فصل ; في مؤامرة الناكثين :
فلما تحقق عزم القوم على المسير إلى البصرة و ظهر تأهبهم لذلك اجتمع طلحة و الزبير و عائشة في خواص من قومهم و بطانتهم و قالوا نحب أن نسرع النهضة إلى البصرة فإن بها شيعة عثمان و أنصاره و عامله عبد الله بن عامر بن كريز و هو قريبه و نسيبه و قد عمل على استمداد الجنود من فارس و بلاد المشرق لمعونته على الطلب بدم عثمان و قد كاتبنا معاوية بن أبي سفيان أن ينفذ لنا الجنود من الشام فإن أبطأنا على الخروج خفنا أن يدهمنا ابن أبي طالب بمكة أو في بعض الطريق فيمن يرى رأيه في عداوة عثمان خوفا من أن يفرق كلمتنا و إذا أسرعنا المسير إلى البصرة و أخرجنا عامله منها و قتلنا شيعته بها و اتسعنا بالأموال منها كنا على الثقة من الظفر بابن أبي طالب فإن أقام بالمدينة سيرنا إليه الجنود حتى نحصره فيخلع نفسه أو نقتله كما قتل عثمان و إن سار فهو كال و نحن حامون و هو على ظاهر البصرة و نحن بها متحصنون فلا يطول الزمان حتى نفل جموعه بهلاك نفسه و إراحة المسلمين من فتنته .
[236]
حرب الجمل