(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وما كان جواب معاوية إلاّ السيف والحرب، فقال للمندوبين: انصرفوا من عندي فليس بيني وبينكم إلاّ السيف(1).



الحرب بعد الهدنة :

جرت مناوشات بين الجيشين ولم تستعر الحرب بعدُ، فكانت تخرج فرقة من كلا الطرفين فيقتتلان، وما أن حلّ شهر محرم من عام (37) هـ حتى حصلت موادعة بين الطرفين، حاول من خلالها الإمام ((عليه السلام)) التوصّل الى الصلح، وكانت طروحاته ((عليه السلام)) هي الدعوة الى السلم وجمع الكلمة وحقن الدماء، ودعوات معاوية وأهل الشام رفض بيعة الإمام ((عليه السلام)) والطلب بدم عثمان بن عفان(2). واستمرّت الهدنة مدّة شهر واحد، ولمّا طالت فترة المناوشات سئم الفريقان من ذلك فعبّأ الإمام ((عليه السلام)) جيشه تعبئةً عامةً، وكذلك فعل معاوية، والتحم الجيشان في معركة رهيبة، وكان الإمام يوصي جنوده دائماً فيقول: «لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤوكم فأنتم بحمد الله عزّ وجلّ على حجة» ثمّ قال: «فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً ولا تجهّزوا على جريح ولا تكشفوا عورةً ولا تمثّلوا بقتيل»(3).
واستمرت الحرب بين كرٍّ وفرّ حتى سقط خلالها أعداد كبيرة من المسلمين صرعى وجرحى بلغت عشرات الاُلوف.


مقتل عمار بن ياسر :


(1) تأريخ الطبري: 5 / 612، والكامل في التأريخ: 3 / 284.
(2) تأريخ الطبري: 5 / 615، ووقعة صفّين: 195.
(3) تأريخ الطبري: 5 / 622، ووقعة صفّين: 202.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة