رجوع ابن عباس من الكوفة إلى ذي قار :
و لما استقر أمر أهل الكوفة على الشخوص لأمير المؤمنين (عليه السلام) و خف بعضهم لذلك بادر ابن عباس و من معه من الرسل فيمن اتبعهم من أهل الكوفة إلى ذي قار للحاق بأمير المؤمنين (عليه السلام) و أخبره بما عليه القوم من الجد و الاجتهاد في طاعته و أنهم لاحقون به غير متأخرين عنه و إنما تقدمهم ليستعدوا للسفر و للحرب و قد كان استخلف قرظة بن كعب بالكوفة على ما قدمناه و ليحث الناس على اللحاق به.
فورد على أمير المؤمنين (عليه السلام) كتاب قد كتب إليه من البصرة بما صنعه القوم بعامله عثمان بن حنيف و ما استحلوه من الدماء و نهب الأموال و قتل من قتلوه من شيعته و أنصاره و ما أثاروه من الفتنة بها فوجده ابن عباس و قد أحزنه ذلك و غمه و أزعجه و أقلقه فأخبره بطاعة أهل الكوفة و وعدهم له بالنصر فسر عند ذلك و أقام ينتظر أهل الكوفة و المدد الذي ينتصر به على عدوه .
[273]
حرب الجمل