(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وروي: أنّ ذلك بلغ الإمام علياً ((عليه السلام)) فقال: ونحن قتلنا حمزة لأنّا أخرجناه الى اُحد(1).


خدعة رفع المصاحف :

استمرّ القتال أياماً أظهر خلالها أصحاب الإمام صبرهم وتفانيهم من أجل انتصار الحقّ، ثمّ إنّ الإمام ((عليه السلام)) قام خطيباً يحثّ على الجهاد فقال: «أيّها الناس قد بلغ بكم الأمر وبعدوّكم ما قد رأيتم، ولم يبق منهم إلاّ آخر نفس، وإنّ الاُمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأوّلها.. وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا، منهم ما بلغنا، وأنا غاد عليهم بالغداة اُحاكمهم إلى الله عزّ وجلّ»(2).
فبلغ ذلك معاوية وقد بدت الهزيمة على أهل الشام فاستدعى عمرو بن العاص يستشيره، وقال له: إنّما هي الليلة حتى يغدو عليّ علينا بالفيصل فما ترى؟
قال عمرو: أرى أنّ رجالك لا يقومون لرجاله ولست مثله، وهو يقاتلك على أمر وأنت تقاتله على غيره، أنت تريد البقاء وهو يريد الفناء، وأهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم وأهل الشام لا يخافون عليّاً إن ظفر بهم، ولكن ألقِ إليهم أمراً إن قبلوه اختلفوا وإن ردّوه اختلفوا، اُدعهم إلى كتاب الله حكماً فيما بينك وبينهم(3).
فأمر معاوية في الحال أن ترفع المصاحف على الرماح، ونادى أهل الشام: يا أهل العراق، هذا كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته الى خاتمته من


(1) تذكرة الخواص: 90، والعقد الفريد: 4 / 343.
(2) كتاب سليم بن قيس: 176، والكامل في التأريخ: 3 / 310.
(3) وقعة صفّين: 347، وتأريخ الطبري: 5 / 660.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة