3 ـ تقديم المثل الأعلى للإسلام والصورة الحقيقية لطبيعة وشكل الحكم والمجتمع الإسلامي، وقد ظهر هذا واضحاً في فترة حكومة الإمام ((عليه السلام))، وعلى هذا الأساس استند قبول الإمام للحكم بعد أن رفضه، فقد مارس دور القائد السياسي المحنّك والحاكم العادل ونموذج الإنسان الذي صاغته الرسالة الاسلامية وكان مثالاً يُحتذى به لبلوغ هدف الرسالة، فهو المعصوم عن الخطأ والزلل والدنس في الفكر والعمل والسيرة.
4 ـ تربية وبناء ثلّة صالحة من المسلمين تُعين الإمام ((عليه السلام)) في حركته الإصلاحية والتغييرية، وذلك عبر تحرّكها في وسط الاُمّة لانضاج أفكارها وتوسيع قاعدة الفئة الواعية الصالحة، وتستمر في مسيرها عبر التأريخ لتتواصل الأجيال اللاحقة في العمل وفق النهج الإسلامي(1).
5 ـ إحياء سنّة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) والتنبيه عليها وتدوينها والإهتمام بالقرآن تلاوةً وحفظاً وتفسيراً وتدويناً، إذ هما عماد الشريعة، ولابدّ أن تدرك الاُمّة حقائق القرآن والسنّة كما شُرّعت وكما اُريد لها أن تفهمها.
الثقافة الإسلامية في حكم الخلفاء(2) :
من أخطر المشاكل التي تواجهها الرسالات والعقائد هو تصدّي الفئات العاجزة والفارغة فكرياً للدفاع عنها أو تطبيقها، وحين يتعرّض المتصدّون للزعامة للاختبار لمعرفة رأي الرسالة ومدى علمهم بها فإنّ سكوتهم أو اختلافهم سيزرع شكّاً لدى الجماهير ويزعزع ثقتهم بالرسالة ومقدرتها على
(1) أئمّة أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف للشهيد الصدر: 59 ـ 69.
(2) للمزيد من التفصيل راجع معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري: 2 / 43 .