الأرض(1) ممّا شجّع الكثيرين في السعي للتسلّق الى الحكم للتمتّع بالسلطة والجاه، فعمرو بن العاص ومعاوية وطلحة والزبير لم يكونوا ينشدون من السعي للحكم أيّ هدف إنساني أو إجتماعي يعود بالنفع والمصلحة على الاُمّة.
4 ـ خلقت حكومة عثمان طبقة كبيرة من الأثرياء(2) تتضرّر مصالحها مع الحكومة القائمة في مواجهةِ حكومة تطالب بتطبيق الحقّ والشرع، ممّا أدّت الى تحرّك قطعات المسلمين الفقراء للمطالبة بالقوّة في إصلاح النظام المالي وتطوير الحياة الإقتصادية وتنظيم الدخل الفردي، وحركة أبي ذرّ تجاه الفساد المالي للحكومة خير شاهد ودليل على عمق تفشّي الفقر في أوساط الاُمّة.
5 ـ إنّ استعمال العنف والقوّة والشدّة والقسوة في التعامل مع المعترضين وإهانتهم ولّد ردّة فعل معاكسة للثورة على النظام القائم عسكرياً، وكان مقتل عثمان نقطة تحوّل في الصراعات الدائرة بين وجهات نظر المسلمين، فعمل السيف عمله في أفراد الاُمّة وأجّجه وزاد فيه تعنّت بني اُمية ومن والاهم على تحدّي الحقّ ورغبة الاُمّة في الإصلاح.
وهذا ما فسح المجال أمام النفعيّين في الوصول الى الحكم بقوّة السيف بعد أن افترقت الاُمّة الإسلامية في توجّهاتها السياسية، كلّ فرقة تريد الحكم لنفسها.
6 ـ خلّف مقتل عثمان فتنةً يتأجّج أوارها كلّ حين، وشعاراً يرفعه
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد: 3 / 64، وتأريخ الطبري: 5 / 341 ـ 346.
(2) مروج الذهب: 2 / 342.