المدافعين عن الكيان الإسلامي في الميادين المختلفة.
فيقف ((عليه السلام)) ليدلي بآرائه الصائبة، موضّحاً قواعد الدين الصحيحة في كلّ موقف يستعصي على الماسكين بزمام إدارة الدولة في زمن عصيب، واُمّة لم تترسّخ العقيدة الإلهية في نفوس أبنائها، فكان عليّ ((عليه السلام)) ميزان القضاء والإفتاء في جميع الاُمور الحياتية من قضائية واجتماعية وإدارية ودينية وغير ذلك في عهد أبي بكر وما تلاه من فترات حكم الخلفاء.
ويقف ((عليه السلام)) ليدافع عن المدينة من هجوم المرتدّين عن الاسلام ومعه الصفوة من الصحابة الذين ساندوه في محنته.
وصيّة أبي بكر إلى عمر :
لم يزل الإمام عليّ ((عليه السلام)) مظلوماً يدفع بحقّه بعيداً عنه، يتألّم على الخلافة اذ تلكّأت وعلى الدعوة إذ ضمرت لا يجد سبيلاً إلاّ الصبر وهو الحليم ولا يجد إلاّ الأناة وهو البصير، وقد عبّر عن أحزانه وآلامه في خطبته الشهيرة بالشقشقيّة إذ قال:
«أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى، ينحدر عنّي السيل ولا يرقى إليّ الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا، أرى تُراثي نهباً، حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن