(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

أرسله مع جرير(1) الذي أبطأ كثيراً على الإمام ((عليه السلام))، ثمّ سارع معاوية بتحريك


قواته نحو أعالي الفرات في وادي صفّين لاحتلالها ومنع تقدّم قوات الإمام ((عليه السلام)) وحبس الماء عنهم، وتصوّر معاوية أنّ هذا أول نصر يحقّقه على الإمام ((عليه السلام)). وطلب الإمام ((عليه السلام)) من معاوية أن يسمح لجيشه بالاستقاء بعد أن وصلوا متأخرين الى صفّين، وأبى معاوية وجيشه ذلك، وأضرّ الظمأ كثيراً بأهل العراق وازداد الضغط على الإمام ((عليه السلام)) لكسر الحصار، فأذن لهم بالهجوم على شاطئ الفرات، وتمّ إزاحة قوات معاوية عن ضفّة النهر.
ولكنّ الإمام ((عليه السلام)) لم يقابل أهل الشام بالمثل، ففسح لهم المجال لأخذ الماء دون معارضة(2).


محاولة سلمية :

رغم أنّ الإمام ((عليه السلام)) أكثر من مراسلة معاوية وفتح عدّة قنوات للحوار محاولاً كسبه وإدخاله في بيعته لكنّ ردّ معاوية كان الحرب والسعي للقضاء على الإمام وجيشه بكلّ وسيلة، بيد أنّ الإمام ((عليه السلام)) كان يأمل في محاولة سلمية اُخرى بعد أن استقرّ وجيشه ضفّة الفرات، فسادت هدنة مؤقّتة بعث خلالها الإمام ((عليه السلام)) مندوبين عنه إلى معاوية وهم بشير بن محصن الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي، فقال ((عليه السلام)) لهم: «إئتوا هذا الرجل ـ أي معاوية ـ وادعوه إلى الله وإلى الطاعة والجماعة».


(1) وقعة صفين: ص56.
(2) مروج الذهب: 2 / 384، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 3 / 320، والكامل في التأريخ: 3 / 283.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة