فصل ; في استئثار عثمان ببيت المال :

و لما كان من عثمان من تفريق ما في بيت المال على أوليائه و أقربائه و إخراج خمس مال إفريقية إلى مروان بن الحكم و تسويغه إياه و حبائه زيد بن ثابت بمائة ألف درهم من بيت المال و إقطاعه من أقطع من أرض المسلمين و إجازته الشعراء بكثير من مال المسلمين أعظم المسلمون ذلك و فزعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فدخل عليه و وعظه و ذكر له ما عليه المسلمون من إنكاره بما عمله فسكت عثمان و لم يجبه بحرف .

فلما طال على أمير المؤمنين (عليه السلام) سكوته , قال له : بما ذا أرجع إلى المسلمين عنك أ لك عذر فيما فعلت ؟

قال : انصرف يا ابن أبي طالب فسأخرج إلى المسجد و تسمع مني جواب ما سألت عنه.

ثم خرج عثمان بعد وقت حتى صعد المنبر و اجتمع المسلمون لسماع كلامه , فقال :

معاشر المسلمين قد بلغني خوضكم في بري أهل بيتي و صلتي لهم و حباي لمن حبوت من أهل بيتي و أوليائي و ذوي قرابتي إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من بني هاشم فحبا أهله و وصلهم و جعل لهم الخمس نصيبا و وفره عليهم

[184]

و نحلهم صفو الأموال و أغناهم عن السؤال ; و أن أبا بكر حبا أهله و خصهم بما شاء من المال ; و أن عمر حبا بني عدي و أصفاهم و خصهم بالإكرام و الإعظام و أعطاهم ما شاء من المال ; و أن بني أمية و عبد شمس أهلي و خاصتي و أنا أخصهم بما شئت من المال أما و الله لو قدرت على مفاتيح الجنة لسلمتها إلى بني أمية على رغم أنف من رغم.

فقام عمار بن ياسر فأخذ بطرف أنفه , و قال : و الله إن أنفي أول أنف يرغم بذلك .

و تفرق المسلمون على سخط من مقالته .

و جاء خزان بيت المال فألقوا المفاتيح بين يديه ; و قالوا : لا حاجة لنا فيها و أنت تصنع في أموال الله ما تصنع .

[185]

حرب الجمل