(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

على خليفة، وطلب أن يحضر شيوخ الأنصار وليس لهم من الأمر شيء(1).
وحين اجتمع أعضاء الشورى لدى عمر وجّه إليهم انتقادات لاذعة لاتدلّ على وضوح توجّه صحيح أو ارشاد إلى انتخاب يعين الاُمّة في أزمتها، فقال: والله ما يمنعني أن استخلفك يا سعد إلاّ شدّتك وغلظتك مع أنّك رجل حرب، وما يمنعني منك يا عبد الرحمن إلاّ أنّك فرعون هذه الاُمّة، وما يمنعني منك يا زبير إلاّ أنّك مؤمن الرضا كافر الغضب. وما يمنعني من طلحة إلاّ نخوته وكبره، ولو وليها وضع خاتمه في إصبع امرأته، وما يمنعني منك يا عثمان إلاّ عصبيتك وحبّك قومك وأهلك، وما يمنعني منك يا عليّ إلاّ حرصك عليها، وإنّك أحرى القوم إن وليتها أن تقيم على الحقّ المبين والصراط المستقيم(2).


مؤاخذات على الشورى :

نظام الشورى الذي وضعه عمر كان عارياً عن الصحّة والصواب يحمل التناقض بين خطواته، فإنّنا نلاحظ فيه اُموراً يبعده عن الدقّة والموضوعية:
1 ـ إنّ الأعضاء المقترحين للشورى لم يحصلوا على هذا الإمتياز بالأفضلية وفق ضوابط الانتخاب حيث لم تشترك القواعد الشعبية في الترشيح والانتخاب، وإطلاق كلمة الشورى على هذا النظام تكون جزافاً، لأنّه لم يكن إلاّ ترشيح فرد لجماعة وفرضهم على الاُمة ومن ثَمّ أمر باجتماعهم تحت التهديد بالقتل والسلاح حتى يختاروا أحدهم.
2 ـ عناصر الشورى متنافرة في تركيب شخصياتها وأفكارها، ولا يمثّل كلّ فرد فيهم إلاّ رأيه الشخصي، فكيف يمكن أن يعبّر عن رأي الاُمّة؟ وقد


(1) طبقات ابن سعد: 3 / 261 والكامل في التأريخ: ص67، والامامة والسياسة: 42.
(2) الامامة والسياسة: 43.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة