(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام



الفصل الرابع عهد عثمان(1)


قال أمير المؤمنين عليّ ((عليه السلام)) واصفاً عهد عثمان :

«إلى أن قام ثالثُ القوم نافجاً حضنيه بين نَثيله ومعتلَفِه، وقام معه بنو أبيه يخضَمون مال الله خِضْمَةَ الإبل نِبْتَةَ الربيع، إلى أن انتكث عليه فتلُه، وأجهز عليه عملُه، وكبَتْ به بِطْنَتُهُ» .
لم يكن عثمان كسابقيه سياسياً ماكراً يدير شؤونه بدقّة، فما أن فرضه ابن عوف خليفة للمسلمين وجاءوا به يزفّونه إلى مسجد رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ليعلن سياسة حكومته الجديدة وما أعدّ من مواقف لمستجدات الاُمور صعد على المنبر فجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، ولم يجلس أبو بكر ولا عمر، وإنّما كان أبو بكر يجلس دونه بمرقاة، وعمر كان يجلس دونه بمرقاة، وتكلّم الناس في ذلك فقال بعضهم: اليوم ولد الشرّ(2).
ولم يستطع أن يتكلّم، فقال: أمّا بعد، فإنّ أول مركب صعب، وما كنا خطباء، وسيعلم الله وإنّ امَرأً ليس بينه وبين آدم إلاّ أب ميّت لموعوظ.


(1) تمت بيعة عثمان بن عفان في ذي الحجّة عام (23) هـ .
(2) البداية والنهاية : 7 / 166 ، وتأريخ الخلفاء : 162 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة