(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام


الفصل السادس تراث الإمام المرتضى عليّ بن أبي طالب ((عليه

السلام))


إنّ الحديث عن دنيا المعرفة عند الإمام ((عليه السلام)) مهما اُعطي المرء من التوفيق يستحيل عليه أن يحيط بالفكر العلوي العملاق الذي طرحه الإمام في ساحة الفكر الإنساني.
وحسبك أنّ كلّ مدرسة فكرية وكلّ أصحاب علم من العلوم الإسلامية يدّعون انتماءهم اليه، فعليّ ((عليه السلام)) قد تنازعته كلّ الحركات الفكرية والتحرّريّة في تأريخ المسلمين، ولم يكن العطاء الفكري العظيم الذي تفرّد به الإمام ((عليه السلام)) إلاّ حصيلة طبيعية للإعداد النبويّ الخاص الذي حصل عليه الإمام، واختصّ به دون سواه من الصحابة منذ طفولته وحتى آخر لحظة من حياة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)).
وقد انصَبّ هذا الإعداد الرسالي على جميع جوانب حياته الفكرية والعملية بحسب ما يصبو اليه الإسلام العظيم من أهدف كبرى للبشرية على مدى العصور، وأفصح النبيّ العظيم عن عظمة المستوى العلمي الذي بلغه ربيبه عليّ ابن أبي طالب ((عليه السلام)) بقوله: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه»(1)، «علي باب علمي ومبيّن لاُمتي ما اُرسلت به»(2).


(1) تذكرة الخواص : 47 ـ 48 . رواه عن الإمام احمد بن حنبل في الفضائل .
(2) سيرة رسول الله وأهل بيته : 1 / 645 عن حلية الأولياء ومقام أمير المؤمنين : 7 ط. الأعلمي.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة