بإحتمالية أكبر من وصولها إلى الإمام عليّ ((عليه السلام)) وهو العنصر المؤهّل من الله ورسوله لخلافة الاُمّة، فترشيح طلحة هو إثارة وتأكيد لأحقاد تيم، لأنّ الإمام نافس وعارض أبا بكر في خلافته وها هو الآن ينافس مرشّحها الجديد طلحة، وترشيحه لعثمان تأكيد منه على أحقاد اُميّة وإثارة نزعة السلطان والوجاهة لديها، وأمّا ترشيحه لعبد الرحمن وسعد فهو فتح جبهة سياسية جديدة منافسة للإمام عليّ ((عليه السلام)) فهما من بني زهرة ولهما نسب أيضاً مع بني اُمية، فسوف يكون ميلهما لصالح عثمان لو تنافس مع الإمام ((عليه السلام)).
8 ـ إنّه أمر بقتل أعضاء الشورى في حالة عدم التوصّل إلى اتّفاق أو معارضة واصرار من جانب دون آخر، وكيف يمكن التوفيق بين هذا وبين قوله: إنّ النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) مات وهو راض عنهم، ثمّ وهل تكون مخالفة رأي عمر موجبة لقتل الصحابة؟(1).
ابن عباس وعمر والخلافة :
روي: أنّ حواراً وقع بين عمر وابن عباس في شأن الخلافة.
قال عمر: أما والله، إنّ صاحبك لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله، إلاّ أنّنا خفناه على اثنتين، قال ابن عباس: فما هما يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: خفناه على حداثة سنّه، وحبّه بني عبد المطلب.
وفي بعض مجالس عمر بن الخطاب وقد جلس إليه نفر منهم عبد الله ابن عباس، فقال له عمر: أتدري يا بن عباس ما منع الناس منكم؟ قال ابن عباس: لا يا أمير المؤمنين، قال عمر: لكنّني أدري، قال ابن عباس: فما هو؟ قال عمر: كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوّة والخلافة، فتجحفوا الناس جحفاً فنظرت لأنفسها فاختارت، ووفقت فأصابت.
(1) تاريخ الطبري : 5 / 224 .