(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

ونزل عن المنبر وهو وجل القلب، مصفّر الوجه، فجعل الناس ينظر بعضهم إلى بعض وهم يهزأون ويسخرون.
استهلّ عثمان أعماله باُمور جعلت عامة المسلمين ينقمون عليه سوى أفراد عشيرته ـ بني اُميّة ـ فقد جاهر بقبيلته وأظهر ميله لقومه معلناً اُمويّته، فأخذ يسودهم ويرفعهم فوق رقاب الناس، فوزّع مناصب الولاية على بني اُميّة وسلّم إليهم مقاليد الاُمور يعبثون بلا رادع لهم.
وقد تجاوز عثمان حدود سياسة سلطة العشيرة التي رسمها أبو بكر وعمر، وحصر المناصب والمهامّ الرسمية ضمن دائرة ضيقة هي بني اُميّة.
ولم يعبأ بنصح وتحذير الصحابة وعلى رأسهم أمير المؤمنين ((عليه السلام))، فإنّ عثمان وصل إلى الحكم وقد استفحل التوجّه القبلي في مقابل النهج الصحيح للدعوة الإسلامية، وقد ضعف دور العناصر الصالحة في تغيير سياسة الحاكم مباشرة، فقد كان لسياسة أبي بكر وعمر من إبعاد أمير المؤمنين ((عليه السلام)) على الحكم واعتمادهم على آرائهم الأثرُ الكبيرُ في انحراف خطّ السلطة الحاكمة وظهور التيار المعادي لخطّ أهل البيت ((عليهم السلام))، لذا فليس من السهل أن ينصاع الخليفة الجديد للنصح وحوله تيار المنافقين والطلقاء وذوو المصالح.


أبو سفيان بعد بيعة عثمان :

بعد أن تمّت بيعة عثمان أقبل أبو سفيان إلى دار عثمان بن عفان وقد غصّت بأهله وأعوانه تسودهم نشوة النصر والفوز بالحكم، وقد بدت على ملامحه علامات الفرح والسرور، تعلو شدقه بسمة حقود شامت ففي الاُفق تلوح بوادر الإستعلاء بعدما أذلّ كبرياءَهم الاسلام، فأدار وجهه يميناً وشمالاً

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة