(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

الخطاب بعده، فياعجباً بينا هو يستقيلها في حياته(1) إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشدّ ما تشطّر ضرعيها، فصيّرها في حوزة خشناء، يغلظ كلامها،ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها والإعتذار منها»(2).
لم تطل أيّام أبي بكر فقد ألمّت به الأمراض وأشرف على الموت، وقد صمّم على أن يولي عمر الخلافة من بعده، فاعترض أكثر المهاجرين والأنصار، وأعلنوا كراهيّتهم لهذا القرار لما علموا من خشونة أخلاق عمر وسوء تعامله مع الناس(3).

لكنّ أبا بكر أصرّ على موقفه.

ثمّ إنّ أبا بكر أحضر عثمان بن عفّان لوحده ليكتب عهده لعمر، فقال له: اُكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة الى المسلمين، أما بعد.. ثمّ اُغمي على أبي بكر، فكتب عثمان: فإنّي قد استخلفت عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً، ثمّ أفاق أبو بكر فقال: إقرأ عليّ، فقرأ عليه فكبّر أبو بكر وقال: أراك خِفتَ أن يختلف الناس إن مُتُّ في غشيتي، قال: نعم، قال: جزاك الله خيراً(4).


مآخذ على وصية أبي بكر :

لم يكن عليّ ((عليه السلام)) راضياً بما فعله أبو بكر للأسباب التالية:
1 ـ إنّ أبا بكر لم يستشر أحداً من المسلمين في تقرير مصير الخلافة إلاّ


(1) تذكره الخواص: 62. إشارة الى قول أبي بكر: أقيلوني فلست بخيركم.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 3.
(3) الإمامة والسياسة: ص36، والكامل في التأريخ: 2 / 425، وتأريخ الطبري: 4 / 249.
(4) الكامل في التأريخ: 2 / 425.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة