(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

خلعه فحسب بل قتله أيضاً.

فقد كانت ترى أنّه بدّل سنّة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ومن ثَمَّ كفر واستحق القتل وإنقاذ الاُمّة منه، فكتبت الى البلاد تحرّض المسلمين على الخروج عليه(1).. وأخرجت قميص رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وعثمان يخطب ونادت: يا معشر المسلمين، هذا جلباب رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنّته، فقال عثمان: ربّ اصرف عنّي كيدهنّ إنّ كيدهنّ عظيم(2).
ولمّا رأت منه استئثاره ببيت المال هو وبنو اُمية والناس يترصّدون به هدّدته بالقتل(3) فقال لها: (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين)(4) وكانت تصرّح في مواطن عديدة: اقتلوا نعثلاً فقد كفر(5)، وقالت أيضاً: أشهد أنّ عثمان جيفة على الصراط.
ولما التقى عبد الله بن عباس بعائشة في طريق مكة فقالت: يا ابن عباس، إيّاك أن تردّ عن هذا الطاغية وأن تشكّك فيه الناس، فقد بانت لهم بصائرهم، وأنهجت ورفعت لهم المنار، وتحلّبوا من البلدان لأمر قد جمّ، وقد رأيت طلحة بن عبيد الله قد اتّخذ على بيوت الأموال والخزائن مفاتيح فإن يلِ يَسر بسيرة ابن عمّه أبي بكر(6).


دور الإمام في تهدئة الجماهير الغاضبة على عثمان :


(1) أنساب الأشراف: 5 / 103.
(2) تأريخ اليعقوبي: 2 / 175.
(3) كتاب الفتوح: 115.
(4) التحريم: 66 / 10.
(5) الكامل في التأريخ: 3 / 206، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 485.
(6) أنساب الأشراف: 5 / 75، وتأريخ الطبري: 5 / 425.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة