فصل ; في اعتراض أبي ذر على عثمان :

و لما كان من إنكار أبي ذر رحمه الله أحداث عثمان ما كان و دخل عليه بعض الأيام و عنده قوم يمدحونه بالأباطيل ; فأخذ بيده كفا من التراب فضرب به وجوههم .

فقال له عثمان : ويلك ما هذا ; تضرب وجوه المسلمين بالتراب ؟

قال : إني لم أفعل إلا ما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

اعلم أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب .

و قد رأيت هؤلاء يتقربون بالأباطيل إليك و يمدحونك بما ليس فيك .

فقال له عثمان : كذبت فبينا هو يكذبه و يغلظ له في القول و أبو ذر يخاصمه إذ دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) ; فقال له عثمان : يا علي أ ما ترى هذا الكذاب كيف يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

فقال له علي : أنزله يا عثمان فيما قال منزلة مؤمن آل فرعون قال الله عز اسمه إِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ .

فغضب عثمان , و قال : اسكت بفيك التراب .

فجثا (عليه السلام) على ركبتيه ثم قال له : بل بفيك التراب سيكون .

[179]

حرب الجمل