(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام


الفصل الثاني معركة الجمل(1)

مثيرو الفتن :

كانت بيعة الناس لأمير المؤمنين بمنزلة صاعقة حلّت بقريش وكلّ من يكيل العداء للإسلام، فحكومة الإمام هي إمتداد لحكومة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) التي أذلّت الظلم والعدوان والبغي، وجاءت بالعدل والمساواة والحقّ والفضيلة، وحطّمت المصالح الاقتصادية القائمة على الربا والاحتكار والاستغلال، فعزّ على كثير من كبار قريش أن يكونوا على قدم المساواة مع أيّ مواطن آخر من أيّ فئة كانت في حكومة الإمام عليّ ((عليه السلام)) الذي طالت إصلاحاته الى عزل ولاة عثمان السابقين.
وقد كان كلّ من طلحة والزبير يرى نفسه شريكاً وقريناً لأمير المؤمنين، ويتوقّع كلّ منهما أن يلي حكومة جزء كبير من البلاد الاسلامية على أقلّ تقدير، وكان لعائشة المقام المرموق لدى الخلفاء السابقين تتحدّث كما تشاء، وهي الآن تعلم أن لا مجال لها في حكومة تعتمد القرآن والسنّة مصدراً ودستوراً.
وكان معاوية يتصرّف بالشام تصرّف الحاكم المطلق المتفرّد والطامع


(1) وقعت معركة الجمل في جمادى الآخرة عام (36) هـ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة