(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام


لماذا لم يوافق الإمام على شرط عبد الرحمن بن عوف؟ :

لم يقف الإمام عليّ ((عليه السلام)) موقف المعارض للخليفتين لمصلحة خاصة أو غاية شخصية، إنّما لصالح الدين والاُمّة والعقيدة الاسلامية، مبتعداً عن الأهواء والرغبات، مستنداً على القرآن والسنّة في كلّ مواقفه، حريصاً على الموضوعية والرسالية في كل قرار يتّخده وهو الراعي لشؤون الرسالة والاُمّة في غياب النبيّ القائد، لئلاّ يشوب الرسالة الإسلامية شيء يحيد بها عمّا نزلت من أجله. وموقفه من رفض البيعة بشرط سيرة الشيخين نابع من هذه الفكرة، فلا يوجد في أصل العقيدة شيء يصحّ أن يسمّى بسيرة الشيخين، وإنّما هناك القرآن والسنّة النبوية، فلو أنّ الامام وافق بهذا الشرط لكان معناه إمضاء سيرة الشيخين كالسنّة، وإنّ في سيرة الشيخين أنواع التناقض والتفاوت فيما بينهما وبين القرآن والسنّة النبويّة الشريفة.
ثمّ إنّ الإمام ((عليه السلام)) يرى أنّ دوره دور المربي بعد النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في هذه الاُمة، فلم يكن من شأنه أن يوافق على المضيّ بسيرة الشيخين ثم يخالفها كما فعل عثمان حيث رضي بهذا الشرط ولكنّه لم يفِ به.



* * *




اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة