بطلان آراء أهل الفرق :

قال الشيخ المفيد أبو عبد الله أدام الله تأييده قد دللنا على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) من جهة النص عليه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و باختيار له من ذوي العقول و العلم و الفضل و الرأي على ما يذهب إليه المخالفون في ثبوت الإمامة و انعقادها و أنبأنا عن عصمته (عليه السلام) بما سلف و شرحنا القول في طريقها و أوضحناه و ذكرنا الأخبار الواردة من طريق الخاصة و العامة في وجوب حقه و برهان صوابه و تحريم خلافه و في ذلك إبطال ما ذهب إليه كافة خصومنا على اختلافهم في تصويب محاربيه و الوقوف في ذلك و الشك فيه و في ما أصلناه من ذلك و رسمناه في معناه غنى عن تكلف كلام في فساد مذهب واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد على ما شرحناه عنهما في صدر هذا الكتاب من شبهات المذهب الرذل و إبطال مذهب الأصم و أتباعه و نقض شبهات الحشوية في تصويب الجماعة و إفساد ما ذهب إليه كل فريق منهم في تخطئتهم بأسرهم و إقامة البرهان على صحة ما ذهب إليه الشيعة و من شاركهم من قبائل المعتزلة و المرجئة و الخوارج و تصويب أمير المؤمنين في حرب البصرة و الشام و تخطئة محاربيه في هذين المقامين و ضلالهم في ذلك عن طريق الرشاد و فيما أثبتناه من عصمته (عليه السلام) و حقه أيضا دليل مقنع في إبطال مذهب الخوارج المبدعة في إنكار التحكيم و ترك القتال عند الموادعة حسب ما قدمناه.

و نحن نشفع ذلك بأسباب فتنة البصرة على ما بطن منها عن كثير من الناس

[133]

و ظهر منها للجمهور و نورد بعد هذا الباب الذي ذكرناه الأخبار الواردة بصورة الأمر في القتال و كيفية ما جرى فيه على ترتيب ذلك في مواضعه المقتضية لذكره فيها و نأتي به على الترتيب و النظام إن شاء الله تعالى .

[135]

حرب الجمل