(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

الأئمّة المعصومين من كلّ رجس جاهلي، بعد أن نصب النبيّ عليّاً في غدير خم أميراً للمؤمنين، وأحكم له الأمر بأخذ البيعة له من عامّة المسلمين، وأكدّ ذلك بكلّ شكل ممكن وفي كلّ ظرف مناسب للتثقيف والتوعية على هذا التخطيط الرائد حتى لحظة رحلته.
ولم يمنع هذا التخطيط أن يخطّط الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لحالة الطوارئ فيما إذا تراجعت الأُمّة بعد رحلته واصطدمت بفقدانها لقيادته، واستغلّ المتستّرون بالإسلام الفرصة لإرجاع الاُمّة الى قيمها وقواعدها الجاهلية الاُولى، فتكون الخطة الثانية ـ حال كونها تحملُ نفس الأهداف الكبرى ـ مشتملة على خطوات اُخرى للتمهيد لتتسلّم القيادة الشرعية مواقعها المعيّنة لها بأمر من الله ونص  من رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)).
8 ـ لقد اصطدم التخطيط الرائد بواقع كان متوقّعاً للنبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وبتيار جارف يعود الى نقصان الوعي وافتقاد النصح عند الاُمّة التي تشكّل القاعدة الأمينة لحماية القيادة الرشيدة، بحيث لم يكن يدرك عامّة المسلمين بعمق أنّ الجاهلية تتآمر من وراء الستار عليهم وعلى الثورة الإسلامية الفتيّة، وأنّ القضية ليست قضية تغيير شخص القائد بقائد آخر، وإنّما القضية قضية تغيير خط الإسلام المحمدي الثوري بخط جاهلي متستّر بالإسلام ومفعم برواسب الجاهلية الضاربة بجذورها في الأعماق.
9 ـ وهكذا أجهضت السقيفةُ التخطيطَ الرائدَ للنبيّ القائد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) حينما وجدت أنّ الساحة قد خلت منه، وتحقّقت نبوءة القرآن العظيم حين قال: (وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة