(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

بأنّ طولها سبعون ذراعاً، وليس من قضية إلاّ وهي فيها حتى أرش الخدش.
وتضمّن كتاب الجفر ما يرتبط بحوادث المستقبل وصحف الأنبياء السابقين، وقد يشبهه مصحف فاطمة وهو ما أملته عليه فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) بعد وفاة أبيها ممّا كانت تُلهم به من مفاهيم(1). وكلّ هذه الكتب تعتبر من مواريث الإمامة التي يتناقلها الأئمة ((عليهم السلام)) جيلاً بعد جيل.
وقد تصدّى جمع من علماء الاُمّة الى جمع ما اُثر عن الإمام ((عليه السلام)) من خطب ورسائل وكلمات، وسمّيت بأسماء تتناسب مع أغراض جامعيها، وأوّلها وأشهرها ما سمّي بـ(نهج البلاغة) للشريف الرضي المتوفى (404) هـ، وقد انطوى على روائع فكر الإمام في شتى المجالات العقائدية والاخلاقية وأنظمة الحكم والإدارة والتأريخ والاجتماع وعلم النفس والدعاء والعبادة وسائر العلوم الطبيعية والإنسانية، وهو ما اختاره الشريف الرضي من خطبه ورسائله ووصاياه وكلماته البليغة. ومن هنا فقد تصدّى علماء آخرون لجمع ما لم يجمعه الشريف الرضي وسمّي بمستدركات نهج البلاغة.
وجمع النسائي المتوفى (303) هـ ما رواه الإمام علي عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وسمَّاه بـ (مسند الإمام عليّ ((عليه السلام))).
وجمع الآمدي قصار كلماته الحكمية وسمّاها بـ (غرر الحكم ودرر الكلم).
وجمع أبو إسحاق الوطواط من كلامه ما سمّاه بـ (مطلوب كلّ طالب من كلام عليّ بن أبي طالب). واُثرت عن الجاحظ (مائة كلمة) للإمام عليّ ((عليه السلام)) و(نثر اللئالي) جمع الطبرسي صاحب مجمع البيان، وكتاب صفّين لنصر بن


(1) اُصول الكافي: الجزء الأول باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة. وراجع: سيرة الأئمّة الاثني عشر: 1 / 96 ـ 99 و274 ـ 294.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة