(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

عليّ فكتبته وما ترك شيئاً علّمه الله عز وجل من حلال وحرام ولا أمر ولا نهي وما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً(1).


من مواقف الإمام ((عليه السلام)) في عهد أبي بكر (2) :

«فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) عن أهل بيته، ولا أنّهم مُنَحّوهُ عنّي من بعده، فما راعني إلاّ انثيال الناس إلى أبي بكر يبايعونه، فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السراب أو كما يتقشّع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه»(3).
كلّ الأحداث التي جرت بعد وفاة الرسول وما سادها من أجواء المشاحنات وما حفّها من بعد عن الحقّ وانجراف في غير المسلك الذي لابدّ أن تتّخذه الدعوة الإسلامية لم تَنس عليّاً أنّه الوصيّ على هذه الاُمّة وعلى تطبيقها للرسالة الإسلامية.
وإذا كانت بيعة أبي بكر قد استلبت حقّ الإمام في إدارة شؤون الاُمّة مباشرة واضطرّته إلى أن يعتزل الى حين إلاّ أنّ وصايا الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) له وعهده إليه بالتكليف الإلهي برعاية الاُمّة ثمّ حرصه العميق على الرسالة الإسلامية والمجتمع من التمزّق والضياع جعل من أمير المؤمنين في طليعة


(1) بحار الأنوار: 92 / 99، وكفاية الطالب للكنجي: 199، والاتقان للسيوطي: 2 / 187.
(2) تمت بيعة أبي بكر بعد وفاة النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) مباشرة عام 11 هـ.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 62.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة