كراهة وجوه المهاجرين استخلاف عمر :

هذا و الأمة مجتمعة على أن أبا بكر لما أراد استخلاف عمر بن الخطاب حضره وجوه المهاجرين و فيهم طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص , فقالوا : ما تقول لربك إذا وليت علينا هذا الفظ الغليظ , فإنا لم نكن نطيقه و هو رعية لك فكيف إذا ولي الأمر ؟ فاتق الله في الإسلام و أهله و لا تسلطه على الناس .

فغضب أبو بكر و قال : أجلسوني , أجلسوني .

فأجلس , و استند إلى صدور الرجال من ضعفه ثم قال لهم : أ بالله تخوفوني , إن كل واحد منكم قد طمع في هذا الأمر ; فلما سمع ما أريده لعمر , ورم لذلك أنفه , لكأني بكم و قد جاءتكم فعمدتم على التأمر و استعمال الستور و نضائد الديباج لتتخذوها كسروية , لا و الله لا أجبتكم إلى ما تريدون , أني إذا لقيت ربي فسألني من استخلفت عليهم ؟

قلت : استخلفت عليهم خير أهلهم .

[121]

و هذا خبر مشهور لا يتنازع فيه العلماء و هو متضمن لعقد أبي بكر الأمر لعمر على كراهة ممن ذكرناه و قهر لهم و إجبار عليهم فيجب على مقال الخصم أن تكون إمامة عمر بن الخطاب فاسدة لأنها على كراهة ممن عددناه .

[122]

حرب الجمل