبرهان وعلم وبيان ، لان رحمتي سبقت غضبي ، وكتبت الرحمة علي ، فأنا الراحم الرحيم وأنا الودود العلي ، وأنا المنان العظيم ، وأنا العزيز الكريم ، فإذا أرسلت رسولا أعطيته برهانا وأنزلت عليه كتابا .
فمن آمن بي وبرسولي فاولئك هم المفلحون الفائزون ، ومن كفر بي وبرسولي فاولئك هم الخاسرون الذين استحقوا عذابي ، فقالوا : يا أميرالمؤمنين نحن آمنا بالله وبرسوله وتوكلنا عليه ، فقال علي عليه السلام : اللهم اشهد على ما يقولون وأنا العليم الخبير بما يفعلون .
ثم قال عليه السلام : قوموا على اسم الله وبركاته ، قال فقمنا معه حتى أتى بالجبانة ولم يكن في ذلك الموضع ماء ، قال : فنظرنا فإذا روضة خضراء ذات ماء ، وإذا في الروضة غدران ( 1 ) وفي الغدران حيتان ، فقلنا : والله إنها لدلالة الامامة فأرنا غيرها يا أميرالمؤمنين وإلا قد أدركنا بعض ما أردنا ، فقال عليه السلام : " حسبي الله ونعم الوكيل " ثم أشار بيده العليا نحو الجبانة فإذا قصور كثيرة مكللة بالدر والياقوت والجواهر وأبوابها من الزبرجد الاخضر ، وإذا في القصور حور وغلمان وأنهار وأشجار وطيور ونبات كثيرة ، فبقينا متحيرين متعجبين ، وإذا وصائف وجواري وولدان وغلمان كالؤلؤ المكنون ، فقالوا : يا أميرالمؤمنين لقد اشتد شوقنا إليك وإلى شيعتك و أوليائك فأومأ إليهم بالسكوت ، ثم ركض الارض برجله فانفلقت الارض عن منبر من ياقوت أحمر فارتقى إليه ، فحمدالله وأثنى عليه ، وصلى على نبيه صلى الله عليه واله ثم قال : غمضوا أعينكم ، فغمضنا أعيننا ، فسمعنا حفيف أجنحة الملائكة بالتسبيح والتهليل *

_________________________________________________________
ص 54 ) ( 1 ) بالضم جمع الغدير : النهر : قطعة من الماء يتركها السيل .
*

[ 55 ]

والتحميد والتعظيم والتقديس ، ثم قاموا بين يديه قالوا : مرنا بأمرك يا أميرالمؤمنين و خليفة رب العالمين صلوات الله عليك ، فقال عليه السلام : يا ملائكة ربي ائتوني الساعة بإبليس الابالسة وفرعون الفراعنة ، قال : فوالله ما كان بأسرع من طرفة عين حتى أحضروه عنده ، فقال عليه السلام : ارفعوا أعينكم ، قال : فرفعنا أعيننا ونحن لا نستطيع أن ننظر إليه من شعاع نور الملائكة فقلنا : يا أميرالمؤمنين الله الله في أبصارنا فما ننظر شيئا البتة ، وسمعنا صلصلة ( 1 ) السلاسل واصطكاك الاغلال ، وهبت ريح عظيمة ، فقالت الملائكة : يا خليفة الله زد الملعون لعنة وضاعف عليه العذاب ، فقلنا : يا أميرالمؤمنين الله الله في أبصارنا ومسامعنا ، فوالله ما نقدر على احتمال هذا السر والقدر ، قال : فلما جروه بين يديه قام وقال : واويلاه من ظلم آل محمد واويلاه من اجترائي عليهم ، ثم قال : يا سيدي ارحمني فإني لا أحتمل هذا العذاب ، فقال عليه السلام : لا رحمك الله ولا غفر لك أيها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ، ثم التفت إلينا وقال عليه السلام : أنتم تعرفون هذا باسمه وجسمه ؟ قلنا : نعم يا أميرالمؤمنين ، فقال عليه السلام : سلوه حتى يخبركم من هو ، فقالوا : من أنت ؟ فقال : أنا إبليس الابالسة وفرعون هذه الامة أنا الذي جحدت سيدي ومولاي أميرالمؤمنين وخليفة رب العالمين ، وأنكرت آياته ومعجزاته .
ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا قوم غمضوا أعينكم ، فغمضنا أعيننا فتكلم عليه السلام بكلام أخفى ، فإذا نحن في الموضع الذي كنا فيه لا قصور ولا ماء ولا غدران ولا أشجار .
قال الاصبغ بن نباتة رضي الله عنه : والذي أكرمني بما رأيت من تلك الدلائل والمعجزات ما تفرق القوم حتى ارتابوا وشكوا ! وقال بعضهم : سحر وكهانة و إفك ! فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : إن بني إسرائيل لم يعاقبوا ولم يمسخوا إلا بعد ما سألوا الآيات والدلالات ، فقد حلت عقوبة الله بهم ، والآن حلت لعنة الله فيكم وعقوبته عليكم ، قال الاصبغ بن نباته رضي الله عنه : إني أيقنت أن العقوبة حلت بتكذيبهم الدلالات والمعجزات .
*

_________________________________________________________
ص 55 ) ( 1 ) الصلصلة : الصوت .
*

[ 56 ]

عن عمار ( 1 ) بن ياسر رضي الله عنه قال : كنت عند أميرالمؤمنين جالسا بمسجد الكوفة ولم يكن سواي أحد فيه ، وإذا هو يقول : صدقيه صدقيه ، فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا ، فبقيت متعجبا فقال لي : يا عمار كأني بك تقول : لمن يكلم علي ؟ فقلت : هو كذلك يا أميرالمؤمنين ، فقال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي وإذا أنا بحمامتين يتجاوبان ، فقال لي : ياعمار أتدري ما تقول إحداهما للاخرى ؟ فقلت : لا وعيشك يا أميرالمؤمنين ، قال : تقول الاثنى للذكر أنت استبدلت بي غيري و هجرتني وأخذت سواي ، وهو يحلف لها ويقول : ما فعلت ذلك ، وهي تقول : ما اصدقك ، فقال لها : وحق هذا القاعد في هذا الجامع ما استبدلت بك سواك ولا أخذت غيرك ، فهمت أن تكذبه فقلت لها : صدقيه صدقيه ، قال عمار : يا أمير - المؤمنين ما علمت أحدا يعلم منطق الطير إلا سليمان بن داود عليهما السلام فقال له : يا عمار والله إن سليمان بن داود عليهما السلام سأل الله تعالى بنا أهل البيت حتى علم منطق الطير .
*

_________________________________________________________
ص 56 ) ( 1 ) في ( خ ) : نقل من كتاب صفوة الاخبار عن الائمة الاطهار اه .
*

[ 57 ]


أبواب ما يتعلق به ومن ينتسب اليه  
باب 118 : أسلحته وملابسه ومراكبه ولوائه وساير مايتعلق به صلوات الله عليه من أشباه ذلك  

1 - قب : تفسير السدي ع أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : " و أنزلنا الحديد " ( 1 ) قال : أنزل الله آدم من الجنة معه ذوالفقار ، خلق من ورق آس ( 2 ) الجنة ، ثم قال : " فيه بأس شديد " فكان به يحارب آدم أعداءه من الجن والشياطين ، وكان عليه مكتوبا : لا يزال أنبيائي يحاربون به نبي بعد نبي وصديق بعد صديق حتى يرثه أميرالمؤمنين عليه السلام فيحارب به عن النبي الامي " ومنافع للناس " لمحمد صلى الله عليه واله وعلي " إن الله قوي عزيز " منيع من النقمة بالكفار بعلي بن أبي طالب عليه السلام .
وقد روى كافة أصحابنا أن المراد بهذه الآية ذوالفقار ، انزل ( 3 ) من السماء ، على النبي صلى الله عليه واله فأعطاه عليا ، وسئل الرضا عليه السلام من أين هو ؟ فقال : هبط به جبرئيل من السماء ، وكان حليه من فضة ، وهو عندي .
وقيل : أمر جبرئيل عليه السلام أن يتخذ من صنم حديد في اليمن فذهب علي وكسره ، فاتخذ منه سفيان مخدم وذوالفقار ، وطبعهما ( 4 ) عمير الصيقل .
وقيل : صار إليه يوم بدر ، *

_________________________________________________________
ص 57 ) ( 1 ) سورة الحديد : 25 .
( 2 ) الاس : شجر يعرف بالريحان .
( 3 ) في المصدر : انزل به .
( 4 ) طبع السيف : عمله وصاغه .
*

[ 58 ]

أخذه من العاص بن منبه السهمي وقد قتله .
وقيل : كان من هدايا بلقيس إلى سليمان .
وقيل : أخذه من منبه بن الحجاج السهمي في غزاة بني المصطلق بعد أن قتله .
وقيل : كان سعف نخل نفث فيه النبي صلى الله عليه واله فصار سيفا .
وقيل : صار إلى النبي صلى الله عليه واله يوم بدر فأعطاه عليا ، ثم كان مع الحسن ثم مع الحسين إلى أن بلغ المهدي عليهم السلام .
سئل الصادق عليه السلام : لم سمي ذوالفقار ؟ فقال : إنما سمي ذوالفقار لانه ما ضرب به أميرالمؤمنين أحدا إلا افتقر في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنة .
علان الكليني رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إنما سمي سيف أمير - المؤمنين عليه السلام ذوالفقار لانه كان في وسطه خطة في طوله مشبهة بفقار الظهر ، وزعم الاصمعي أنه كان فيه ثماني عشرة فقارة .
تاريخ أبي يعقوب : كان طوله سبعة أشبار وعرضه شبر ، في وسطه كالفقار .
أبوعبدالله عليه السلام : نظر رسول الله صلى الله عليه واله إلى جبرئيل بين السماء والارض على كرسي من ذهب وهو يقول : لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي .
القاضي أبوبكر الجعابي بإسناده عن الصادق عليه السلام : نادى ملك من السماء يوم احد يقال له رضوان : لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي .
ومثله في إرشاد المفيد وأمالي الطوسي عن عكرمة وأبي رافع ، وقد رواه السمعاني في فضائل الصحابة وابن بطة في الابانة ، إلا أنهما قالا : يوم بدر .
درعه عليه السلام : رآه قيس بن سعد الهمداني في الحرب وعليه ثوبان ، فقال : يا أميرالمؤمنين في مثل هذا الموضع ؟ فقال : نعم يا قيس إنه ليس من عبد إلا وله من الله حافظ وواقية ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شئ .
وكان مكتوبا على درعه عليه السلام : أي يومي من الموت أفر * يوم لا يقدر أم يوم قدر يوم لا يقدر لا أخشى الوغى * يوم قد قدر لا يغني الحذر وروي أن درعه عليه السلام كانت لا قب لها أي لا ظهر لها ، فقيل في ذلك فقال :

[ 59 ]

إن وليت فلا وألت أي نجوت .
وكان له مثل الدراهم سايل * على ظهره في الدرع كالسطر إذا سطر ( 1 ) مركوبه عليه السلام بغلة بيضاء يقال لها : دلدل ، أعطاه رسول الله صلى الله عليه واله وإنما سميت دلدل لان النبي صلى الله عليه واله لما انهزم المسلمون يوم حنين قال : دلدل ، فوضعت بطنها على الارض فأخذ النبي صلى الله عليه واله حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم ، ثم أعطاها عليا عليه السلام وذلك دون الفرس .
وقيل له : لم لا تركب الخيل وطلابك كثير ؟ فقال : الخيل للطلب والهرب ولست أطلب مدبرا ولا أنصرف عن مقبل .
وفي رواية : أكر على من فر ولا أفر ممن كر والبغلة تزجيني - أي تكفينى - .
فصل في لوائه وخاتمه عليه السلام : محمد الكسائي في المبتدء : إن أول حرب كانت بين بني آدم ما كان بين شيث وقابيل ، وذلك أن الله تعالى أهدى إليه حلة بيضاء و رفعت الملائكة له رأية بيضاء ، فسلسلت الملائكة لقابيل وحملوه إلى عين الشمس و مات فيها ، وصارت ذريته عبيد الشيث .
وفي الخبر : أول من اتخذ الرايات إبراهيم الخليل عليه السلام .
ابن أبي البختري وسائر أهل السير أنه كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيدي قصي بن كلاب ، ثم لم تزل الراية في يدي عبدالمطلب ، فلما بعث النبي صلى الله عليه واله أقرها في بني هاشم ودفعها إلى علي عليه السلام في أول غزاة حمل فيها ، وهي ودان فلم تزل معه وكان اللواء يومئذ في عبد الدار ، فأعطاه النبي صلى الله عليه واله مصعب بن عمير فاستشهد يوم احد ، فأخذها النبي صلى الله عليه واله ودفعها إلى علي عليه السلام فجمع يومئذ له الراية واللواء وهما أبيضان ، وذكره الطبري في تاريخه والقشيري في تفسيره .
تنبيه المذكرين : زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام : كسرت زند علي عليه السلام يوم احد وفي يده لواء رسول الله صلى الله عليه واله فسقط اللواء من يده ، فتحاماه المسلمون أن يأخذوه فقال رسول الله صلى الله عليه واله : فضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة .
*

_________________________________________________________
ص 59 ) ( 1 ) في المصدر : اذ سطر .
ولم نفهم المراد من التشبيه .
*

[ 60 ]

وفي رواية غيره : فرفعه المقداد و أعطاه عليا عليه السلام ، وقال صلى الله عليه واله : أنت صاحب رايتي في الدنيا والآخرة .
المواعظ والزواجر عن العسكري أن مالك بن دينار سأل سعيد بن جبير : من كان صاحب لواء النبي صلى الله عليه واله ؟ قال : علي بن أبي طالب .
عبدالله بن حنبل أنه لما سأل مالك بن دينار سعيد بن جبير عن ذلك قال : فنظر إلي فقال : كأنك رخي البال ، فغضبت وشكوت إلى القراء فقالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت ، فاسأله الآن ، فسألته فقال : كان حاملها علي كان حاملها علي ، كذا سمعته من عبدالله بن عباس .
تاريخ الطبري والبلاذري وصحيحي مسلم والبخاري أنه لما أراد النبي صلى الله عليه واله أن يخرج إلى بدر اختار كل قوم راية ، فاختار حمزة حمراء ، وبنو امية خضراء وعلي بن أبي طالب عليه السلام صفراء ، وكانت راية النبي صلى الله عليه واله بيضاء ، فأعطاها عليا يوم خيبر لما قال : لاعطين الراية غدا رجلا ، الخبر .
وكان النبي صلى الله عليه واله عقد لحمزة ولعبيدة بن الحارث ولسعد بن أبي وقاص ألوية بيضاء .
وكان مكتوبا على علم أميرالمؤمنين عليه السلام : الحرب إن باشرتها فلا يكن منك الفشل واصبر على أهوالها لا موت إلا بالاجل وعلى رايته عليه السلام : هذا علي والهدى يقوده * من خير فتيان قريش عوده وحدثني ابن كادش في تكذيب العصابة العلوية في ادعائهم الامامة النبوية أن النبي صلى الله عليه واله رأى العباس في ثوبين أبيضين فقال : إنه لابيض الثوبين ، وهذا جبرئيل يخبرني أن ولده يلبسون السواد .
عبدالله بن أحمد بن حنبل في كتاب صفين أنه نشر عمرو بن العاص في يوم صفين راية سوداء الخبر .
وفي أخبار دمشق عن أبي الحسين محمد بن عبدالله الرازي قال ثوبان : قال