الإمام ((عليه السلام)) على محمد(1)، ثمّ كان قد كلّف ((عليه السلام)) مالك الأشتر بولاية مصر وكتب إليه عهده المشهور في إدارة الحكم وسياسة الناس، ولكن معاوية وما يملك من وسائل الشيطان والخداع تمكّن من دسّ السم لمالك(2).
إنهيار الاُمّة وتفكّكها :
بدأت بوضوح ملموس ملامح وآثار الانحراف الذي حصل يوم السقيفة في نهاية أيّام حكم الإمام ((عليه السلام)) حيث بدأ معاوية ومن اقتفى أثره في محاربة الإسلام من داخل الاسلام بتفكيك ما بقي من أواصر تماسك المجتمع الإسلامي وتخريبه وبناء مجتمع ينسجم وفق رغباتهم وأهوائهم، ويمكننا أن نلحظ حال الاُمّة بعد خوض الإمام ((عليه السلام)) ثلاث معارك فيصلية لاجتثاث الفساد فيما يلي: ـ
1 ـ مُني الإمام ((عليه السلام)) والاُمّة بفقد خيار الصحابة الواعين والفاعلين في المجتمع وحركة الدعوة الإسلامية الذين كان يمكن من خلالهم بناء الاُمّة الصالحة وفق نهج القرآن والسنّة بإشراف الامام ((عليه السلام))، وقد بلغ الحزن في نفس الإمام مبلغاً عظيماً نجده في نعيه لهم بقوله:
«ما ضرّ إخواننا الذين سفكت دماؤهم بصفّين أن لا يكونوا اليوم أحياءً يسيغون الغصص ويشربون الرنق، قد والله لقوا الله فوفّاهم اُجورهم وأحلّهم دار الأمن بعد خوفهم.. أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحقّ؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النية وأبرد برؤوسهم الى الفجرة؟»
(1) شرح النهج لابن أبي الحديد: 6 / 88 .
(2) تأريخ الطبري: 6 / 5.