فصل ; في غضب عثمان على عمار و ضربه إياه :

و لما كتب المسلمون كتابا يذكرون فيه ما ينكرون من أحداثه التمسوا من يوصله إليه ليقف عليه فيرجع عن ذلك أو يعرفون رأيه فيه فوقع اختيارهم على عمار بن ياسر فضمن لهم عرض الكتاب عليه و أخذه ثم استأذن حاجبه في إيصاله إليه فأذن له فدخل عليه و قد لبس ثيابه و هو يلبس خفيه , فقال له : مرحبا بك يا عمار ; فيم جئت ؟

قال : جئتك بهذا الكتاب .

فأخذه من يده , فلما قرأه تغير و استشاط غضبا ; ثم قال له : يا ماص بظر أمه , أنت تجتري علي فتلقاني بما أكره ; و وثب إليه فدفعه حتى انصرع على الأرض و داس بطنه و عورته حتى أحدث و أغمي عليه ; فلم يصل الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة .

و عرف المسلمون ذلك فانكروه , و قال فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ما هو مشهور روى ذلك محمد بن إسحاق عن الزهري و أبو حذيفة القرشي عن رجاله و غيرهما من أصحاب السير.

[186]

و قد كان من أمير المؤمنين (عليه السلام) في مقامات أخر تنديد عليه و وعظ مشهور و كان بينه و بين عثمان هنات و مهاجرات و مباينات في أوقات متفرقات.

من ذلك ما رواه أبو حذيفة القرشي قال حدثني إسحاق بن محمد قال حدثني الحسن بن عبد الله عن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن عبد الله بن عباس قال : كان بين عثمان بن عفان و بين علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلام على عهد عمر بن الخطاب فقال له عثمان فيما يقول فما ذنبي و الله لا تحبكم قريش أبدا بعد سبعين رجلا قتلتموهم منهم يوم بدر كأنهم شنوف الذهب .

[187]

حرب الجمل