موقف طلحة من عثمان :
و لما أبى عثمان أن يخلع نفسه تولى طلحة و الزبير حصاره و الناس معهما على ذلك فحصروه حصرا شديدا و منعوه الماء .
فأنفذ إلى علي (عليه السلام) يقول : إن طلحة و الزبير قد قتلاني بالعطش و الموت بالسلاح , أحسن .
فخرج علي (عليه السلام) معتمدا على يد المسور بن مخرمة الزهري حتى دخل على طلحة بن عبيد الله و هو جالس في داره يبري نبلا و عليه قميص هندي ; فلما رآه طلحة رحب به و وسع له على الوسادة , فقال له علي (عليه السلام) : إن عثمان قد أرسل إلى أنكم قد قتلتموه عطشا و أن ذلك ليس بالحسن و القتل بالسلاح أحسن له و كنت آليت على نفسي أن لا أرد عنه أحدا بعد أهل مصر و أنا أحب أن تدخلوا عليه الماء حتى تروا رأيكم فيه .
فقال طلحة : لا و الله , لا نعمة عينا له , و لا نتركه يأكل و لا يشرب .
فقال علي (عليه السلام) : ما كنت أظن أن أكلم أحدا من قريش فيردني ; دع ما كنت فيه يا طلحة .
فقال طلحة : ما كنت أنت يا علي في ذلك من شيء .
فقام علي (عليه السلام) مغضبا , و قال : ستعلم يا ابن الحضرمية : أكون في ذلك من شيء أم لا ؟ ثم انصرف.
[146]
و روى أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي أيضا قال حدثني يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : و الله إني لأنظر إلى طلحة و عثمان محصور و هو على فرس أدهم و بيده الرمح يجول حول الدار و كأني أنظر إلى بياض ما وراء الدرع .
حرب الجمل