موقف الزبير من عثمان :

و روى أبو إسحاق قال : لما اشتد بعثمان الحصار عمل بنو أمية على إخراجه ليلا إلى مكة , و عرف الناس ذلك فجعلوا عليه حرسا , و كان على الحرس طلحة بن عبيد الله , و هو أول من رمى بسهم في دار عثمان .

قال : و أطلع عثمان و قد اشتد به الحصار و ظمئ من العطش , فنادى : أيها الناس اسقونا شربة من الماء و أطعمونا مما رزقكم الله .

فناداه الزبير بن العوام : يا نعثل , لا و الله , لا تذوقه.

و روى أبو حذيفة القرشي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن تغلبة بن يزيد الحماني قال : أتيت الزبير و هو عند أحجار الزيت فقلت له يا أبا عبد الله قد حيل بين أهل الدار و بين الماء فنظر نحوهم و قال وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ.

[147]

فهذه الأحاديث من جملة كثيرة في هذا المعنى و هي كاشفة عما ذكرناه من إدغال القوم من التظاهر بطلب دم عثمان و هم تولوا سفكه و لم يظهر أحد منهم إلا الذم عليه .

و لما بايع الناس عليا (عليه السلام) أظهروا الندم على ما فرط منهم و قرفوه بما صنعوا و أثاروا الفتنة التي رجع عليهم منها ما كانوا أملوه فيها منه و هو الظاهر منهم و الباطن كان مخالفا للظاهر منهم فيما ادعوه بعثمان .

حرب الجمل