لقد دفعتُ عنه حتّى خَشِيتُ أن أكونَ آثماً»(1).
لقد كان موقف الإمام عليّ ((عليه السلام)) حرجاً في كيفية التجاوز بهذه الاُمّة من أزمتها قبل وبعد مقتل عثمان، وقد أوضح رأيه في حلّ المشكلة بعد أن بويع له ((عليه السلام)) بالخلافة وطالبه بعضهم بالأخذ بدم عثمان:
«كيف لي بقوّة والقومُ المجلبون على حدّ شوكتهم يملكوننا ولا نملكهم، وها هم هؤلاء قد ثارت معهم عِبدانُكم، والتفّتْ إليهم أعرابُكم، وهم خِلاَلكم يسومونكم ما شاؤوا، وهل ترون موضعاً لقدرة على شيء تريدونه، إنّ هذا الأمرَ أَمر جاهلية، وإنّ لهؤلاءِ القوم مادّةً ـ إنّ النّاس من هذا الأمر إذا حُرِّك ـ على اُمور: فِرقةٌ ترى ما ترون، وفرقةٌ ترى ما لا ترون، وفرقةٌ لا ترى هذا ولا ذاك، فاصبروا حتّى يهدأ النّاس، وتَقَعَ القلوبُ مواقعَها، وتُؤخَذَ الحقوقُ مُسْمَحَةً، فأهْدَأوا عنِّي، وانظروا ماذا يأتيكم به أمري، ولا تفعلوا فعلةً تُضعضع قوّةً، وتُسقط مُنَّةً، وتُورثُ وهْناً وذِلَّةً، وسأُمْسِكُ الأمَر ما استمسَكَ، وإذا لم أجِدْ بُدّاً فآخِرُ الدواءِ الكَيُّ»(2).
الآثار السلبية لحكومة عثمان في الاُمّة :
كانت حكومة عثمان استمراراً للخطّ السياسي الحاكم غير الواعي لمحتوى الرسالة سلوكاً ومعتقداً، فتركت آثارها السيّئة على مسيرة الدعوة الإسلامية والاُمّة ككل، وأضافت مثالب ومطاعن في وضوح الرسالة الإسلامية لدى الجماهير الاسلامية التي لم تعش مع القائد المعصوم
(1) نهج البلاغة «صبحي الصالح»: الكلمة (240).
(2) نهج البلاغة «صبحي الصالح»: الكلمة (168).