نشب الخلاف فيما بينهم من بعد الشورى ممّا فرّق شمل المسلمين(1).
3 ـ الاستهانة بالأنصار ودورهم، فقد طلب عمر حضورهم ولا شيء لهم بل ولا رأي، فالأمر منحصر في الستّة فما معنى حضور الأنصار؟ بل إنّ عمر استهان بالاُمّة كلّها حين تمنّى حياة سالم وأبي عبيدة.
4 ـ إنّ عمر ناقض نفسه في عمليّة اختيار العناصر، ففي السقيفة كان يدّعي ويصرّ على أنّ الخلافة في قريش ، نجده في هذا الموقف يتمنّى حياة سالم مولى أبي حذيفة ليوليه الأمر، كما أنّه استدعى أصحاب الشورى دون غيرهم من الصحابة بدعوى أنّ الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) مات وهو راض عنهم أو أنّهم من أهل الجنّة، ولكنّه نسب اليهم عيوباً لا يمكن أن يكون النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) مات وهو راض عن بعضهم، ثم إنّه أمر صهيباً أن يصلّي بالناس ثلاثة أيام، لأنّ إمامة المصّلين لا ترتبط بالخلافة ولا ملازمة لها، وقد كان يناضل يوم السقيفة من أجل استخلاف أبي بكر، وكانت صلاته المزعومة دليله الأول على أهليّة أبي بكر للخلافة.
5 ـ إنّه أراد أن يستخلف عليّاً ((عليه السلام)) لأنّه سيحمل الاُمّة على النهج القويم والمحجّة البيضاء، ولكنّه رأى في المنام ما رأى، فأعرض عن الإمام ((عليه السلام)) وكأنّه أراد بذلك التشويش على مكانة الإمام وأهليّته.
6 ـ إنّ عمر قال: أكره أن أتحمّلها ـ يقصد الخلافة ـ حيّاً وميّتاً، ولكنّه عاد فحدّد ستّة أشخاص من اُمّة كبيرة، فأكّد بذلك نزعته في الاستعلاء على الاُمة وقدراتها.
7 ـ إختيار العناصر الستّة يبدو مبيّناً بحيث يصل الأمر إلى عثمان
(1) النص والاجتهاد: 168، وأنساب الاشراف: 5 / 57، وتذكرة الخواص: 57.