مزاحم اشتمل على مجموعة من خطبه وكتبه. و(الصحيفة العلوية) وهي مجموعة من الأدعية التي اُثرت عنه ((عليه السلام)).
وتصدّت مؤسسة نهج البلاغة لتأليف موسوعة أحاديث أمير المؤمنين ((عليه السلام)) وخصّصت الجزء الأول منها فيما روي عن الإمام عليّ ((عليه السلام)) حول الإمام المهدي المنتظر(عج).
في رحاب نهج البلاغة :
«لم تعرف اللغة العربية بعد القرآن الكريم وجوامع كلم رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) مثل كلام الإمام ((عليه السلام)) الذي تقرؤه الأجيال في (نهج البلاغة) ذلك الكتاب الذي جمع فوعى من كلم الإمام ورسائله وخطبه ما أدهش العلماء وحيّر الأدباء في مختلف العصور، سواء كان من حيث الفصاحة والبلاغة أم من حيث الدقّة وإشراق الديباجة أم من حيث إنقياد الألفاظ واتّساق المعاني.
وإذا كان (القرآن الكريم) هو معجزة النبوة فإنّ (نهج البلاغة) معجزة الإمامة... فليست هذه العقلية العظيمة المتجلّية بذلك الاُسلوب العلوي الواضحة في كلّ فقرة من فقرات (النهج) وفي كلّ شذرة من تلك الشذور إلاّ غرس ذلك النبيّ العظيم المستمدّ من وحي الله تعالى، فما من موضوع يطرقه الإمام إلاّ وترى نور الله يشعّ أمامه وهدي الرسول ينير له الطريق»(1).
وقال الشريف الرضي ((قدس سره)): كان أمير المؤمنين ((عليه السلام)) مشرع الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه ((عليه السلام)) ظهر مكنونها وعنه اُخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كلّ قائل خطيب، وبكلامه استعان كلّ واعظ بليغ،
(1) حياة أمير المؤمنين في عهد النبي: 402، تأليف: محمد صادق الصدر. الطبعة الثانية.