(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام



موقف للإمام علي ((عليه السلام)) مع عثمان :

نقم المسلمون على عثمان، وتصلّب خيار الصحابة في مواقفهم تجاه انحراف الخليفة وجهازه الحاكم، وفي قبال ذلك أمعن عثمان بالتنكيل بالمعارضين والمندّدين بسياسته المنحرفة، وبالغ في ذلك دون أن يرعوي لصحابة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فمن ذلك أنّ أباذر الصحابيّ الجليل أكثَرَ من اعتراضه على مساوئ عثمان، فسيّره إلى الشام، ولم يطق معاوية وجوده فأرجعه إلى المدينة، واستمرّ أبو ذر بجهاده وإنكاره السياسة الاُمويّة، فضاق عثمان به ذرعاً فقرّر نفيه الى الربذة ومنع الناس من توديعه.
ولكنّ الإمام عليّاً ((عليه السلام)) خفّ لتوديعه ومعه الحسنان وعقيل وعبد الله ابن جعفر، فاعترضهم مروان بن الحكم ليردّهم، فثار الإمام عليّ ((عليه السلام)) فحمل على مروان، وضرب اُذني دابته وصاح به: تنحَّ نحّاك الله إلى النار(1)، ووقف الإمام عليّ ((عليه السلام)) مودّعاً أبا ذر فقال له: «يا أبا ذر، إنّك غضبت لله فَارْجُ من غضبت له، إنّ القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب بما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عمّا منعوك، وستعلم مَن الرابح غداً والأكثر حسداً؟»(2).
فلمّا رجع عليّ ((عليه السلام)) من توديع أبي ذر استقبله الناس فقالوا له: إنّ عثمان عليك غضبان، فقال عليّ ((عليه السلام)): «غضب الخيل على اللجم».


(1) مروج الذهب: 2 / 350.
(2) أعيان الشيعة: 3 / 336، وشرح النهج: 3 / 54، وذكر ذلك أبو بكر أحمد بن عبد العزيز في كتابه السقيفة.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة