(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

قائلاً للحاضرين المجتمعين في دار عثمان: أفيكم أحد من غيركم، فأجابوه بالنفي فقال: يا بني اُميّة، تلقّفوها تلقّف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من جنّة ولا نار، ولا حساب ولا عقاب... ولقد كنت أرجوها لكم، ولتصيرنّ إلى صبيانكم وراثة(1).
ثمّ سار إلى قبر سيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، فوقف على القبر وركله برجله وقال: يا أبا عمارة إنّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا يتلعّبون به(2).


ملامح سلبية في حكم عثمان :

تعايش الإمام عليّ ((عليه السلام)) مع أبي بكر وعمر، ولم يظهر معارضته العلنية لهما، فقد كان الانحراف في مسيرة الدعوة الإسلامية مستتراً، وكان الإمام  ((عليه السلام)) يتدخّل في أحيان كثيرة لإصلاح موقف الخليفة الخاطئ فيستجيب له، ولم يخشَ أبو بكر وعمر من الإمام ((عليه السلام)) إلاّ لكونه الممثّل الشرعي للاُمّة وصاحب الحقّ في الخلافة وقائداً لتيار المعارضة الذي يضمّ أجلاء الصحابة، ولكنّ الإمام تنازل عن حقّه في الخلافة فأمّن القوم من جانبه، ولكنه لم يتنازل عن المبدأ الذي ورثه عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بكونه المراقب والمحافظ للعقيدة الإسلامية.
أمّا في فترة حكم عثمان فقد استشرى الفساد ودبَّ في أجهزة الدولة بصورة علنية مكشوفة، وانتقلت العدوى إلى فئات المجتمع الإسلامي، فوقف الإمام معلناً رفضه واستنكاره على عثمان بصورة علنية، ووقف معه الصحابة


(1) مروج الذهب : 1 / 440 .
(2) راجع الغدير : 8 / 278 ، والاستيعاب : 2 / 690 ، وتأريخ ابن عساكر : 6 / 407 ، والأغاني : 6 / 335 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة