(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

ثمّ قال عثمان: ما حملك على ما صنعت بمروان؟ ولِمَ اجترأت عليَّ، ورددت رسولي وأمري؟ قال الإمام عليّ ((عليه السلام)): أمّا مروان فإنّه استقبلني يردّني فرددته عن ردّي، وأمّا أمرك فلم أردّه.. قال عثمان: ألم يبلغك أنّي قد نهيت الناس عن أبي ذر وعن تشييعه؟ قال الإمام ((عليه السلام)): أو كلّ ما أمرتنا به من شيء نرى طاعة الله والحقّ خلافه، أتبعنا فيه أمرك؟ بالله لا نفعل، قال عثمان: أقِد مروان، قال الإمام عليّ ((عليه السلام)): وممّ أقيده؟ قال عثمان: ضربت بين اُذني راحلته، وشتمته، فهو شاتمك وضارب بين اُذني راحلتك، قال الإمام عليّ ((عليه السلام)): «أمّا راحلتي فهي تلك، فإن أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل، وأمّا أنا فوالله لئن شتمني لأشتمنّك أنت بمثلها بما لا أكذب فيه ولا أقول إلاّ حقّاً».
قال عثمان: ولِمَ لا يشتمك إذا شتمته، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه.
فغضب الإمام عليّ ((عليه السلام)) وقال: ألي تقول هذا القول؟ وبمروان تعدلني فأنا والله أفضل منك وأبي أفضل من أبيك واُمي أفضل من اُمك.. وهذه نبلي قد نثلتها، وهلمّ فانثل بنبلك، فغضب عثمان واحمرّ وجهه فقام ودخل داره(1).


موقف اُم المؤمنين عائشة من عثمان :

لم تتحرّج اُم المؤمنين عائشة عن الدخول في الصراعات السياسية والدعوة إلى إحداث التغييرات في شكل السلطة القائمة، فكانت تنزع أن يصل قريبها طلحة الى رئاسة السلطة، فقد شجّعها ضعف وفساد سلطة عثمان فشنّت عليه حرباً سياسية وتصريحات ناقدة لاذعة، تحرّض الناس ليس على


(1) أعيان الشيعة: 3 / 439.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة