2 ـ عدم فهم دور ومسؤولية الإمام والإمامة، فقد تصوّروه مطلباً شخصياً وهدفاً فردياً، ولكنّ الحقيقة أنّ دخول الإمام في مواجهة الحاكمين كان بوعي رسالي وإرادة صادقة لاستمرار الدعوة الاسلامية نقيةً كما شرّعها الله بعيدةً عن الزيغ والانحراف، ومضحياً بكلّ شيء من أجل ذلك حتى لو كان ذلك تعدّياً على حقّه الشخصيّ، فالمقياس هو سلامة الرسالة وديمومتها على اُسس الحقّ والعدل الإلهي وهو القائل. «إعرف الحقّ تعرف أهله» وقد قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ».
كما أنّ الامام عليّاً ((عليه السلام)) عمل بشمولية وعلى جميع المستويات موفّقاً بين النظرية والتطبيق، فربّى أصحابه على أنّهم أصحاب الأهداف الرسالية لا أصحاب الأشخاص يميلون مع هذا الطرف أو ذاك، ونجد أنّ الإمام رفض أن يستلم الحكم بشرط السير بسيرة من قبله، إذ كانت تسيء الى الرسالة والمجتمع.
3 ـ الرواسب الجاهلية المتأصّلة في فكر الاُمّة، فالعهد قريب ولم تدرك الاُمّة عمق الرسالة والرسول ودور الامام، فتصوّروا أنّ عهد النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بالوصاية للإمام ((عليه السلام)) مجرّد عملية ترشيح لأحد أعضاء اُسرته، وإنّه قد يهدف لإحياء أمجاد اُسرة متطلّعة للمجد والسلطان كما هو دأب غالب الحكّام قبل النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وبعده.
4 ـ دور المنافقين وأطماعهم في زعزعة الاستقرار الأمني والاجتماعي، ومحاولة إثارة النوازع والأحقاد بين صفوف المسلمين، وتغلغلهم في صفوف الجهاز الحاكم والدولة ويزدادون توغّلاً إذا كان الحاكم ضعيفاً أو منحرفاً.
5 ـ الأمراض النفسية لدى المتصدّين للزعامة، فكان الشعور بالنقص