(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

والزبير وعائشة يحرّضون الناس على الخروج على بيعة الإمام ((عليه السلام)) بدعوى الثأر لعثمان، فاختلف الناس بين معارض ومؤيد.
وأقبل جارية بن قدامة السعدي لينصح عائشة عسى أن يردّها عن تأجيج الفتنة، فقال: يا اُمّ المؤمنين، والله لقتل عثمان بن عفان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون، عرضة للسلاح، إنّه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكتِ سترك وأبحت حرمتك، إنّه من رأى قتالك فإنّه يرى قتلك، لئن كنت أتيتنا طائعةً فارجعي الى منزلك، وإن كنت أتيتنا مستكرهةً فاستعيني بالناس(1).


الاقتتال ـ الهدنة ـ الغدر :

افتتن الناس بقدوم عائشة على البصرة، فبين منكر ومؤيد ومصدّق ومكذّب افترقت جماهير البصرة، وتأزّم الموقف، فاصطدم الناس واقتتلوا على فم السكة، ولم يحجز بينهم إلاّ الليل، وكان عثمان بن حنيف لا يريد إراقة الدماء ويجنح للسلم وينتظر قدوم الإمام عليّ ((عليه السلام)) الى البصرة، فلمّا عضّت الحرب الطرفين تنادوا للصلح، فكتبوا كتاباً لعقد هدنة مؤقّتة على أن يبعثوا رسولاً إلى المدينة يسأل أهلها، فإن كان طلحة والزبير اُكرها على البيعة خرج ابن حنيف عن البصرة وإلاّ خرج عنها طلحة والزبير(2).
وعاد كعب بن مسور رسول الطرفين إلى المدينة بادّعاء اُسامة بن زيد أنّ طلحة والزبير بايعا مكرهين ومخالفة أهل المدينة لرأي اُسامة فاستغلّها زعماء جيش عائشة، فهجموا في ليلة ذات رياح ومطر على قصر الإمارة


(1) الكامل في التأريخ: 3 / 213، وتأريخ الطبري: 5 / 493.
(2) راجع الكامل في التأريخ: 3 / 215، والإمامة والسياسة: 87 ، والطبري: 5 / 495.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة