(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

لها حلولاً إلاّ ممّن عصمه الله عن الذنب والخطأ، ولذا كان عمر يقف متصاغراً أمام أمير المؤمنين ويحترم رأيه ويمضي حكمه وقراره حتى روي عنه لأكثر من مرّة وفي أكثر من موقف حرج قوله: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن(1).
فقد روي أنّ عمر أراد أن يرجم امرأةً مجنونةً اُتّهمت بالزنا، فردّ الإمام عليّ ((عليه السلام)) قضاء عمر. وذكّره بحديث رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «رفع القلم عن ثلاث: عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبيّ حتى يعقل» حينذاك قال عمر: لولا عليّ لهلك عمر(2).


ملامح من سيرة عمر(3) :

1 ـ الشدّة والقسوة في التعامل مع الناس، وفرض السلطان بالعنف والقوة، فخافه القريب والبعيد، وكان من شدته أنّ امرأةً جاءت تسأله عن أمر وكانت حاملاً ولشدّة خوفها منه أجهضت حملها. وقصّته مع جبلة وعنفه معه ممّا سبب ارتداد جبلة وهروبه إلى بلاد الروم(4).
2 ـ عدم مساواته في العطاء بين المسلمين، فقد ميّز بينهم على أساس غير مشروع من النبيّ ولا موجّه بالقرآن، بل على أساس عصبي(5)، وكان من آثاره أن ظهرت الطبقية في العهود التي تلته، فنشّط النسّابون لتدوين الأنساب


(1) اُسد الغابة 4 / 22، وتهذيب التهذيب: 7 / 296، وكنز العمال: 5 / 832 ، والرياض النضرة: 2 / 197 وتاريخ دمشق: 3 / 39 حديث 1071.
(2) تذكرة الخواص: 87 ، وكفاية الطالب: 96، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة: 2 / 309.
(3) راجع النص والاجتهاد للسيد شرف الدين: 148.
(4) العقد الفريد: 2 / 56 والطبقات الكبرى: 3 / 285، وتأريخ الطبري: 5 / 203، 221.
(5) تأريخ الطبري: 5 / 204.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة