(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

حيث يتواجد عثمان بن حنيف فقتلوا أصحابه وأسروا ونتفوا لحيته ورأسه وحاجبيه، ولكنّهم خافوا من قتله لأنّ أخاه سهل بن حنيف والي الإمام على المدينة(1).


حركة الإمام ((عليه السلام)) للقضاء على التمرّد(2) :

حين استلم الإمام عليّ ((عليه السلام)) زمام الحكم كانت هناك عقبة أمام استقرار الأمن وسيطرة الحكومة الشرعية المركزية، وهي إعلان معاوية بن أبي سفيان تمرّده على خلافة الإمام، فشرع ((عليه السلام)) بالاستعداد العسكري والسياسي لإيقاف التمزّق في كيان الاُمّة ومنع سفك الدماء.
وما أن اُحيط الإمام ((عليه السلام)) علماً بحركة عائشة وطلحة والزبير نحو البصرة وإعلانهم العصيان عدل عمّا كان يخطّط لمعالجة موقف معاوية والشام، فاتّجه ((عليه السلام)) نحو البصرة بجيش يضمّ وجوه المهاجرين والأنصار ومن اشتركوا مع النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في بدر واُحد والأحزاب وأكثر مواقفه مع المشركين، واستخلف الإمام ((عليه السلام)) على المدينة سهل بن حنيف وأمره أن يشخص إليه من أحبّ الشخوص ولا يحمل أحداً على ما يكره، وأسرع الإمام ((عليه السلام)) في مسيره عسى أن يدرك جموع الناكثين ويردّهم عن غيّهم، لم يتمكّن الإمام من اللحاق بالناكثين فقد سبقوه الى البصرة، والتحقت بالإمام أعداد كبيرة من المؤمنين، فالتحقت قبيلة «طي» بجموعها وأعداد من بني أسد وجماعة من أهل المدينة.
وصل الإمام ((عليه السلام)) الى منطقة «الربذة» فكتب الى الأمصار يستمدّ


(1) تأريخ الطبري: 5 / 496، والإمامة والسياسة: 89 ، ومروج الذهب للمسعودي: 2 / 367.
(2) الإمامة والسياسة: 74، وتأريخ الطبري: 5 / 507.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة