لديهم تجاه الإمام عليّ ((عليه السلام)) بدرجة عالية، حيث كان الإمام ((عليه السلام)) يمثّل تحدّياً بوجوده، بصدقه، بجهاده، بصراحته، باستبساله وشبابه. (كما ورد في كتاب معاوية لمحمد بن أبي بكر)(1).
المحور الثاني: وحين لم يفلح المحور الأوّل في بلوغ هدفه عمل الإمام ((عليه السلام)) بمنهجية أخرى، ألا وهي تحصين الاُمة ضد الانهيار التّامّ وإعطاؤها من المقوّمات القدر الكافي كي تتمكّن من البقاء صامدةً في مواجهة المحنة بعد استيلاء فئة غير كفوءة على السلطة وانحدار الاُمّة عن جادّة الحقّ والصواب بسببها.
فاجتهد الإمام ((عليه السلام)) في تعميق الرسالة فكرياً وروحياً وسياسياً في صفوف الاُمّة، وتقديم الوجه الحقيقي للنظرية الإسلامية عبر أساليب منها:
1 ـ التدخّل الإيجابي في عمل الزعامة المنحرفة بعد أن كانوا لا يحسنون مواجهة ومعالجة القضايا الكثيرة البسيطة منها والمعقدة. وتوجيههم نحو المسار الصحيح لانقاذ الاُمّة من مزيد الضياع، فكان دور الإمام ((عليه السلام)) دور الرقيب الرسالي الذي يتدخّل لتقويم الأود.
ونجد الإمام يتدخّل للردّ على شبهات المنكرين للرسالة بعد أن عجز المتصدّي للزعامة عن ذلك، ونجده أيضاً يتدخّل ليعطي للخليفة نصائح عسكريةً أو اقتصاديةً، وما أكثر نصائحه ومعالجاته القضائية(2).
2 ـ توجيه مسار سياسة الخليفة ومنعها من المزيد من الانحراف من خلال الوعظ والنصيحة، وبدا هذا الاُسلوب جليّاً في عهد عثمان بن عفان حيث كان لا يقبل التوجيه والنصيحة.
(1) وقعة صفّين: 119.
(2) تأريخ اليعقوبي: 2 / 133، 145.