(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام


الفصل الثالث عهد عمر(1)

مهّد أبو بكر اُمور الخلافة لعمر بن الخطاب فتولاّها بسهولة ويسر دون معارضة تذكر من أقطاب المهاجرين والأنصار، وقد قبض على زمام الحكم بقوة وساس الاُمة بشدّة، حتى تحامى لقاءه أكابر الصحابة(2). وحقّقت جاهلية قريش إنتصاراً سياسياً آخر ومضت بخطّها على أن لا تعطي حقّاً لبني هاشم، وأتقن عمر هذا السير ايّما إتقان.
أمّا أمير المؤمنين ((عليه السلام)) فلم يثأر لحقه المغتصب بعدما شاهد من سيرة السلطة الحاكمة وحركة الفئة غير الواعية في ركبها، من تعنت وإصرار على الإنحراف بالخلافة، فوقف الإمام موقف الناصح الأمين للخليفة الجديد شعوراً منه بالمسؤولية الكبيرة، فهو الأمين على سلامة الرسالة والاُمّة، لقد ساهم أمير المؤمنين في الحياة العامّة ما وسعه من جهد، وأدّى ما عليه من تكليف في تعليم وتفقيه وقضاء بصورة أوسع من دوره في عهد أبي بكر حيث اقتضت الضرورة ذلك، فقد اتّسعت رقعة البلاد الإسلامية واستجدّت أحداث جديدة طارئة كان يعجز عنها الخليفة الجديد وكلّ من معه من الصحابة، ولم يكن يجد


(1) تمت بيعة عمر بن الخطاب في جمادى الآخرة عام (13) هـ .
(2) تأريخ الطبري: 5 / 207.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة